ما هي الأنهار المتشعبة؟

اقرأ في هذا المقال


الأنهار المتشعبة:

إن التشعب النهري يعتمد على عملية الحت لضفاف الأنهار وتكوين الحواجز الرسوبية على سرير النهر. كما تتطور الحواجز الرسوبية أيضاً في وسط المجرى، حيث تقاوم الحت المائي لما ينمو عليها من نباتات وأعشاب تعمل على تماسكها؛ ممّا يسمح ذلك بتجميع رواسب أخرى، عندها يؤدي إلى الزيادة في أحجامها بحيث تتحوّل إلى جزيرة تصدّ التيار المائي حولها، تجاه جوانب القناة مُسببة زيادة أخرى في الحت الجانبي.
وكما أن الأنهار المُتشعبة تمتاز عموماً بوجود حواجز رسوبية غير ثابتة، حيث يفصلها عن بعض أقنية مُتشعبة، كذلك بنشاط عملية التقويض من الأسفل للضفاف النهرية. وكما يمثّل التشعب النهري في الواقع نوعاً من التكيّف تقوم به الأنهار التي تقوم بنقل كمية كبيرة من الرواسب الفيضية، حيث تزيد كميتها عن سعتها، كما تزيد أحجامها أيضاً عن كفاءتها النهرية.
كذلك من الممكن أن تتشعب الأنهار في ظل كميات عالية من التصريف المائي، مع ارتفاع قابلية الضفاف لعمية الحت. ويعني ذلك زيادة في سرعة الجريان والتهيج المائي؛ ممّا يساعد تكون الحواجز في هذه الزيادة لتحويلها الجريان النهري إلى شبكة من الأقنية المتداخلة الأقل عرضاً من المجرى الرئيسي، إضافة إلى تأثير الانحدار الذي يعتبر في الأنهار المتشعبة أشد منه في الأنهار المُتعرّجة.
كما يلخص العالم وولمان وليوبولد تأثير كل من التصريف المائي والانحدار في تعرّج وتشعب الأنهار، بالإشارة إلى أن الأنهار تتعرَّج بمُنحدرات تكون أقل من المُنحدرات التي يحدث فيها التشعب، في حالة ثبات كمية التصريف المائي وإهمال الحمولة النهرية. أمّا في حالة إبقاء الانحدار ثابتاً، فإن الأنهار تتعرَّج بوجود كميات من التصريف المائي تقل عن الكميات التي تتشعب عندها الأنهار.
وهذا يعني أنه في حالة ثبات الانحدار، أو عدم تمكّن الأنهار من تغييره، فإن أيَّة زيادة في التصريف المائي ستؤدي إلى انتقال النهر من النمط المُتعرج إلى النمط المُتشعب، أو أنها في حالة ثبات كمية التصريف المائي ستؤدي إلى انتقال النهر من النمط المتعرج إلى النمط المُتشعب، أو أنها في حالة ثبات كمية التصريف المائي ووجود إمكانية لزيادة انحدار المجرى، فإن النهر أيضاً يغير في نمطه من المُتعرج إلى المُتشعب.


شارك المقالة: