ما هو التوزيع العام لدرجة الحرارة على دوائر العرض؟
إن توزيع الحرارة وتوزيعها العام بالنسبة للجو على سطح الكرة الأرضية لا يمكن فصلها عن دراسة الإشعاع الشمسي وتوزيعه العام؛ ذلك لأن الإشعاع الشمسي هو المصدر الوحيد لحرارة الجو ولأن توزيع كليهما يرتبط ارتباطاً قوياً بدرجات العرض، إذ أن هذه الدرجات هي التي تحدد الساعات المحتملة لشروق الشمس أي طول النهار، كما تحدد الزاوية التي تسقط بها الأشعة على سطح الأرض في الفصول المختلفة.
وكما أن الدرجات العرضية التي هي العامل الرئيسي الذي يعمل على توزيع حرارة الجو على العالم أجمع وجميع القارات فإن هذا التوزيع يتأثر بعوامل ثانية منها توزيع الماء واليابس وتضاريس سطح الأرض، فإن قوة العلاقة بين توزيع الحرارة والدوائر العرضية يمكن فهمها بشكل واضح بمجرد مقارنة معدلات الحرارة العامة على هذه الدوائر بعضها ببعض.
فبالنسبة لزاوية سقوط أشعة الشمس فإنها عند خط الاستواء تسقط بشكل عمودي على سطح الأرض تقريباً في أغلب أيام السنة، أمَّا بالقرب من الدائرة القطبية فإن هذه الأشعة تسقط بشكل مائل جداً خاصة في نصف السنة الشتوي، كما أنه من المعروف أن الأشعة العمودية أقوى من الأشعة المائلة لأنها تتوزع على مساحة أصغر من المساحة التي تتوزع عليها أشعة مائلة بنفس السُمك.
كما أن الأشعة العمودية تكون على مسافة أقصر في الغلاف الجوي من الأشعة المائلة، حيث ترتبط كمية الإشعاع الشمسي ارتباطاً قوياً مع طول النهار الذي يرتبط مع درجات العرض، فمن المعروف أن النهار يكون ذو طول أكبر في فصل الصيف على حساب الليل لكن يحدث العكس في فصل الشتاء، حيث تزداد هذه الظاهرة وضوحاً كلما بعدنا عن خط الاستواء.
فعلى الرغم من أن المتوسط السنوي الذي يصيب الأرض من الأشعة الشمسية عند القطبين صغير بالنسبة لما يصيبها في العروض الأخرى، فإنه يكون في الفترة من أول شهر يونيو حتى نصف شهر يوليو أكبر منه في أي نطاق عرضي آخر، فإن هذا يرجع إلى أن الشمس يستمر ظهورها طول هذه الفترة دون انقطاع، لكن ليس بمعنى أن القطب يكون في هذه الفترة أشد حرارة من العروض الأخرى؛ وذلك لأن معظم الحرارة التي يتم اكتسابها من أشعة الشمس تستنفذ في صهر بعض الجليد الذي يغطي المناطق القطبية بدلاً من أن تعمل على سرعة رفع درجة حرارة الهواء.