كيف يتم طي الصخور؟

اقرأ في هذا المقال


طي الصخور:

عند بناء الجبال عن الطبقات المسطحة من الصخور الرسوبية والنارية، عادة ما تتطوى طي عريض مثلما يحدث عند الإمساك بطرفي قطعة من الورق ودفع هذين الجانبين في اتجاهين متعاكسين. ونتيجة هذا الطي هو زيادة سُمك القشرة الأرضيَّة وقصر طولِها. وتدُل التجارب على أنّهُ عند وجود الصُخور الرسوبيّة تحت أعماق كبيرة في القشرة الأرضية حيث الضغط عالياً، فإنَّ هذه الطبقات تدفع لِتُكَوِّن طيَّات مُحكمة واحدة فوق الأخرى دون وجود تشققات تُذكَر وتُسمَّى الطيّات الطولية والمطويَّة إلى أعلى بالحُنيرات، في حين يُشار إلى التراكيب المطويَّة إلى أسفل بالقعيرات. وبإمكاننا تعريف الحنيرات بالتكوينات التي تتواجد أقدم الطبقات بوسَطِها، في حين نُعَرِّف القيعرات بالتراكيب التي تتواجد أحدث الطبقات بوسطِها وتصنَّف هذه التراكيب بناءً على اتجاهِها.
فبالإمكان أن تكون متناظرة أو غير متناظرة أو مقلوبة، إذا ما زاد ميلان أحد جانبي الطية عن العمودي وبإمكان الطية المقلوبة أن تكون مضطعَجة على جانِبُها، بحيث أنَّ المستوى المار بمحور هذه الطيَّة يكون أُفقيّاً وتوجد هذه الطيَّات المضطجعة بكثرة في جبال الألب، حيث توجد دلائل تُشير إلى دفع الطيَّات المطويَّة لمسافة 50 كيلو متراص فوق الطبقات المجاورة. ولا تستمِر هذه الطيَّات إلى ما لا نهاية فأطرافُها تنتهي مثلما تنتهي التجعُدات في القماش وتوصف أطراف هذه الطيَّات بأنها غاطِسة، حيث أنَّ محورها غاطس إلى الأرض ومن الأمثلة عن طية محدبة جبل الأغنام وهي طية محدبة الجانبين.
والطيات الغاطسة والأنماط الناتِجة عندما تزيح التعرية الطبقات العليا لهذه التركيبات كاشِفة عمّا بداخلها. ولاحظ أنَّ نمط المكتشفات للحنيرات يتجه نحو اتجاه الغطس لهذه الطيَّة، في حين أن عكس ذلك صحيح بالنسبة للقعيرات. وبالرغم من أنَّ معظم الطيَّات نتج عن الجهد الانضغاطي الذي يقوم بعصر الطبقات وتفتيتها، فإنَّ بعض الطيَّات جاءت نتيجة الإزاحة العمودية للطبقات. وتُسمَّى التكوُّنات ذات الثنيات العريضة بالطيَّة الآحاديَّة الميل ويُعتَقَد بِأنَّ هذه الطيَّات نتجت عن صدوع مائِلة عموديًّا تقريباً لصُخور القاعدة العميقة.
وفي حين تَشَقَقَت الصُخور القاعديَّة الصُلبة نتيجة للجهد العمودي، فإنَّ الصُخور الرسوبيَّة المرنة نسبيّاً والموجود إلى أعلى من صُخور القاعِدة عمدت إلى التشكُّل بالطي. وقد تسبَّب القبب العريضة بصُخور القاعِدة في تشكُّل طبقات الصُخور الرسوبيّة التي تعلوها لتُكَوِّن طيات كبيرة الحجم.


شارك المقالة: