ما هو سمك القشرة الأرضية؟

اقرأ في هذا المقال


سمك القشرة الأرضية:

إن سُمك القشرة الأرضية يصل في المتوسط إلى أقل من 20 كيلومتراً، حيث يجعلها أقل سُمكاً من أي نطاق اكتشف حتى الآن. ولكن على امتداد هذا النطاق الرقيق هناك تفاوت في تركيب الصُخور وفي سُمكها، فبينما يبلغ سُمك صُخور القشرة الأرضية في الكتل القارية إلى 35 كيلومتراً تقريباً، فإن سُمك القشرة المحيطة هو أقل بكثير إذ يبلغ في المتوسط 5 كيلومترات.
وتصل القشرة الأرضية أكبر سُمك لها في عدد من المناطق الجبلية المعروفة، إذ يزيد سُمكها عن 60 كيلومتراً وبالمقارنة فإن سُمكها في الداخل المستقر للقارات يقرب من 30 كيلومتراً. ومن خلال دراسات سرعة الموجات الاهتزازية الأولية، فقد تم لأول مرة معرفة بأن صُخور قشرة الأحواض العميقة للمحيطات تختلف في تركيبها عن تلك التي في الألواح القارية.
ويشير زمن انتقال الموجات الأولية إلى أن سرعة 6 كيلومترات في الثانية، حيث تعتبر سرعة نموذجية بالنسبة لصُخور القارات، بينما سجلت سرعة 7 كيلومترات في الثانية بالنسبة لصُخور القشرة المحيطة. وكما أعدت تجارب معملية من أجل تحديد أنواع مواد الأرض التي تُحدث أزمنة انتقال تكون مشابهة تقريباً لتلك المسجلة لهذه النطاقات الصخرية. ومن هذه التجارب وكذلك من المشاهدة المباشرة أمكن مقارنة متوسط تركيب الصُخور القارية بالصُخور النارية المعروفة (الجرانيت).
وكما في الجرانيت، فمن المعتقد بأن القشرة القارية غنية بعناصر البوتاسيوم والصوديوم والسيلكون وأن كثافتها تبلغ 2.8 ضعف كثافة الماء. ورغم أن هناك عدة صُخور مقتحمة من الجرانيت وما يكافئها من المتحولة مثل صخر النايس، إلا أن تدفقات كبيرة من البازلت والسلاسل البركانية المكونة من الصُخور الأنديسيتية هي أيضاً وفيرة. ونتيجة لذلك هناك دلائل على أن متوسط تركيب القشرة القارية هو أكثر شبهاً بالتركيب المتوسط، مثل تركيب الأنديسيت والديوريت منه بتركيب الجرانيت الصافي.
وحتى عهد قريب لم يكن بوسع العلماء سوى التخمين، بالنسبة لتركيب القشرة المحيطة العميقة التي تقع تحت عمق 4 كيلومترات من مياه البحار وعدة مئات من الأمتار من الرواسب. وبتطوّر سفينة الحفر في المياه العميقة المسماة جلومر تشالنجر، أمكن الحصول على قوالب صخرية من قاع المحيطات. ومصدقاً للتنبؤات فقد كانت العينات المتحصل عليها في غالبها من البازلت وهي تختلف تماماً عن الصُخور المكوّنة للقارات. وأنه من المعروف أن الانفجارات البركانية لمواد البازلت هي المسؤولة عن نشأة الجزر الواقعة داخل الأحواض العميقة للمحيطات.


شارك المقالة: