المسامية والنفاذية الصخرية:
تختلف كمية المياه المُخزّنة والمياه التي تجري على السطح بناء على اختلاف طبيعة مواد تحت سطح الأرض، حيث أن المياه تتسرَّب إلى باطن الأرض لوجود فجوات أو فتحات بالصُخور أو الرسوبيات أو التُربة. وتشبه هذه الفتحات فراغات الإسفنج. وغالباً ما تُسمَّى بالفراغات المسامية. وعموماً تعتمد كمية المياه التي يمكن تخزينها على مسامية المادة، التي تحسب بنسبة حجم الفراغات الحجم الكلي للصخر أو الرسوبيات الحاوية لها.
وبالرغم من أن معظم هذه الفتحات تتكون من فجوات بين جزيئات الرسوبيات أو الصُخور الرسوبية، فإنها قد تتواجد في أشكال أخرى، مثل الكيسات (فجوات تتكون على أثر انطلاق الغازات من الحمم البركانية)، أو الصدوع والانكسارات والفجوات الناتجة عن المحاليل المؤثرة القابلة للذوبان كالحجر الجيري. وكما هو متوقع فإن المسامية تختلف اختلافاً كبيراً حسب أنواع الصُخور فالرسوبيات عموماً غنية بمسامها، حيث تتراوح الفجوات بها من 10 إلى 50% من الحجم الكلي.
كما تعتمد نسبة المسام على حجم وشكل الحبيبات، كذلك مدى رزمها ودرجة فرزها وحالة الصُخور الرسوبية. فمثلاً تصل مسامية الطفلة إلى 50% في الوقت الذي تكون فيه الفجوات ما يقارب 20% لكثير من الرمال والحصى. وتقل المسامية بخلط مواد من أحجام مختلفة، حيث أن الحبيبات الصغيرة تعمل على سد الفجوات بين الحبيبات الأكبر حجماً. أمَّا الصُخور النارية والمتحولة وبعض الصُخور الرسوبية فهي قليلة المسامية؛ ذلك لشدة بلورات مكوناتها.
وقد تكون الفتحات بين حبيبات صخر ما غير ذات أهمية ولا تزيد قيمتها عن 1 أو 2%، فإن تشققها هو السبيل الوحيد إلى زيادة مساميتها. والمسامية ليست المقياس الوحيد الدقيق الذي يعتمد عليه في الحصول على المياه الجوفية، فقد يكون الصخر أو الرسوبيات ذات مسامية عالية غير أنها لا تسمح للماء بالمرور خلالها. وبناءً عليه فإن النفاذية وهي قدرة الماء على تمرير السوائل تعتبر ذات أهمية في هذا الشأن، فالمياه الجوفية تتحرك في مسالك ملتوية ومتعرجة خلال فتحات صغيرة وكلما صغرة المسام كلما ازداد بطء حركة المياه خلالها. وإذا ما كانت الفجوات صغيرة جداً فإن غشاء الماء الملتصق بالحبيبات يمس بعضه البعض ويتداخل؛ ممَّا ينتج عنه قوة الإنجذاب الجزئي. التي تعمل على تثبيت المحتوى المائي في مكانه.