تأثير الماء واليابس على التوزيع العام لدرجة الحرارة:
بالرغم من العلاقة القوية بين كل من توزيع المعدلات الحرارية على سطح الكرة الأرضية وبين الدوائر العرضية فإن هذه المعدلات لا تتماشى دائماً مع هذه الدوائر؛ وذلك بسبب اختلاط الماء باليابس خاصة في نصف الكرة الشمالي، كما أن اختلاف تأثير كل منهما بأشعة الشمس بدرجة تجعل المناخ الذي يخضع لتأثير أي منهما خصائص متميزة عن خصائص المناخ المتأثر بالآخر.
كما يرجع الاختلاف في تأثير الأشعة الشمسية على الماء واليابس إلى عدد من العوامل وهي ما يلي:
- أن الحرارة النوعية للماء تعادل أربعة أمثال الحرارة النوعية لليابس، فيعني هذا بأن تسخين اليابس يكون بشكل أسرع من الماء، فمن المعروف علمياً أن الأجسام التي تكتسب الحرارة بشكل سريع تفقدها أيضاً بسرعة، فإن اليابس يبرد كذلك أسرع ممَّا يبرد الماء.
- إن بعض الأشعة التي تسقط على الماء تنتهي خلال عمليات التبخر.
- إن الأشعة التي تسقط على الماء تسقط في الأعماق ومن ثم تتوزع على طبقة سميكة منه، كما أنها تتوزع في جميع الاتجاهات بتأثير الحركة المستمرة للماء.
- كما أن ألبيدو الماء يكون أكبر من ألبيدو اليابس، أي أنه يكون أقدر على رد الأشعة إلى الفضاء.
كما أن تأثير الماء واليابس على توزيع درجة الحرارة واضحاً بشكل خاص على كل من المدى الحراري وعلى اتجاه خطوط الحرارة المتساوية ذلك على مستوى كل من العالم والقارات، حيث أن المدى الحراري يُعرف بأنه الفرق بين أعلى وأدنى درجتي حرارة تسجلان خلال اليوم الواحد أو بين أعلى وأدنى متوسطين حراريين يوميين خلال الشهر الواحد أو بين أعلى وأدنى متوسطين أو معدلين شهريين خلال العام.
وخلال الدراسات المناخية نقوم على كل من حساب معدل المدى السنوي ومعدل المدى اليومي للحرارة، ذلك من أجل أن نستفيد منهما في تحديد نوع المناخ ومدى تطرفه، فكلما صغر المدى السنوي والمدى اليومي سيكون دليلاً على قوة تأثير الماء على المناخ الذي يتم وصفه في هذه الحالة بأنه مناخ بحري، فمثال على ذلك ارتفاع المدى السنوي والمدى اليومي فهو دليلاً على تأثير اليابس على المناخ، الذي يتم وصفه في هذه الحالة بأنه مناخ قاري، حيث يكون في العادة مناخ متطرف.