حصن ديروار الأثري في باكستان

اقرأ في هذا المقال


“Derawar fort” ويعتبر من أهم الأماكن التاريخية في باكستان، وهو عبارة عن هيكلٍ ضخم ومثير للإعجاب في قلب صحراء تشولستان، مزين بالبلاط المزجج الأزرق الجذاب المتناقض مع المناظر الطبيعية المغرية للقلعة، كما تتميز بهندسته المعمارية الرائعة التي تتحدث عن تاريخٍ عريق.

تاريخ بناء حصن ديروار

تم بناء حصن ديروار في القرن التاسع من قبل هندو راجبوت “بهاتي من جايسالمر”، وظلت في أيدي عائلة راجبوت بهاتي المالكة لجايسالمر حتى استولت عليها نواب من بهاوالبور في عام 1733م، لكنهم استعادوه عام 1804م، وكانت القلعة تسمى في الأصل “DeraRawal” في العصور الوسطى، ثم “DeraRawar” والتي أشتق منها الاسم الحالي”Derawar”، وظل المقر الصحراوي لنواب بهاوالبور حتى سبعينيات القرن الماضي، وبقي الحصن على حاله بسبب هذا الاحتلال المستمر حيث مات العديد من الآخرين الذين شُيدوا كجزءٍ من الدفاع الصحراوي في العصور الوسطى.

تم بناء هذا حصن ديروار من أجل حماية وتمكين طرق القوافل الصحراوية؛ الطرق التجارية من آسيا الوسطى إلى قلب شبه القارة وطرق الحج بين مكة والهند، ويُفترض أن تفسير هذه المجموعة من التحصينات عبر رمال روحي المسطحة؛ هو الوصول إلى المياه وحماية هذه الموارد المائية المهمة والتحكم فيها وعلاقتها بمسارات القوافل عبر الصحراء، على سبيل المثال يقع حصن ديروار في نقطة حرجة في الصحراء، حيث يمكن الوصول إلى رواسب المياه العميقة التي هي كل ما تبقى من نهر “Hakra” القديم، ونتيجةً لذلك، كان ديروار لقرون عديدة نقطة توقف وتروية أساسية لجميع القوافل التي تدخل الصحراء الكبرى في طريقها إلى المحلات التجارية في الشرق.

المعالم الأثرية في حصن ديروار

تقع قلعة ديروار على بعد حوالي 130 كيلو متراً من “Bahawalpur”، وهي مدينةً مشهورة جداً في البنجاب، ويمكن الوصول إلى الحصن مباشرة من طريق قلعة أحمدبور ديراوار، وأحد المعالم الرئيسية لموقع الحصن هو أنه يقف بجوار قاع نهر جاف، وهو موطن لمئات من المواقع الأثرية الأخرى، البقايا الغامضة لحضارة وادي السند.

تم إدراج حصن ديروار ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث يعتبر من الأماكن الأثرية المهمة في باكستان، وهو عبارة عن هيكل مربع ضخم ومذهل بصرياً مبني من الطوب الطيني، يبلغ طول جدرانه 1500 متراً ويصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً، وهناك أربعون حصناً دائرياً فيه، عشرةً على كل جانب، يبلغ ارتفاعها 30 متراً، ويمكن رؤيتها عبر الصحراء لأميالٍ عديدة، وكل منها مزين بأنماط معقدة من قطع الآجر، كما توجد بقايا هياكل داخل الحصن، قد تكون غنية بالبلاط والأعمال الجدارية، ويقع مسجد “Moti” أو “Pearl” في مكانٍ قريب من الحصن، بالإضافة إلى مقبرة “Nawabs of Bahawalpur” المليئة بالقبور المزخرفة والمتقنة.

يوضح حصن ديروار والحصون الأخرى تنوع الأشكال الموجودة من هياكل الطوب المربعة ذات الحصون الدائرية إلى الجدران المربعة المواجهة بالكامل بأبراجٍ شبه دائرية، إلى حاويات مستطيلة وحتى سداسية الشكل مع حصون زاوية ومرفقات مربعة داخل جدار خارجي مع معاقل متعددة، حيث تعود كل هذه الأشكال المتنوعة من القرن السادس عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر.

على الرغم من أن العديد منها عبارة عن تجديداتٍ للمباني السابقة منذ القرن التاسع الميلادي، وعلى الرغم من هذا الاختلاف في الشكل، فإن كل هذه الحصون متجمعة في منطقة واحدة فقط؛ 250 كم شمال وجنوب غرب و 100 كم شرق غرب مدينتي باهاوالبور ويازمان التاريخيتين.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: