الصخور الارتكازية:
هي عبارة عن كُتل صخرية غير منتظمة الشكل تنتشر في الأراضي الجافة، تنتج عن تعرض الطبقات الصخرية الضعيفة لتجوية وكشط ريحي مركزين يؤديان إلى تراجعها، بينما تبقى بالأجزاء الصلبة بارزة نسبياً. وتعتمد أبعاد وأشكال هذه الصُخور على تفاوت صلابتها مع الارتفاع وتفاوت الحت الريحي واتجاه الرياح. ولعل أنسب شروط نشأة الصُخور الارتكازية تتمثل فيما يلي:
- وجود طبقات من الصخور تكون بشكل أفقي، متفاوتة الصلابة والسُّمك.
- وجود أسطح تطبُق ضعيفة تفصل بين الطبقات الصخرية.
- نشاط عملية الجوية والحت الريحي المتغاير.
- تزايد فاعلية التجوية والحت الريحي باتجاه الفراش الصخري، أو سطح الأرض ويساعد في ذلك نشاط التجوية الملحية، عندما يكون منسوب الماء الباطني قريباً من سطح الأرض مع وجود تكوينات صخرية ناعمة القوام. كما يضاف إلى ذلك اشتداد فعل الكشط الريحي في المناسيب الدنيا بفعل زيادة حمولة الرياح من المواد الكاشطة بنفس الاتجاه.
وتحدد هذه الشروط تطور الصُخور الارتكازية وتباين خصائصها المورفومترية، حيث أنها في جميع الأحوال تمثل بقايا ومخلفات عمليات تجوية وحت ريحي متغاير بشكل عامودي، أي مع الارتفاع عن سطح الارض. كما أنه قد تنتهي قمم هذه الصُخور بقلنسويات صخرية أكثر صلابة ممّا تتوضع فوقه، فتتحوّل نتيجة لذلك إلى أشكال فطرية تشبه في اتساع سطحها الأعلى وضيق التكوينات الصخرية، دون ذلك شكل المضلة أو نبات الفطر أو إلى أعمدة صخرية منعزلة ذات قمم مستوية شديدة الانحدار، حيث تتوضع فوق طبقات صخرية أكثر ضعفاً وأقل انحداراً، كما أنه يشار إليها عادة باسم (تل الشاهد).
ولكن في صحراء الأردن الجنوبية تنتشر الصُخور الارتكزية في تكوينات رم الرملية في منطقتي وادي رم وبطن الغول. كما تمتاز أيضاً باختلاف ارتفاعها وعرضها حسب تفاوت مقاومة أجزاء الصخر الرملي للحت الريحي. كما أن المناطق الصخرية الضعيفه عند أسطح التطبق، التشققات، المفاصل الصخرية تعتبر الأكثر تأثراً بهذه العملية، حيث نتج زيادة وتراجعاً وضيقاً بالمقارنة مع الأجزاء الصخرية الصلبة التي بقيت أكثر بروزاً وعرضاً من سابقاتها.
كما يتراوح ارتفاعها ما بين بضعة أمتار وعشرين متراً وعرضها ما بين مترين وعشرة أمتار، كما تنتشر على سطحها مضار التجوية والحت الريحي (حفر تجوية وتشققات صخرية)، من شأنها أن تُسرع من معدلات تطورها.