كاتدرائية القديس بطرس في إيطاليا

اقرأ في هذا المقال


كاتدرائية القديس بطرس:

كاتدرائية القديس بطرس هي من الكنائس العظيمة وذات أهمية كبيرة في مختلف أقطار العالم، كما أنها من أكبر الكنائس في أوروبا وأكثر الأماكن قداسة وأكبر الكنائس البابوية على الإطلاق. وتعرف رسميًا باسم بازليك القديس بطرس البابوية، كما أنها كنيسة كبيرة بنيت في أواخر عصر النهضة في القسم الشمالي من روما وتقع اليوم داخل دولة الفاتيكان، وتعتبر أكبر كنيسة داخلية من حيث المساحة، وواحدة من أكثر المواقع قداسةً وتبجيلاً في الكنيسة الكاثوليكية.

حيث تحتوي الكنيسة على ضريح القديس بطرس ويقع الضريح مباشرة تحت المذبح الرئيسي للكاتدرائية والذي يسمى بمذبح الاعتراف، والقديس بطرس هو أحد التلاميذ الإثني عشر ومن المقربين ليسوع. وناهيك عن أهميتها الدينية، فإن الكنيسة تعتبر تحفة معمارية بحد ذاتها إذ يحيط بها 284 عامود، كما وصمم مايكل أنجلو أحد فنانين عصر النهضة، قبة الكاتدرائية التي يتوسطها ثقب ليسمح بدخول أشعة الشمس داخل الكنيسة، بالإضافة إلى القطع الفنية الرائعة الموجودة داخلها والتي تعود إلى عصر النهضة وما بعده، فبذلك تجمع الكنيسة بين العظمة الدينية والفنية في آن واحد، وتبلغ مساحة الكنيسة في هذا العصر 23,000م2 ويبلغ طولها 218م، وارتفاعها مع القبة 136م.

أين تقع كاتدرائية القديس بطرس؟

كاتدرائية القديس بطرس التي تعد من أكبر الكنائس تقع في مدينة روما في إيطاليا في دولة الفاتيكان، وتعد هذه الكاتدرائية من أكبر الكنائس المسيحية من حيث الحجم في ذلك الوقت، وبعد ذلك تم العمل على بناء كاتدرائية أكبر حجمًا منها في دولة ساحل العاج في قارة أفريقيا، ويمكن للزائر دخول هذه الكاتدرائية العملاقة دون وجود أي رسوم للدخول أو الاستعانة بأي دليل سياحي هناك، لكن وجود المرشد في الكاتدرائية يساعد الزائر على التعرف على كافة معالم هذه الكاتدرائية، ويقدم له لمحة تاريخية وفنية عمّا جرى في أرض الفاتيكان في العصور السابقة، بالإضافة إلى أخذ جولة متكاملة على أبرز المناطق في مدينة الفاتيكان مثل كنيسة سيستين.

تم البدء ببناء هذه الكاتدرائية البديعة في عام 1506م وكان ذلك في عهد البابا يوليوس الثاني، واستمرت أعمال الإنشاء حتى عام 1615م وكان ذلك في عهد البابا بول الخامس من خلال تعاقب مجموعة من المسؤولين عن إدارة الشأن المسيحي في الفاتيكان خلال هذه المدة، وقد تم بناء كاتدرائية القديس بطرس فوق المذبح العالي الذي يغطي ضريح القديس بطرس.

نبذة عن كاتدرائية القديس بطرس وتاريخها:

كاتدرائية القديس بطرس كانت فكرة البابا نيكولاس الخامس ولكنه لم يقدر على تحويل هذه الفكرة إلى حقيقة بسبب وفاته، حيث تم انتقال هذا المشروع إلى جوليانو دا الذي بدأ بتصميم هذه الكنيسة عام 1506م  من قبل البابا يوليوس الثاني، وكان مخططًا أن تكون على هيئة الصليب اليوناني القديم، لكنه بعد ذلك تم تصميه على الطراز اللاتيني مع وجود ثلاثة أروقة مفصولة بأعمدة، ليتم بعد ذلك بناء القبة العملاقة بعد مرور العديد من المهندسين المعماريين على هذه الكاتدرائية التي كانت من تصميم مايكل أنجلو، ليتم بعد ذلك تشييد المذبح العالي الجديد فوق المذبح القديم وتكتمل بذلك فصول بناء هذه الكاتدرائية العملاقة.

في القرن السابع عشر للميلاد تم بناء هذه الكنيسة العملاقة وكانت محط تبجيل وتقديس من قبل المسيحين في مدينة روما منذ القرون الأولى، حيث كان يقع هناك الضريح المجيد الذي ذكره المؤرخ الروماني (غايوس)، بعد أن تم الإعلان عن أن المسيحيّة هي الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، قام الإمبراطور قسطنطين بتشييد كنيسة فوق الضريح المجيد، أطلق عليها اسم الكنيسة القسطنطينية، وفي عصر النهضة تم ترميم الكنيسة وبناء الكاتدرائية كما تظهر عليه في يومنا هذا.

تحتوي كاتدرائية القديس بطرس على العديد من القطع الفنية التي تعود لعصر النهضة والفترات التي تليها، ومن أهمها الأعمال الفنية لمايكل أنجلو، وقد أدرجت الكاتدرائية على لائحة التراث العالمي كجزء من الفاتيكان، وقد أدرج اسم الكاتدرائية في السجل الدولي للأعمال الثقافية تحت الحماية الخاصة لها في حال وجود أي صدام مسلح.

كاتدرائية القديس بطرس كانت مثيرة للإعجاب لأنها تملك قبة كبيرة وضخمة تطل على جميع أرجاء المدينة وكان يطلق عليها اسم كنيسة سان بيترو، بالإضافة أنها المقر الأساسي لأسقف روما، ويطلق البعض لكاتدرائية القديس بطرس بكلمة بازليك، والتي تعني الكنيسة الكبيرة. وممّا يزيد من أهمية هذه الكنيسة وجود مدافن للعديد من الباباوات الذي مروا على تاريخ هذه المدينة الدينية، ومن أبرزهم يوحنا بولس الثاني، ويمكن للزائر دخول هذه الكاتدرائية العملاقة دون وجود أي رسوم للدخول أو الاستعانة بأي دليل سياحي هناك، لكن وجود المرشد في الكاتدرائية يساعد الزائر على التعرف على كافة معالم هذه الكاتدرائية، ويقدم له لمحة تاريخية وفنية عمّا جرى في أرض الفاتيكان في العصور السابقة، بالإضافة إلى أخذ جولة متكاملة على أبرز المناطق في مدينة الفاتيكان مثل كنيسة سيستين.

أهمية كاتدرائية القديس بطرس:

كاتدرائية القديس بطرس لها أهمية كبيرة وذلك يعود لتصميمها المعماري المميز والجمال الفني الذي جعلها من أجمل الكاتدرائيات والمباني على مستوى، بالإضافة إلى الأهمية التاريخية التي تعود إلى الفن المعماري المذهل في عصر النهضة الإيطالي العظيم.

من خلال البصمات التي تركها بعض المهندسين المعماريين الذين قاموا على بناء هذه الكاتدرائية في مختلف مراحل البناء والتصميم والتنفيذ، ومن أبرز هؤلاء المهندسين برامانتي ورافائيل وميشيلانجيلو، فضلاً عن الأهمية الدينية وما تعنيه للمسيحين في شتى أنحاء العالم وفي دولة الفاتيكان على وجه التحديد، حيث تعد المركز الروحي لدولة الفاتيكان. كما تحتوي كاتدرائية القديس بطرس على ضريح هذا القديس، والقديس بطرس يحتل مكانةً بارزة في سفر أعمال الرسل وأناجيل العهد الجديد، وبحسب الرواية فإن القديس بطرس هو ابن (يوحنا أبو يونا)، ومسقط رأسه قرية (بيت صيدا) بالقرب من بحيرة طبريا في فلسطين إلى الشمال من الجليل، ويعتبر هذا القديس أول باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وأحد التلاميذ الإثني عشر الذين اختارهم يسوع المسيح لنشر الرسالة.

كما أن وبحسب العقائد أن يسوع عمل على تسليم إدارة الكنيسة للقديس بطرس بعد وفاته، حيث كان القديس بطرس من أقرب الناس ليسوع المسيح، حيث يعتبر القديس بطرس البابا الأول للكنيسة وأول أسقف المدينة في روما، ويقع ضريح القديس بطرس مباشرةً تحت المذبح الرئيسي في الكاتدرائية، والذي يطلق عليه اسم (مذبح الاعتراف أو البابوي أو القديس بطرس).

المكتشفات التي عثر عليها في الكنيسة:

تم اكتشاف الكثير من خلال عمليات البحث والتنقيب وأثناء عمليات ترميم الكنيسة وجدوا الكثير من الجثامين والقبور التي دفنت تحت ساحات الكنيسة بعد إعدامهم وصلبهم.

مكانة الكنيسة عند المسيحيين:

كاتدرائية القديس بطرس وبسبب بناءها فوق ضريح القديس بطرس وارتباطها باسمه جعل لها أهمية دينية كبيرة عند المسيحين حيث أنها أصبحت مزار ديني يحج إليها المسيحيون من جميع أنحاء العالم وإضاءة الشموع والصلاة، كما وتُعتبر معلماً سياحياً لمن يريد أن يتمتع بجمال الأروقة والرسومات على جدران وقبب الكنيسة.

معالم كاتدرائية القديس بطرس:

كاتدرائية القديس بطرس تعتبر من الكاتدرائيات العظيمة حول العالم، حيث تحتوي على العديد من الرموز الدينية والمعالم المهمة التي تجعلها بالغة الأهمية. ومن أهم معالم كاتدرائية القديس بطرس:

1- المظلة الكبيرة:

المظلة الكبيرة الموجودة في الكاتدرائية التي يبلغ وزنها 90 طن، حيث أنها مصنوعة من البرونز بشكل أساسي، حيث أن الفنان جيان لورينزو بيرنيني هو المصمم المعماري لها، تقع هذه المظلة العملاقة فوق باب المذبح وقبر القديس بطرس، وقد تم الانتهاء من الأعمال الخاصة بهذا المظلة في عام 1633م، واستغرقت هذه الأعمال ما يقارب 9 سنوات.

2- قبر القديس بطرس:

كاتدرائية القديس بطرس الكبرى من أهم المعالم التي توجد فيها هو قبر القديس بطرس ولأهمية هذا القبر سميت الكنيسة باسمه، حيث يوجد هذا القبر تحت المظلة الكبيرة، كما يوجد بالقرب من القبر منطقة نصف دائرية تقع أمام المذبح، بالإضافة إلى وجود جناحين من الأدراج المزخرفة يفصل بينهما بوابة، كما يجدر بالذكر أن قبر القديس بطرس غير ظاهر لأنه يقع في المنطقة السفلى من مكان وجوده المُشار إليه في الكاتدرائية.

3- قبة مايكل أنجلو:

قبة مايكل أنجلو من أكبر قبب الكاتدرائيات المسيحية في العالم ويقدر ارتفاعها حوالي 136.55 متراً، حيث أن هذه القبة تبرز عظمة الفن المعماري التي كان له الأثر بناء هذه الكاتدرائية العملاقة، كما هذه القبة تعد، أما قطر هذه القبة فيبلغ حوالي 42.67 مترًا، ويمكن لزائر هذه الكاتدرائية النظر إلى القبة من الداخل ومعاينة بعض الرموز الدينية المسيحية التي تم رسمها في صحن الجهة الداخلية منها بالإضافة إلى وجود بعض الزخارف والكلمات المنقوشة.

4- مذبح كرسي القديس بطرس:

مذبح كرسي القديس بطرس الذي يدل على السلطة التعليمة للبابا حيث أنه عبارة عن تمثال ضخم يضم بقايا كرسي قديم يوجد في داخل الكاتدرائية قريب من نافذة كبيرة يدخل منها الضوء مع وجود حمامة بالقرب من تلك النافذة.

5- تمثال القديس بطرس:

تمثال القديس بطرس من أجمل التماثيل الموجودة في الكاتدرائية تم صناعته من قبل الفنان رنولفو دي كامبيو يعود إلى القرن الثالث عش الميلادي، وهو عبارة عن تمثال مصنوع من مادة البرونز، ويعد داخل كاتدرائية القديس بطرس أمام ستارة مصنوعة من الذهب والفسيفساء، وفيها يقف القديس بطرس رافعًا يده.


شارك المقالة: