كيف تؤثر درجة الحرارة على النباتات؟
لا شك في أن الحرارة هي واحدة من العناصر الأساسية التي تلزم لقيام أي نوع من أنواع الحياة فوق سطح الأرض، ولكن نلاحظ بأن أثرها على تنوع فصائل النباتات يكون أوضح من أثرها على المظهر العام للحياة النباتية، فالغابات والحشائش توجد في جميع المناطق الحرارية، ما بين خط الاستواء من ناحية والدائرة القطبية من ناحية أخرى، إلا أن فصائل النباتات التي تتكون منها الغابات والحشائش داخل المناطق الحارة تختلف في جملتها عن الفصائل التي تتألف منها الغابات الحشائش في المناطق المعتدلة.
وفي الحقيقة فإن العلاقة بين درجة الحرارة وحياة النباتات غير محددة تحديداً دقيقاً واضحاً لغاية الآن، فعلى الرغم من أننا نعرف بشكل عام بأن ارتفاع درجة الحرارة يساعد على نشاط نمو النباتات، فإنه لا يشترط أن يُسبب كل ارتفاع في درجة الحرارة إلى زيادة سرعة النمو، أو يُسبب كل انخفاض في الحرارة إلى بطء هذا النمو، كما لا يكون شرط أن تكون سرعة النمو نسبةً لكل أنواع النباتات أو حتى نسبةً للنوع الواحد متساوية في درجة الحرارة الواحدة، أو أن تكون أفضل درجة لنمو النبات الواحد واحدة في كل مراحل نموه، ولهذا فإن درجة الحرارة لا تكون كافية لوحدها لإعطاء فكرة صحيحة عن الأثر الحقيقي الذي تتركه في مظاهر النمو المختلفة.
وقد أوضح ديفيد ليفينغستون هذه الحقيقة في عام 1913 ميلادي وذكر أنه من الضروري على الباحثين أن يحاولوا الوصول إلى طريقة يمكن عن طريقها تقدير القيمة الفعلية لدرجات الحرارة المتباينة بالنسبة لحياة النباتات، ورأى أنه من الممكن تقدير هذه القيمة بطريقتين هما:
- الطريقة التجريبية وذلك عن طريق عمل تجارب معينة على أنواع متباينة من النباتات لتقدير سرعة نموها في درجات الحرارة المتباينة، ورغم أن إجراء مثل هذه التجارب يكون من اختصاص الباحثين في علم النبات، فإن هذا يجب ألا يفصل بين الجغرافيين وبين الاستفادة بنتائجها من أجل أن تكون دراستهم دقيقة وواقعية أكثر وهذا في الحقيقة هو أحد الاتجاهات الحديثة في دراسة المناخ.
- تحديد فصل النمو وتقدير مجموع الوحدات أو الدرجات الحرارية التي تتجمع عن طريقه فوق أقل درجة حرارة مناسبة لنمو النبات، وهي الدرجة التي تعرف في العادة بإسم (صفر النمو Zero point of Growth) ويطلق عليها مجموع الدرجات الحرارية التي تتجمع فوق هذا الصفر إسم (الحرارة المتجمعة).