المخروطات البركانية المركبة:
إن أبدع البراكين مظهراً على وجه الأرض هي المخروطات المركبة أو البراكين ذات الطبقات. ومثلما تعزى أشكال البراكين المدرعة إلى الطبيعة السائلة للابة المتراكمة، فإن المخروطات المركبة هي الأخرى تعكس طبيعة المواد المركبة منها. وتنتج المخروطات المركبة عندما تخرج اللابة اللانديسيتية اللزجة نوعاً. وقد يستمر المخروط المركب لمدة طويلة في إخراج اللابة اللزجة.
ثم يتغيَّر نظام الفوران فجأه ويبدأ البركان في قذف المواد الفلذ بركانية. وتسقط معظم المواد الفلذ بركانية فوق قرب القمة ممّا ينتج عنه كومة الرماد ذات جوانب شديدة الانحدار. ومع الوقت فإن هذه الكومة سوف تغطيها اللابة. وفي بعض الحالات يتزامن هذان الحدثان. ويكون التركيب الناتج محتوياً على طبقات متعاقبة من اللابة والمواد فلذ بركانية. وهناك مخروطان ذو تكاملاً ملحوظاً هما جبل مايون في الفلبين وفيوجياما في اليابان، الذان يمثلان الشكل التقليدي للبراكين ذات الطبقات الت تمتلك قمة شديدة الانحدار وجوانب طفيفة الانحدار.
كما أن السحب النارية (العاصفة المستعرة) تنتطلق على منحدر جبل مايون بالفلبين عام 1968. كما أنه خلال فوران عام 1814 ميلادي الجأ عدة مئات من الأشخاص إلى كنيسة ولكنهم لقوا حتفهم بسب تدفق طيني غمرهم جميعاً. وبالرغم من أ للمخروطات المركبة مناظر رائعة، إلا أنها تمثل أكثر أنواع البراكين عنفاً. وعادة ما يكون مفاجئاً ومدمراً، كما حدث في عام 79 ميلادي عندما فار البركان الإيطالي الذي يعرف باسم فيسوفياس.
فقبل ذلك الفورن كان فيسوفياس خامداً لعدة قرون. ورغم وقوع هزات أرضية خفيفة مُحذرة ممَّا هو آت، فإن هذا البركان كانت تغطيه طبقة من الأعشاب الكثيفة أظهرته بمظهر الوداعة. وفي الأيام الثلاثة التالية كانت مدينة بومبي قرب نابولي قد دفنت ودفن معها 2000 من سكانها البالغ عددهم 20000. وبقيت تحت الأنقاذ 17 قرناً حتى تم العثور عليه وكشفها.
وبالرغم من أن تدمير بومبيي الإيطالية كان كارثة حقيقية، إلا أن هناك فورانات بركانية أكثر تدميراً تحدث عندما تقذف الغازات المحملة بالرماد الملتهب وتنطلق على هيئة سحابة سعرة تُسمى العاصفة الوهاجة. وإن هذه الطفوح التي تبدو مظلمة في وضع النهار ولها وهج أحمر أثناء الليل، تتقدم عبر المنحدرات البركانية بسرعة تفوق 150 كلم في الساعة.