ما هو انفراج قاع البحر؟

اقرأ في هذا المقال


انفراج قاع البحر:

لقد ساعد التطور التكنولوجوي الكبير خلال الخمسينات والستينات من هذا القرن على التحري الدقيق لقاع المحيط، وبالتالي أدى إلى اكتشاف سلاسل مرتفعات أواسط المحيطات، فقد وجد أن مرتفع وسط المحيط الأطلسي ذو اتجاهات موازية للحواف القارية على جانبي الأطلسي، ولقد كان أيضاً بنفس الأهمية اكتشاف وادٍ صدعي يمتد على طل مرتفع وسط المحيط الأطلسي؛ ممَّا يدل على وجود قوة شد كبيرة في المنطقة.
وبالاضافة إلى ذلك وجد أن منظومة مرتفع وسط المحيط يميزها دفق حراري مرتفع وبعض النشاط البركاني. ولقد جمع هاري هس من جامعة برينيستون كل هذه الاكتشافات الجديدة في أوائل الستينات، في فرضية عرفت فيما بعد بفرضة انفراج قاع البحر. ولقد كان ينقص هاري هس المعلومات التي تعزز فكرته، حيث قام بتقديم مقالته على هيئة أحاسيس نحو الأرض كما قد اختلفت آراء هس هذه عن فرضية انجراف القارات التي سبقتها والتي أهملت الأحواض المحيطية.
كما تركَّزت نظرية انفراج قاع البحار على النشاطات التي لا تخضع للملاحظة المباشرة، فقد كتب هس يقول بأن مرتفعات وسط المحيط تقع فوق الأجزاء الصاعدة من خلايا ضخمة من تيارات الحمل العاملة داخل الوشاح. وكما انتشرت المواد الصاعدة من الوشاح جانبياً، كلما أُزيح قاع المحيط بعيداً عن قمَّة المرتفع فوق ما يشبه الحزام الناقل.
وتعمل كذلك قوى الشد عند قمة المرتفع الناتجة عن التيارات المتباعدة جانبياً على فتح الطريق أمام الصهير، ليقتحم مكوناً قشرة محيطية جديدة. وقد قال هس أيضاً بأن الأجزاء الهابطة من تيارات الحمل داخل الوشاح تقع تحت الخنادق البحرية. وبناءً على ما قاله فإن الأجزاء القديمة من القشرة المحيطية عند الخنادق يتم استهلاكها تدريجياً داخل مكونات الوشاح.
فقد قال بذلك أحد البُحّاث بأنه لا غرو بأن قاع المحيط حديث العمر، فإنه يتجدد باستمرار وبهذه الفرضية قد قام هاري هس بإرساء دعائم مرحلة جديدة من الثورة العلمية، وقد جاءت الأدلة المدعمة لآرائه بعد بضعة سنين وذلك من خلال عمل طالب دراسات عُليا يدعى فيرد فاين مع أستاذه ماتيوس، حيث تكمن أهمية ما خلصا إليه في أنهما ربطا بين فكرتين لم تكن بينهما علاقة في السابق وهما انفراج قاع البحر وانعكاس المغناطيسية الأرضية.


شارك المقالة: