المناخ المعتدل الدافئ

اقرأ في هذا المقال


ما هو المناخ المعتدل الدافئ؟

إن هذا المناخ يحدث على عدة أماكن ومنها مناخ البحر المتوسط، وأهم ما يميز هذا المناخ هو هطول معظم الأمطار أو كلها في نصف السنة الشتوي وهو يحدث في شمال القارة في شريط ضيق يكون امتداده على طول ساحل البحر المتوسط، كما يزداد توسع هذا الشريط بشكل عام كلما اتجهنا نحو الغرب، كما أن تضاريس الشريط الساحلي وشكل الساحل لهما أيضاً دخل في تحديد اتساع المنطقة التي تدخل في هذا المناخ، وإن السبب في هطول أمطار البحر المتوسط هي الرياح الغربية والمنخفضات الجوية التي تكثر في مجالها، وتظهر هذه المنخفضات بشكل كبير في فصل الشتاء.
كما تظهر كذلك في فصل الربيع وفصل الخريف، كما أن المعدل السنوي للأمطار في هذا النوع من المناخ يكون ما بين 45 و86 سنتيمتراً، وهي تتناقص في حال اتجهنا إلى الشرق، فبينما تبلغ في مدينة الجزائر 75 سنتيمتراً في العام نجد أنها تبلغ 20 سنتيمتراً داخل مدينة الإسكندرية و7 سنتيمترات داخل مدينة بورسعيد، وبالرغم من قلة أمطار الساحل الشمالي لدولة مصر بهذا الشكل، فإننا من الممكن أن نعتبره مع التجاوز داخلاً في هذا النوع من المناخ، ولو أنه في الحقيقة يمثل مرحلة للانتقال ما بين المناخ الصحراوي ومناخ البحر المتوسط، وأكثر الأماكن أمطاراً في شمال أفريقيا هي جبال أطلس؛ ويعود السبب في ذلك إلى ارتفاعها من جهة ولأن أغلب الأمطار تأتي من الغرب من جهة أخرى.
وكما يتمثل مناخ البحر المتوسط فضلاً عن ذلك في منطقة الكاب التي توجد أقصى جنوب القارة، حيث تهطل بعض الأمطار شتاءً نتيجة لتحرك نطاقات الضغط الجوي باتجاه الشمال، ممَّا يتسبب في دخول هذه المنطقة داخل مجال الرياح الغربية، ويكون معدل الأمطار في كيب تون حوالي 75 سنتيمتراً في العام، كما أن الحياة النباتية التي تنمو في مناخ البحر المتوسط تتكون من أشجار تستطيع أن تتحمل جفاف فصل الصيف، ومنها بعض الأشجار التي تكون جذورها طويلة تستطيع أن تستفيد من المياه الباطنية مثل أشجار الزيتون واللوز والكروم، وعلى منحدرات جبال أطلس تنمو أشجار الصنوبر والبلوط، وتزرع في هذا المناخ الكثير من نباتات المنطقة المعتدلة مثل القمح والشعير.
ومناخ ناتال المعتدل الدافئ يحدث في شرق القارة وأهم ما يميزه عن مناخ البحر المتوسط أن أمطاره تهطل طول العام، فهي تهطل خلال فصل الشتاء الجنوبي (يوليو) بسبب المنخفضات الجوية التي تصل إليه من الغرب، وهي إمَّا أن تتكون على القارة نفسها أو تصل إليها من المحيط الأطلسي، أمَّا خلال فصل الصيف (ديسمبر) فتدخل منطقة ناتال في مجال الرياح التجارية التي تهب عليها من المحيط الهندي وتسبب في هطول أمطار غزيرة على الساحل وعلى منحدرات الجبال أيضاً.
أمَّا بالنسبة لدرجة الحرارة فتكون معتدلة طول العام حتى في فصل الصيف؛ لأن الرياح التي تأتي من المحيط تعمل على تلطيف درجة الحرارة، ولأن تيار موزمبيق الحار يكون امتداد أثره على الطرف الجنوبي الشرقي للقارة الأفريقية، فإن هذا الأثر يكون واضحاً على مناخ ساحل ناتال، وذلك خلال فصل الشتاء، حيث أن ذلك يعمل على رفع درجة الحرارة.
كما أن المناخ المعتدل القاري هو الذي يشتهر أيضاً باسم مناخ الإستبس، وهو يتمثل بشكل خاص في إقليم الفلد، وتهطل أغلب أمطاره في فصل الصيف عندما يحصل توغل للرياح التجارية في الداخل، كما أن هذا المناخ معتدل من حيث درجة الحرارة بسبب ارتفاع الهضبة، والحياة النباتية في جملتها عبارة عن أعشاب من نوع الإستبس، وهي التي تعرف باسم (الفلد) وتُربى عليها قطعان كبيرة من الماشية والأغنام، وقد قامت زراعة بعض الحبوب والفاكهة في المناطق التي تكفي أمطارها لهذه الزراعة.
والمناخ المعتدل الدافئ الموسمي يوجد بشكل خاص في هضبة الحبشة التي تهطل عليها الأمطار في الصيف؛ بسبب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية من جهة خط الاستواء، وهذه الأمطار هي المصدر الذي يستمد منه نهر النيل مياه الفيضان، ونظراً لارتفاع الهضبة فإنها أقل حرارة من الأماكن التي حولها، والحياة النباتية أغلبها عبارة عن غابات موسمية تسقط أوراقها في الشتاء وهو فصل انقطاع الأمطار.
وبهذا يكون المناخ المعتدل الدافئ يتوزع بعدة مناطق مختلفة ومعينة، كما يكون له عوامل وخصائص تضمن وجود المناخ المعتدل في المنطقة، والمناخ المعتدل يؤثر على حياة النباتات والحيوانات، فهناك أنواع معينة لها القدرة على التكيف مع المناخ المعتدل على الرغم من وجود أنواع أخرى تفقد القدرة على التعايش ضمن البيئات التي ينتشر فيها المناخ المعتدل.


شارك المقالة: