محتوى المجالد الجليدية:
إن المجالد تعتبر في حالة دائمة من النقصان والزيادة، كما أن الثلج يتجمع ومن ثم يتحوَّل إلى جليد، فيما يُسمَّى بنطاق التجمع، كما أن حدوده الخارجية تُسمَّى بخط الثلج، حيث يختلف ارتفاع خط الثلج أيضاً من موقع إلى اَخر. ففي المناطق القطبية قد يكون عند مستوى سطح البحر. بينما يكون في أعلى الجبال عند ارتفاع غالباً ما يزيد على 4500 مترٍ في المناطق الاستوائية.
كما أن المجالد تبقى في حالة دائمة من النقصان والزيادة، ففوق مستوى الخط الثلجي يقوم الجليد بالتراكم. ومثال على ذلك مجلدين البينين يلتقيان ليكونا ركاماً جليدياً وسطياً بجبال سانت الياس بمنطقة يوكون؛ ممَّا يزيد في سُمكه وفي دفع حركته. أمّا تحت الخط الثلجي فمن المتوقع أن يذوب جزء من المجلد مع جزء من ثلج الشتاء السابق، بالإضافة إلى انفصال أجزاء كبيرة من المجلد، فيما يسعى بالانشعاب مكوّناً الجبال الجليدية التي تعوم عند لقائه بمياه البحر.
وعموماً إن تقدّم المجلد أو انحساره أو بقائه في مكانه يعتمد على المعادلة بين الإضافة بتراكم كميات جديدة، أو النقصان (الاستئصال) بذوبان جزء منه. فعندما تفوق الإضافة الاستئصال فإن مقدمة المجلد تتقدم إلى موقع تتعادل فيه هاتان المعطيتان. وعندها يبقى الطرف المجلد في مكانه. أمَّا في حالة ارتفاع درجة الحرارة بحيث يفوق الاستئصال الكمية المضافة ستتراجع مقدمة الجليد. وبتراجع طرف المجلد تتناقص رقعة نطاق الاستئصال. وبمرور الوقت ستصل المجلدة إلى حالة تعادل بين الإضافة والاستئصال؛ ممَّا يعمل على تثبيت مقدمته مرة أخرى.
وبغض النظر عن تقدم حواف المجلدة أو تراجعها أو بقائها في مكانها، فإن المجلد عموماً يبقى في حاله تدفق مستمر. وفي حالة المجلد المتراجع فإن الجليد يتدفق بسرعة لا تمكنه من معادلة عملية الاستئصال، مثل وجود خريطة لمجلد الرون الموجودة في سويسرا، حيث يتحرك الجليد بشكل بطيء على جانبي المجلد. وكما لوحظ أنه بالرغم من تراجع المجلد إلا أن الجليد الموجود داخل المجلد يقوم بالتقدم إلى الأمام، كما أن العصى الموجودة في مجلد الرون المتراجع تشير إلى استمرارية الحركة إلى أسفل، بالرغم من أن نهايته في تراجع مستمر إلى الاتجاه المعاكس.