ما هي بيئة المياه المالحة؟
للبحار والمحيطات أهمية كبيرة في البيئة فهي أكبر من النظم البيئية الطبيعية على الإطلاق، وتلعب دوراً أساسياً في دورة المواد البيولوجيوكيميائية، وتعمل كخزان ضخم لتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون والأوكسجين، وبذلك تدخل في تنظيم مكونات الغلاف الغازي الذي نتنفس منه وتحافظ على الموازنة الحرارية العالمية.
وتعد البحار والمحيطات مستودعات كبيرة للكثير من الموارد مثل البترول والغاز الطبيعي والرمال والعديد من الخامات المهمة للإنسان، ومن جهة أخرى تصل إلى البحار كميات كثيرة ومتنوعة من الملوثات، والتي تشكل خطراً على هذا النظام البيئي المتكامل، لذلك لا بد من وضع قوانين دولية لحمايتها، لا سيما أن البيئة البحرية تقدم مكاناً لمعيشة أكثر من 250 ألف نوع من النباتات والحيوانات التي تشكل مصدراً غذائياً مهماً للإنسان.
وتحدد ملوحة المياه في البحار بمجموعة الأملاح الذائبة في كغم واحد من الماء وأهم هذه الأملاح ملح الطعام، أما أهم الغازات الذائبة فهي غاز الأوكسجين وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز النيتروجين التي نجدها في المياه السطحية في حالة إتزان مع مكونات الغلاف الغازي، ويعود المصدر الرئيس للأملاح الذائبة في مياه البحار والمحيطات إلى اليابسة التي تخضع صخورها وتربتها لعمليات التجوية والتعرية.
بذلك تنقل مخلفاتها الذائبة والصلبة بواسطة المياه السطحية أو الغلاف الغازي إلى المحيطات، حيث عملت وتعمل هذه المواد على إبقاء هذا النظام البيئي المعقد في حالة إتزان، وتشكل تضاريس قيعان المحيطات من خلال إتساع قاع المحيطات وحركة الصفائح التكتونية، وما يتبع ذلك من ظواهر داخلية مثل البراكين وعمل الأمواج والتيارات البحرية.
وتؤدي هذه العملية إلى تكوين الجبال والأخاديد وتملأ الأحواض بالرسوبيات التي تصل معظمها من اليابسة مخزنة سهولاً تأخذ مساحات كبيرة من أعماق البحار، وتميز البحار والمحيطات عدة مناطق يمكن جمعها في منطقتين رئيسيتين:
- المنطقة الساحلية: وهي منطقة إلتقاء اليابسة مع الماء، حيث تُحدد هذه المنطقة بطرق مختلفة يمكن أن تشمل جميع الرصيف القاري أو مناطق مميزة منها، كما يحددها بعض المراجع بالمنطقة بين خط المد والرصيف القاري، وتتميز هذه المنطقة بأنها تشمل مصادر متجددة مثل الأسماك ومصادر غير متجددة مثل المعادن والبترول، وعلى الرغم من أن هذه المنطقة تشكل فقط حوالي 8% من المحيطات والبحار إلا أنها تحوي نحو 90% من النباتات والحيوانات المائية.
- البيئة المحيطية أو أعالي البحار: تمتد المنطقة في ما وراء الرصيف القار وتحتل نحو 90% من المساحة الشاملة للبحار والمحيطات ولكنها تحوي 10% فقط من الكائنات النباتية والحيوانية.