كيف يتم انفتاح وانغلاق الأحواض المحيطية الترسيبية؟

اقرأ في هذا المقال


انفتاح وانغلاق الأحواض المحيطية الترسيبية:

تراكمت أدلة كثيرة لمساندة حقيقة انقسام قارة واغنر العظمى المسماة بالبانجيا وذلك حوالي 200 مليون سنة مضت. ومن نتائج هذا الانقسام القاري المهم تكون محيط جديد هو المحيط الأطلسي. ويظهر أن انقسام قارة البانجيا وتكوين المحيط الأطلسي قد حدث على مدى 150 مليون سنة. وكانت آخر مراحله انفصال جرينلاند والكتلة القارية الأسيوأوروبية والتي بدأت حوالي 50 مليون سنة مضت.
وبالرغم من أن انقسام القارات قد تم توثيقه إلا أن السؤال ما زال مطروحاً هو: ما هو السبب في هذا الانقسام؟ وإن لتيارات الحمل دوراً مهماً كقوة محركة لألواح اقشرة الأرضية. ويظهر أنه من المعقول افتراض أن تيارات الحمل بالغلاف الصخري قد تسبب في تصدع وانقسام القارات، غير أن شكل حواف القارات المنقسمة وكثرة البقع الساخنة الواقعة على طول قمم المرتفعات وقيعان المحيطات قد أوحى إلى البعض بأن يستخلصوا بأن البقع الساخنة قد تسببت في هذا التفتت القاري.
فإن البقع الساخنة تمثل ألنسة الصُخور المنصهرة والتي يعتقد أن منشأها عميق داخل الغلاف. وتتميز البقع الساخنة بدفع اللابا البازلتية لمدة طويلة. وتُعدّ البراكين المنعزلة ذات العلاقة بالبقع الساخنة بحوالي 120 بركاناً، حيث أن هذه البقع تبقى تقريباً ثابتة في مكانها لمدة طويلة فإنها تخلّف أثراً بركانياً وراءها، وذلك فوق الألواح المحيطية المتحركة فوقها ومثال على ذلك سلسلة هاواي.
وقد اقترح العالم توزو ولسون ومساعدوه أنه عندما تبقى قطعة قارية فوق أحد البقع الساخنة لمدة طويلة، فإن الظروف تكون مواتية لانقسام قاري. ففي البداية ترتفع قبة داخل القشرة القارية بقطر يُقدّر بحوالي 200 كيلومتر تحت تأثير المواد المتصاعدة. وباتساع القبة تتشقق في ثلاثة اتجاهات، ثم تستمر في الانقسام على اتجاهين مكونين حوضاً محيطياً بينما يتوقف الاتجاه الثالث. وهذا الانقسام الثلاثي الأذرع يتمثل في البحر الأحمر وخليج عدن ومنخفض غفار.
ويمثل هنا الاتجاه الضعيف محور الامتداد من منخفض غفار إلى داخل القارة الأفريقية. أمَّا الاتجاهان الباقيان النشطان فقد كَونا بحرين ضيقين وطويلين. وقد اقترح ولسون أن حوالي 40 بقعة ساخنة قد ساهمت في انقسام قارة البنجيا. ومثالاً لذلك وجود مجموعة من المواقع المقترحة من هذه البقع والتشققات ذات العلاقة بها والتي ربما شكَّلت حواف القارات التي تحيط بالمحيط الأطلسي اليوم.


شارك المقالة: