بماذا تشتهر العراق

اقرأ في هذا المقال


العراق بلد جنوب غرب آسيا، فالعراق هي إحدى الدول الواقعة في أقصى شرق العالم العربي وتقع على نفس خط عرض جنوب الولايات المتحدة، ويحدها من الشمال تركيا ومن الشرق إيران ومن الغرب سوريا والأردن ومن الجنوب المملكة العربية السعودية والكويت، وعاصمتها مدينة بغداد، وتعد اللغة العربية والكردية هي اللغة الرسمية في العراق، بينما اللهجة التركية (التركمانية) والآرامية الجديدة (السريانية) واللغة الأرمينية تعد اللغة رسمية في المناطق التي يشكل فيها المتحدثون الأصليون لهذه اللغات غالبية السكان، أما العملة المتداولة في العراق هي الدينار العراقي.

المناخ والمناظر الطبيعية في العراق:

بما أنّ العراق يعد من الدول النامية فإنّ كيانه سياسي مصطنع، فقد رسمت حدودها بريطانيا العظمى وبعد الحرب العالمية الأولى من قبل فرنسا، ومنذ ذلك الوقت أصبحت القضايا الحدودية مصدر توتر خاصة مع الكويت (التي يعتبرها العديد من العراقيين جزءًا من العراق) وإيران (خاصة فيما يتعلق بتقسيم ممر مائي مشترك شط العرب)، فقد وضع هذا التقسيم أيضًا عددًا كبيرًا من السكان الأكراد داخل حدود العراق وعزلهم عن أعضاء المجموعة العرقية في تركيا، والذي أدى هذا أيضًا إلى توتر ونزاع متقطع.

في المقابل فإنّ الظروف المعيشية في المناطق الجبلية في الشمال والشمال الشرقي مواتية، ويسقط معظم هطول الأمطار هناك على شكل أمطار أو ثلوج بين نوفمبر وأبريل، ومنذ العصور القديمة جعل هذا من زراعة المحاصيل الشتوية (والخضروات والفاكهة والتبغ في الصيف) وتربية الماشية أمرًا ممكنًا.

خلال فصل الشتاء يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 0 درجة مئوية، بينما في الصيف لطيف بشكل عام مقارنة بأجزاء أخرى من العراق، ولدى العديد من العائلات الميسورة في بغداد منزل ثان في الشمال الكردي أو يقضون هناك عطلاتهم، بالرغم من أنّ هذه الزيارات كانت محدودة كلما كان هناك قتال بين الحكومة والمتمردين الأكراد.

إلى الجنوب تصبح المناظر الطبيعية أكثر تملقًا وهذه هي دلتا نهري دجلة والفرات التي كانت مزروعة بمساعدة الري منذ العصور القديمة، وبسبب ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة تنمو أشجار النخيل في هذا الجزء من البلاد، ويوجد في الجنوب بساتين نخيل شاسعة وكان العراق منذ العصور القديمة أكبر مصدر للتمور في العالم.

جزئيًا بسبب الفقر المدقع لأغلبية السكان العرب الشيعة يترك الريف في جنوب العراق -على النقيض من كردستان العراق على سبيل المثال- انطباعًا غير مبتهج بشكل ساحق، كما تصل درجة الحرارة في الصيف إلى 50 درجة مئوية، مما يجبر الناس على قضاء أكثر ساعات اليوم حرارة في الداخل، وفي أقصى الجنوب بالقرب من الخليج الفارسي حيث أصبحت الحياة في الصيف أكثر صعوبة بسبب الرطوبة العالية.

التراث والثقافة العراقية:

لطالما كان العراق مكانًا للثقافة والفنون والأدب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسبب تنوع بلاد الرافدين عبر التاريخ، وترث الثقافة العراقية تاريخاً طويلاً من التنوع الحضاري والعرقي والديني والطائفي واللغوي، وبسبب هذا الصراع بين الثقافات المختلفة بين وحدة النسيج الواحد والتناقض الذي وصل في بعض النقاط إلى التصادم، وفي معظم الحالات انفجرت ينابيع الثقافة العراقية وخلقت كنوزًا غنية من العمارة والأدب والموسيقى والغناء والحرف اليدوية بالإضافة إلى الطب والهندسة وعلم الفلك.

كما أنّ للنزاعات دورًا في التأثير كبير في محو جزء الكبير على التراث العراقي الغني والثري بالمتاحف والمدن التاريخية خاصة خلال العقدين الماضيين، ولا يمكن النظر إلى الأدب العراقي المعاصر إلّا على أنّه نتاج عملية حضارية طويلة ومتنوعة وتتميز بالتجديد وميل رائد إلى الحداثة، مع الحفاظ على القوالب التقليدية دون طرح نموذج لصالح آخر أو موضوعات أدبية سائدة على غيرها، وبدلاً من ذلك أنتج كل أدب أدبًا موازيًا وخير مثال على ذلك الحضور اللافت لمدرستين شعريتين تمثلهما مدرسة محمد مهدي الجواهري ومدرسة بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي.

ربما نلاحظ ذلك أيضًا في الحركة الموسيقية المليئة بالتنوع والغنية بالاتجاهات الموسيقية المعاصرة دون عزل التراث الموسيقي الحضاري الموروث، حيث تتعايش الإيقاعات العربية الحديثة والقوالب الكردية الشهيرة والتكيفات الغربية لموسيقى الجاز والبوب ​​مع الفولكلور الشعبي ومقامات موسيقية أصلية خفيفة وثقيلة.

تنوعت الفنون البصرية في العراق عبر التاريخ بأساليبها وأنماطها وتقنياتها لإثراء وإغناء فنون الرسم والنحت، وجعلها وسيلة لتخليد حضارتها وأداة للانفتاح على العالم، كما يتمتع الفنان العراقي بحضور بتواجد قوي في عالم الثقافة في جميع أنحاء العالم، بحيث يُعرض الفن العراقي في صالات العرض عبر العالم وبشكل منتظم مثل صالات العرض في لندن وأمستردام ونيويورك.

بعيدًا عن أصل وأساس المسرح في العراق والذي يرجع إلى تاريخ الألفية الثالثة قبل الميلاد تتجلى التجارب المعاصرة للمسرح العراقي في مجموعة من الأعمال التي تتناول الاهتمامات الاجتماعية في قوالب الفولكلور الشعبي والدينية والطائفية وكذلك بعض أنواع الكوميديا ​​السوداء، كما يحلمون بتغييرات سياسية تضمن للعراقيين على اختلاف طوائفهم وأعراقهم وتوجهاتهم السياسية حياة بعيدة عن الخوف والرعب.

الاقتصاد في العراق:

تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي للعراق إلى -2.1٪ في عام 2017 وذلك وفقًا لبيانات البنك الدولي، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالعامين السابقين، حيث انخفض الاستهلاك والاستثمار المحلي بسبب العنف المدني وركود سوق النفط.

ويعتبر الاستثمار وتنويع القطاعات الرئيسية عنصرين حاسمين في التنمية الاقتصادية طويلة الأجل للعراق، ويتطلبان مناخ أعمال معزز مع رقابة قانونية وتنظيمية معززة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ويعتمد المستوى العام للمعيشة على أسعار النفط العالمية وإقرار الحكومة المركزية لإصلاحات السياسة الرئيسية وحل الخلاف المدني مع حكومة إقليم كردستان (KRG).

يهيمن قطاع النفط على اقتصاد العراق الذي تديره الدولة إلى حد كبير وهو محدد رئيسي لثروات الاقتصاد، كما إنّ عقود العراق مع شركات النفط الكبرى لديها القدرة على زيادة صادرات النفط وعائداته، ولكن العراق سيحتاج إلى إجراء تحسينات كبيرة على البنية التحتية لمعالجة النفط وخطوط الأنابيب والتصدير لتمكين هذه الصفقات من الوصول إلى إمكاناتها الاقتصادية.

في عام 2017 تعطلت صادرات النفط العراقي من الحقول الشمالية، وذلك بعد استفتاء حكومة إقليم كردستان الذي أدى إلى إعادة تأكيد الحكومة العراقية السيطرة الفيدرالية على حقول النفط المتنازع عليها والبنية التحتية للطاقة في كركوك، وتتنازع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان على دور السلطات الاتحادية والإقليمية في تنمية وتصدير الموارد الطبيعية، ثم أصدرت حكومة إقليم كردستان قانونًا للنفط لتطوير احتياطيات النفط والغاز في إقليم كردستان العراق بشكل مستقل عن الحكومة الفيدرالية.

قطاع الخدمات في العراق:

لقد أتاح الارتفاع الحاد في دخول النفط حافزًا قويًا لقطاع الخدمات، حتى في ظل نظام البعث ظلت التجارة الداخلية في أيدي القطاع الخاص على الرغم من سيطرة الدولة على التجارة الخارجية، كما كانت أوروبا الغربية واليابان والولايات المتحدة أهم زبائن النفط العراقي في تلك السنوات وبعد الطفرة النفطية زودت أيضًا معظم السلع والخدمات، وارتفعت حصة الكتلة الشرقية في الستينيات لكنها ظلت راكدة في السبعينيات، ومع ذلك ظل الاتحاد السوفيتي أكبر مورد أسلحة للعراق خلال الحرب مع إيران.

السياحة في العراق:

منذ آلاف السنين كانت البلاد نقطة التقاء بين آسيا وأوروبا وأفريقيا وجسرًا بريًا بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وفي الألفية الرابعة قبل الميلاد وفرت ضفاف نهري دجلة والفرات الخصبين في هذه المنطقة من جنوب بلاد ما بين النهرين بيئة مناسبة لأقدم حضارة في العالم مع نظام كتابة وتاريخ مسجل، وتتناقض مناظرها الطبيعية الغنية بالزراعة مع السهوب والصحاري في غرب آسيا المحيطة وتوفر المناظر الطبيعية والتراث معًا مورداً ثرياً للسياحة.

وهناك مناطق الجذب الرئيسية في العراق ثقافية ودينية مع مواقع مثل أور وآشور وبابل، ويساعد صندوق الآثار العالمية في تسجيل وحماية أكثر من 10000 موقع، والتي تضرر العديد منها على نطاق واسع بسبب الحروب والإرهاب والنهب والتخريب (مثل مدينة بابل القديمة التي تم تعديلها والبناء عليها في عهد صدام حسين)، ويجعل الحج إلى المواقع والأضرحة السياحة الدينية منتجًا متخصصًا بارزًا، كما تقام المعارض والمؤتمرات التجارية وبغداد باعتبارها ثاني أكبر مدينة في العالم العربي حيث تشهد تدفقًا منتظمًا للحجاج إلى الأضرحة والمساجد.


شارك المقالة: