تحديد شدة الزلازل ومقدارها:
إن المحاولات الأولى لتقدير شدة الزلازل اعتمدت على وصف الحادثة نفسها. ومن الواضح أن لهذه الطريقة مشاكلها. إذ تتفاوت تقديرات البشر تفاوتاً كبيراً؛ ممَّا يجعل تصنيف شدة الزلازل أمراً صعباً للغاية، ثم استحدث العالم جوسيب ميركالي سنة 1902 تدريجاً موثوقاً به إلى حد كبير، يعتمد على كمية الدمار الذي يلحق بأنواع مختلفة من هياكل المباني.
وتستعمل هذه الطريقة في عدد من دول العالم، لكن الدمار الذي تسببه الزلازل لا يُعد وسيلة ملاءمة للمقارنة، فهناك عدة عوامل تسبب تفاوتاً في مقدار الضرر من بينها بُعد المركز السطحي وطبيعة المواد السطحية للزلازل، لا يتوافق موقعها مع المناطق المأهولة بالسكان في العالم. وقد أدى ذلك إلى وضع طرق لتحديد كمية الطاقة المحررة أثناء الزلزال ويُعبّر عن هذا القياس بالمقدار.
ويمكن تحديد مقدار الزلزال من كمية المواد المنزلقة على امتداد فالق ومن المسافة التي تنزاح بها هذه المواد. وحتى في أحسن الظروف مثل ما هو موجود في زلزال 1906 بسان فرانسيسكو، حيث يظهر خط الفالق وحيث يمكن قياس الازاحة من أدلة طبيعية، فإن هذه الطريقة لا توفر إلا تقديرات تقريبية للقوى المؤثرة. وفي كثير من الزلازل لا تصل آثار الصدوع إلى السطح، لذلك فإنه لا يمكن قياس مقدار الإزاحة مباشرة.
وفي سنة 1935 حاول تشارلز ريختر بمعهد كاليفورنيا للتقنية، أن يُصنّف زلازل جنوب كاليفورنيا إلى مجموعات ذات مقدار كبير ومتوسط وصغير. ويحدد النظام الذي طوره مقادير الزلازل من الحركات التي تقاس بالأجهزة الاهتزازية، كما يُستعمل اليوم سلم ريخترالمحسّن بكثرة لوصف مقدار الزلزال. ويتم حساب المقدار على هذا السلم بقياس مقدار أكبر موجة في سجل المرجفة.
ورغم أن المرجفة تضخم بشدة حركة الأرض، فإن الزلازل ذات المقدار الكبير سوف تحرّك قلم التسجيل مسافة أبعد من الزلازل ذات المقدار الصغير. ولكي تكون محطات التسجيل صالحة لتسجيل نفس المقدار في جميع أنحاء العالم لزلزال مُعين، فإن تعديلات يجب أن تتم لتحسين الموجات الزلزالية المتضعفة بعد خروجها من البؤرة إلى جانب ضبط حساسية جهاز التسجيل. وقد اعتمد ريختر مائة كيلومتر كمسافة قياسية، كما اعتمد جهاز وود اندرسون كجهاز تسجيل قياسي ولقد بلغ مقدار أقوى زلزال حتى الآن حوالي 8.6 على مقياس ريختر.