طبيعة مياه البحار

اقرأ في هذا المقال


ما هي طبيعة مياه البحار؟

تحتوي مياه البحار على كميات من الأملاح المختلفة وذلك بكميات ثابتة تقريباً في جميع مياه المحيطات الكبرى، ولكنها قد تختلف نوعاً ما في البحار المتوسطة والبحار الداخلية وذلك بحسب ظروف كل منها، كما يتم حساب درجة الملوحة عادة بكمية وزن الأملاح الموجدة في كل 1000 جرام (كيلو جرام واحد) من الماء محسوباً بالجرامات.
كما تم حساب متوسط درجة الملوحة داخل البحار والمحيطات، فوجد أنه يتراوح في أغلبها ما بين 33 و 37 في الألف، ومع ذلك فإن هذه النسبة تزداد عن ذلك في بعض البحار المدارية التي يكثر التبخر من سطحها ولا تصل إليها مياه عذبة تكفي من أجل تعويض هذا التبخر مثل البحر الأحمر الذي تكون درجة ملوحة مياهه 41 في الألف، وكلما ارتفعت درجة ملوحة المياه زادت كثافتها، كما أن أكثر مياه البحار في العالم ملوحة هي مياه البحر الميت، حيث تكون درجة ملوحتها حوال 275 في الألف، ولهذا السبب فإن كثافتها مرتفعة بدرجة تجعل من الصعب على أغلب الأجسام الحية أن تغوص فيها.
إن ارتفاع درجة ملوحة المياه يسبب في انخفاض درجة تجمدها، ولهذا فإن مثل هذه المياه قد تبقى سائلة في درجات ملوحتها 35 في الألف مثلاً يوجد تقريباً 27.2 جراماً من كلوريد الصوديوم و 3.8 جراماً من كلوريد المغنيسيوم و 1.26 من سلفات المغنيسيوم و 1.26 من سلفات الكالسيوم و 0.86 من سلفات البوتاسيوم، وتقريباً 0.12 من كربونات الكالسيوم وأقل من 0.1 من الجرام من بروميد المغنيسيوم؛ وذلك في كل كيلو جرام من الماء.
كما تمتاز المياه بأن درجة حرارتها لا تتغير بالسرعة التي تتغير بها درجة حرارة الأجسام الصلبة، فهي بعبارة أخرى تسخن ببطء، وهذه حقيقة علمية معروفة، حيث يكون سببها هو أن الحرارة النوعية للماء مرتفعة نسبياً، ومعناه أيضاً أن البحار قادرة على أن تمتص كميات كبيرة من الحرارة دون أن ترتفع درجة حرارتها ارتفاعاً كبيراً، كما أنها تستطيع أن تفقد كميات منها أيضاً دون أن تنخفض درجة حرارتها انخفاضاً كبيراً كذلك، ولهذا السبب نرى أن الفروق الحرارية الكبيرة التي تظهر على اليابس لا يوجد لها نظير في البحار.
ونظراً لأن مياه البحار في حركة دائمة فإن الحرارة التي تمتصها من أشعة الشمس لا يكون تأثيرها على المياه السطحية في مكان امتصاصها إلى مكان آخر بعيد عنها مئات الكيلومترات عن طريق التيارات البحرية، ولكن يلاحظ أن هذه الحرارة لا تصل في الغالب إلى الأعماق الكبيرة التي لا تتأثر بحركات الماء، بالأخص في الأعماق السحيقة من المحيطات الكبرى، ولذلك فإن مياه هذه الأعماق تكون دائماً باردة، كما تتراوح درجة حرارتها في الغالب بين درجتين وأربع درجات مئوية.
وفضلاً عن ذلك فإن الحرارة التي يقوم باكتسابها سطح البحر داخل العروض الحارة لا يتوقف تأثيرها على مياه هذه العروض أو على مناخ سواحلها، وإنما تنتقل بعض حرارتها بواسطة التيارات البحرية المعروفة إلى الأماكن التي تمر بها، والتي قد يبعد بعضها عن الأماكن التي اكتسبت فيها الحرارة بآلاف الكيلو مترات، وبمعنى ذلك فإن مياه البحار تلعب دوراً مهماً في تنظيم الحرارة وفي تلطيف الجو، كما أنها تعمل على نقل الحرارة من مكان إلى آخر على طول السواحل، فتساعد بذلك على تدفئة بعض سواحل الأقاليم الباردة وعلى تلطيف حرارة سواحل بعض الأقاليم الحارة.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: