بماذا تشتهر جامايكا

اقرأ في هذا المقال


جامايكا هي أرض مميزة للغاية لدرجة أنّ الكثير من ثقافتها قد ترشح إلى بعض الجزر الأصغر في منطقة البحر الكاريبي في كل شيء من الموسيقى إلى الموضة واللغة، وأصبحت الثقافة الجامايكية دولية أيضًا حيث شوهدت من أكثر الطرق أهمية في المشهد الترفيهي، كما تأثرت الأعمال الموسيقية الدولية برقص الرقص الجامايكي والريغي، والنتيجة هي مساهمة موسيقية دائمة التطور تتمثل في اندماج الأماكن والثقافات والأشخاص، وبصرف النظر عن الموسيقى فإنّ بعض الأشياء الأخرى التي تشتهر بها جامايكا هي الرياضة والشواطئ الرائعة ووفرة الشلالات وغير ذلك الكثير.

موسيقى الريغي

لا يوجد العديد من البلدان التي يمكنها التباهي بأنّها قد ابتكرت نوعًا جديدًا تمامًا من الموسيقى، ولكن يمكن لجامايكا أن تشتهر وتتباهى بأنّها لم تخلق نوعًا واحدًا بل أكثر من خمسة أنواع من الموسيقى، وأشهرها بالطبع هي موسيقى الريغي ولكن البعض الآخر هو سكا (ska) ومينتو (mento) ودوب (dub) ودانسهول (dancehall)، والموسيقى الجامايكية معروفة في جميع أنحاء العالم ومن الغريب كيف أنّ مثل هذه الجزيرة الصغيرة كان لها تأثير كبير على المسرح الموسيقي في العالم.

نشأت موسيقى الريغي في أواخر الستينيات وسبقتها سكا وروكستيدي ومينتو، وساعدت أساطير الريغي مثل بوب مارلي وبيتر توش وبيريس هاموند وجيمي كليف ودينيس براون في تشكيل الموسيقى الجامايكية التي نسمعها اليوم، وعادة ما ترتبط موسيقى الريغي بالديانة الراستافارية، ولكنها انتشرت إلى العديد من البلدان الأخرى في العالم بدمج الآلات الموسيقية المحلية والانصهار مع الأنواع الأخرى، ويمكن سماع تأثير موسيقى الريغي في الوقت الحاضر في الأغاني السائدة مثل أعمال ريانا، ولا شك أنّ موسيقى الريغي تركت بصمة لا تمحى على المشهد الموسيقي.

أسطورة بوب مارلي

هذه الأسطورة هي بالتأكيد أكبر تصدير موسيقي لجامايكا، وبغض النظر عن المكان في جامايكا فإنّ أول ما يقوله أي شخص هناك هو: “بوب مارلي”، وتم الاعتراف بمساهمة بوب مارلي في موسيقى الريغي محليًا ودوليًا، وفي عام 1981 حصل بوب مارلي على ثالث أعلى وسام الاستحقاق في جامايكا، وعلى الصعيد الدولي باعت ألبوماته أكثر من 15 مليون نسخة وحصل على جائزة إنجازات غرامي مدى الحياة (Grammy Lifetime Achievement)، كما صنفت مجلة (TIME) ألبومه (Exodus) كأفضل ألبوم في القرن العشرين، وتم تبني أغنيته (One Love) من قبل (BBC) كنشيد الألفية الخاص بها.

أسرع العدائين في العالم

تُعرف جامايكا بأنّها عاصمة العَدو السريع في العالم، وثلاثة من بين أسرع أربعة عداءين في العالم مسافة 100 متر هم من جامايكا، وعلى جانب السيدات حقق الجامايكيون مرتين من أسرع أربع مرات على الإطلاق في سباق 100 متر، ويعرف معظم الناس فقط عن يوسين بولت ولكن جامايكا لديها تاريخ لامع في العدو يعود إلى عام 1948 عندما فاز آرثر وينت بميدالية ذهبية في سباق 400 متر، وقام رواد آخرون مثل دونالد كواري وميرلين أوتي وفيرونيكا كامبل براون وأسافا باول ويوهان بليك وإلين طومسون وشيلي آن فريزر بوضع جامايكا على الخريطة عندما يتعلق الأمر بالعدو السريع.

اللحم المقدد والفطائر جامايكية

يعد الطعام جزءًا لا يتجزأ من أي ثقافة وتعد اللحمة المقددة (Jerk) واحدة من أشهر صادرات المواد الغذائية في جامايكا، وبشكل أكثر تحديدًا دجاج المقدد (Jerk Chicken) ولحم الخنزير المقدد (Jerk Pork)، ومع ذلك ليس من غير المألوف العثور على جراد البحر أو السمك أو لحم الضأن، ولتحضير اللحم المقدد يُتبّل اللحم بصلصة النطر أو التوابل التي تحتوي عادةً على المكونات التالية: الزعتر والفلفل الحلو والبصل والثوم والبصل الأخضر وفلفل بونيه سكوتش، ثم يُطهى اللحم ببطء على خشب الفلفل الحلو.

الفطائر الجامايكية هي غذاء أساسي للعديد من الجامايكيين في وقت الغداء ووجبة خفيفة مثالية لمن يمارسون رياضة الجري، وتتكون الفطيرة من قشرة مقرمشة مع حشوة اللحم، وأكثر أنواع اللحوم شيوعًا هي لحوم البقر، ومع ذلك يمكن استخدام أنواع أخرى من اللحوم، وغالبًا ما يتم وضع هذه الفطائر في نوع من الخبز يسمى خبز الكاكاو، ويوجد في جامايكا عدد كبير من المهاجرين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وقد عبرت الفطيرة ببطء وانتقلت كوجبة خفيفة سريعة.

الراستافارية

برز الدين بشكل رئيسي بسبب موسيقيي الريغي لدى الجاماكيين الذين كانوا الراستاس وأشهرهم بوب مارلي، والراستافارية المعروفة أيضًا باسم الراستافارية هي ديانة إبراهيمية ظهرت في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي، ويُعرف ممارسوها باسم الراستاس أو الراستافاريين أو الراستافاري، ويؤمنون بإله واحد يُعرف باسم جاه (Jah) والذي كان يسكن جزئيًا في كل فرد، ويعتبر راستاس هيلا سيلاسي إمبراطور إثيوبيا بين عامي 1930 و1974 تجسيدًا لجاه بينما يعتقد آخرون أنّه نبي بشري، ويركز الراستا على ما يعتبرونه يعيشون بشكل طبيعي أو لديهم متطلبات غذائية مائلة، ويلفون شعرهم إلى ضفائر ويتبعون الأدوار الأبوية للجنسين.

مناظر جميلة ومتنوعة

لمثل هذه الجزيرة الصغيرة تتمتع جامايكا بمناظر متنوعة للغاية، ففي الشرق توجد غابة مطيرة خصبة تؤدي إلى خلجان الشاطئ المخفية، وفي الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة توجد العاصمة، والتي لديها سابع أكبر ميناء طبيعي في العالم وخلفيتها الجبال الزرقاء المشهورة عالميًا، بينما إلى الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة يتواجد شاطئ الكنز الذي يتميز بأجواء ريفية شبيهة بالصحراء مع شواطئ رملية سوداء وبنية دافئة، وهنا ستتاح للمرء الفرصة لتجربة عدد من قرى الصيد الصغيرة، وإلى الغرب من الجزيرة من الممكن أن يتوقع المرء رؤية الشواطئ ذات الرمال البيضاء الناعمة في بلدة نيغريل الشاطئية.

أثناء التنقل على طول الساحل الشمالي للجزيرة من التوقع رؤية الشواطئ ذات الرمال البيضاء محاطة بالجبال الجميلة، وبسبب تضاريسها الجبلية وأكثر من 120 نهرًا تتمتع جامايكا بالكثير من مناطق الجذب في الشلالات، وبعض مناطق الجذب هي الشلال الأزرق وشلالات نهر دنز وشلالات واي إس، وعندما يتم التوجه إلى الداخل إلى وسط الجزيرة ستتواجد هناك بلد قمرة القيادة حيث تتميز الأرض بأجواف شديدة الانحدار مقسومة على تلال وتلال مخروطية الشكل، وإلى الشرق من بلد قمرة القيادة تتواجد الجبال الزرقاء حيث سيجد المرء أعلى نقطة في جامايكا على ارتفاع 2256 مترًا.

قهوة الجبل الأزرق

تعتبر قهوة الجبل الأزرق من أندر وأغلى أنواع القهوة في العالم، وصنف خبراء القهوة هذه الحبوب الجامايكية على أنّها من الأفضل في العالم، وفقط القهوة المزروعة في الجبال الزرقاء تُمنح اللقب الثمين لجامايكا هوة الجبل الأزرق (Blue Mountain coffee)، ومن المثير للاهتمام أنّ المناطق العليا من الجبال الزرقاء هي موطن لمنتزه بلو وجون كرو ماونتين بارك (Blue and John Crow Mountain Park)، وهو أول موقع في منطقة البحر الكاريبي يتم منحه موقع اليونسكو للتراث العالمي المختلط للثروات الطبيعية والثقافية.

عاصمة القراصنة في منطقة البحر الكاريبي

كانت مدينة بورت رويال الساحلية الهادئة تُعرف في يوم من الأيام ليس فقط باسم عاصمة القراصنة وأكبر مدينة في منطقة البحر الكاريبي ولكن أيضًا المدينة الأكثر شرًا في منطقة البحر الكاريبي، وقد دمرها زلزال تسونامي لاحق في 1692 عندما اختفت غالبية المدينة تحت الماء، واليوم تقع معظم بقايا المدينة التي تعود إلى القرن السابع عشر تحت 40 قدمًا تقريبًا من المياه.

فريق التزلج الجامايكي

تشتهر جامايكا بموسيقى الريغي والشواطئ ذات الرمال البيضاء والمناخ الدافئ المشمس، لذلك عندما ظهر فريق المزلجة بالجزيرة لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1988 انتبه العالم لذلك، واحتل الفريق الذي يفتقر إلى الخبرة المركز الأخير ولكنه اكتسب شهرة إضافية عندما تم تصوير تجربته في الأولمبياد في فيلم ديزني الكوميدي (Cool Running’s) في عام 1993، ثم توالت بعد مشاركة الفريق وحصل على مراكز متقمة في بعض السنوات على الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، كما ظهر فريق الزلاجات النسائي في جامايكا لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2018.


شارك المقالة: