ما هو المنسوب المائي؟

اقرأ في هذا المقال


المنسوب المائي:

يعتبر المنسوب المائي والذي يمثل الحد العلوي للنطاق المشبع ظاهرة ذات أهمية كبيرة لفهم المياه الجوفية. كما يعتمد التنبوء بسلوك الاَبار على مستوى منسوب الماء بها، كذلك يعتمد عليه التغير في قوة تدفق العيون والأنهار والتذبذب في مستوى الماء في البحيرات. وبالرغم من عدم مقدرتنا على رؤية المنسوب المائي فإنه بالإمكان توضيحه على خرائط ودراسته بتفصيل عند توفر العديد من الاَبار، حيث أن موقعه يتطابق مع الحد الأعلى لنطاق التشبع.
وتُبيّن الخرائط المنسوب المائي أنه ليس أفقياً بمعنى الكلمة، بل يعكس بجغرافية السطح الذي يعلوه، بارتفاع أقصى تحت التلال متناقصاً في اتجاه الوديان. ويتساوى المنسوب المائي مع سطح الماء بالمستنقعات. ويعلو سطح الأرض بالبحيرات والأنهار. وهناك عدة عوامل تؤدي إلى عدم انتظام مستوى سطح المنسوب المائي، منها التباين في كمية الأمطار والنفاذية من مكان إلى اَخر، التي قد تؤدي إلى عدم توازن تسرب الماء وبالتالي اختلاف ارتفاع المنسوب المائي.
ومن أهم العوامل المؤدية إلى عدم الانتظام، هو أن المياه الجوفية تتحرك ببطء وبمعدلات مختلفة تحت ظروف مختلفة. فمثلاً المياه الجوفية والبعيدة عن مجاري الأنهار في وسط التلال، هي أبطأ في حركتها من تلك القريبة من مجاري الأنهار وبناءً عليه فإن المياه تتجمع تحت التلال. وعند توقف هطول الأمطار فإن الجزء المرتفع من المنسوب المائي تحت التلال يهبط تدريجياً حتى يقترب من مستوى الوديان، غير أن هطول الأمطار من آن إلى آخر يحول دون ذلك.
فإن استمرار الجفاف مدة من الزمن يؤدي إلى نضوب آبار المياه الجوفية الضحلة. وفي المناطق الممطرة نجد أن الأنهار يتم امدادها وبشكل مستمر بالمياه الجوفية. وتعرف هذه الأنهار بالمتأثرة. أمَّا في المناطق الجافة، حيث أن المنسوب المائي يكون بعيداً عن السطح، تفقد الأنهار القادمة من المناطق المُمطرة كميات من الماء مغذية باستمرار النطاق المشبع تحتها؛ ممَّا يسبب في انحناء مستوى المنسوب المائي إلى أعلى، حيث يتم الإشارة إلى الأنهار في هذه الحاله بالمؤثرة. وتتميز أنهار المناطق المُمطرة المتأثره فيها، حيث تستمد البعض من مياهها من نطاق التشبع. وتميز الأنهار المؤثرة المناطق الصحراوية، حيث يعم الماء المتسرب إلى المنسوب المائي في رفع مستوى المنسوب المائي على شكل محدب تحت المجرى.


شارك المقالة: