ما هي شدة المطر أو غزارته؟
يقصد بشدة المطر أو غزارته هي كمية ما يسقط منه خلال زمن محدد، حيث توجد أهمية كبيرة في حساب غزارة المطر لتحديد قيمته الهيدرولوجية لما له من علاقة مهمة ومباشرة مع جريان الماء على السطح وتسربه في التُربة، حيث يمكن أن يتم حساب غزارة المطر في اليوم أو في أي وقت آخر عن طريق قسمة كمية المطر على عدد الأيام التي أمطرت بها، ذلك مع ملاحظة أن اليوم المطير هو اليوم الذي ينزل خلاله المطر، حيث لا يقل عن (0.01) من البوصة (0.2 من الملليمتر)، كما أن حساب الغزارة بهذه الطريقة لا يوضح توضيحاً دقيقاً عن القيمة الهيدرولوجية للمطر.
حيث أن الأهم منه هو حساب الغزارة على طول الفترة الزمنية التي يسقط خلالها المطر منذ بدء سقوطه حتى توقفه، كما يتم توضيح هذه الغزارة وما يحدث عليها من تغير خلال هذه المدة عن طريق منحنى يطلق عليه اسم منحنى استمرارية الغزارة، ففيه يتم تسجيل كمية المطر الذي يسقط في كل ساعة من ساعات سقوطه، حيث وضحت معظم المنحنيات التي رُسمت من أجل هذا التوزيع أنه يسير على ترتيب واحد خلال العواصف المطيرة التي تكون متساوية في الطول تقريباً.
فمن الممكن أن يتم توضيح الغزارة على طول مدة سقوطه بطريقة نسبية، ذلك عن طريق حساب النسبة المئوية لما ينزل في كل ساعة من ساعات العاصفة إلى الكمية الكلية التي تنزل خلالها، حيث تعرف المنحنيات التي يتم رسمها بهذه الطريقة (بمنحنيات استمرارية العمق)،كما اتضح من دراسة مثل هذه المنحنيات بأن شكلها يتباين بتباين الكمية الكلية التي تُسقطها العاصفة الممطرة.
ففي أثناء المطر الخفيف تسقط أكبر نسبة منه في الغالب خلال الفترة الأولى من سقوطه، أمَّا في حالة المطر الكثيف فإن المنحنى يكون في الغالب متوازناً، كما يوجد طريقة ثانية لتوضيح غزارة المطر وهي عن طريق رسم منحنيات تُسمَّى باسم منحنيات مرات تكرار الغزارة، حيث أنها من أكثر منحنيات الغزارة أهمية في الدراسات المائية، فعن طريقها مثلاً يتم معرفة عدد مرات نزول الأمطار بغزارة معينة خلال الشهر أو السنة، حيث من الممكن توقع احتمالات حدوث الفيضانات أو حدوث تغيرات في كمية ومقادار وتصريف الأنهار.