كيف يتم بناء الجبال عند أقواس الجزر البركانية؟

اقرأ في هذا المقال


بناء الجبال عند أقواس الجزر البركانية:

تنشأ أقواس الجزر البركانية في المواقع التي يلتقي فيها لوحان محيطيان بحيث يغوص أحدهما تحت الآخر، كما يعمل الانصهار الجزئي للوح الغائص، وربما حرارة الاحتكاك لصُخور الوشاح تعمل على تولد كمية من الصهير الذي يصعد إلى أعلى ليكون الجزء الناري من نظام الأقواس البركانية، وعلى مدى فترة طويلة تندفع عدة نشاطات بركانية تدعمها عملية طفو الكتل النارية المقتحمة لتزيد تدريجياً من حجم وارتفاع الأقواس الناشئة.
كما عمل هذا النمو على زيادة معدلات التعرية زيادة فعالة؛ ممَّا يؤدي إلى زيادة كميات الرسوبيات المضافة إلى قيعان البحار المجاورة وإلى الأحواض الواقعة خلف الأقواس البركانية، بالاضافة إلى الرسوبيات المستمدة من اليابسة هناك رسوبيات المياه العميقة التي تقشط من اللوح المحيطي الغائص، وتتراكم على جدار الخندق المحيطي الممتد من اليابسة.
وتسببت القوة الضاغطة الناشئة عن تلاقي الألواح في طي وتصدع هذه الرسوبيات، مع القشور المحيطية المكشوطة من اللوح الغائص. ويعمل هذا النشاط على خلق كتلة سميكة من المواد المشكلة التي تواز الجزء الناري من الأقواس وتقع في اتجاه البحر. ويُسمَّى الخليط الناشئ عن الصخور الرسوبية والصخور المتحولة وألسنة قاع المحيط بالخلوط. ويعتبر التحوّل الصاحب لعملية الخلوط من النوع عالي الضغط منخفض الحرارة، والذي يُمثّله مجموعة الشيست الأزرق. ويمكن أن يسفر تراكم كهذا عن سُمك يرتفع فوق مستوى سطح البحر.
ففي منطقة الأقواس البركانية وفي اتجاه اليابسة من الخندق البرحي تتشكل الرسوبيات وتتحول، بينما يتم تشكل الخلوط عن طريق الألواح المتقاربة. ويتم مصاحباً لذلك في منطقة النشاط الناري اقتحام أجسام ضخمة من الصهير؛ ممَّا يساعد على ارتفاع في الحرارة يؤدي إلى صخور شديدة التحول، كما تنعكس درجات التحول هذه في المعادن الدالة على التحول الشديد. ونتيجة لذلك يكتمل تطور القوس البركاني المؤلف من حزامين موازيين من حركات نشوء الجبال.
فالجزء المتصل باليابسة، هو قوس الجزر البركانية المؤلف من أجسام كبيرة مقتحمة ممزوجة بصُخور شديدة التحول ويقع في اتجاه البحر من القوس البركاني مركب المخلوط المؤلف من صخور رسوبيات والفتات البركاني المطوية والمتصدعة والمتحولة. وقد أدرك العلماء منذ زمن قريب فقط أهمية أقواس الجزر البركانية في عمليات بناء الجبال. ومن المتفق عليه أن العمليات القائمة حالياً في مواقع أقواس الجزر البركانية، هي عبارة عن إحدى مراحل تكوّن الأحزمة الجبلية.


شارك المقالة: