البقع الساخنة:
لقد بيّن تخريط القمم البركانية بالمحيط الهادي وجود سلسلة نركيبية بركانية تمتد من جزر هاواي إلى جزيرة مدوى، ثم تستمر شمالاً تجاه الخندق الأوليشي. وقد بيّن تحديد العمر باستعمال البوتاسيوم، أرغون من 27 موقعاً بركانياً على هذه السلسلة أن عُمر الصُخور يزيد بويادة المسافة عن هاواي، فقد وجد أن عمر قمة سويكو البركانية تقع بالقرب من خندق الأوليشي المحيطي حوالي 65 مليون سنة، بينما يبلغ عمر جزيرة مدوى حوالي 27 مليون سنة.
بالإضافة إلى أن جزيرة هاواي قد وجد أنها برزت من المحيط منذ أقل من مليون سنة مضت. ولقد اقترح الباحثون بأن هناك بقعة ساخنة داخل الوشاح تقوم بقذف الصهير فوق قاع البحر الذي يعلوها. كما يفترض بأن التراكيب البركانية تبرز على التوالي في الوقت الذي يتحرك فيه اللوح الهادي فوق البقعة الساخنة. ولقد بيّن عمر كل من هذه البراكين الوقت الذي كان فيه فوق البقعة الساخنة الثابتة الموقع نسبياً.
وكما تعتبر جزيرة كاواي أقدم الجزر الكبيرة في سلسلة جزر هاواي. ولقد كانت كاواي الجزيرة الوحيدة هناك وقت تكوّنها وذلك منذ خمسة ملايين سنة مضت. وهناك دليل حول عمر كاواي يمكن مشاهدته بتفحص البراكين الهامدة التي تمَّت تعريتها وتحوَّلت إلى قمم مثلمة وأودية فسيحة. وعلى العكس من ذلك فإننا نجد أن المنحدرات الجنوبية لجزيرة هاواي تتكوَّن من طفوح اللابا الحديثة.
بل إن اثنين من براكينها المونا لوَّا والكيلاوا لا زالا نشطين حتى الآن. ولقد تبيّن حديثاً بأن هناك ركام بركاني يتكوّن الآن على قاع المحيط بالقرب من شاطئ جزيرة هاواي، حيث يمكن القول علمياً بأن الوقت لن يطول حتى تبرز جزيرة جديدة لتنضم إلى سلسلة تلك المنطقة الاستوائية من الجزر. وبالرغم من أنه قد ثبت وجود البقع الساخنة إلا أنه لم تنجلي بوضوح حتى الآن طبيعتها الدقيقة ولا دورها في حركية الألواح.
فيبدو أن هذه البقع أماكن جِدُّ ساخنة داخل أعماق وشاح الأرض، فالحرارة العالية والضغط المرتفع تعمل على الدفع إلى أعلى بكميات من الصُخور المنصهرة التي تسبب في كثير من الآحيان انفجار البراكين على السطح. وتدل المعلومات على أن معظم البقع الساخنة قابعة في مكانها لا تتحرك غير أن بعضها يبدو أنه قد تحرك قليلاً.