المياه الجارية:
للمياه الجارية تأثير مهم في حياة البشر، حيث يُعتمد على الأنهار في توليد الطاقة وفي النقل بالإضافة إلى عمليات الري. وقد لعبت التُربة الخصبة المنقولة بفيضاناتها دوراً هاماً في تقدم الإنسان منذ فجر الحضارة الأول، كما لعبت هذه المجاري المائية دوراً هاماً في تحوير سِمات البيئة الطبيعية من حولنا.
وبالرغم من أن الاعتماد الدائم للإنسان على المياه الجارية، إلا أن مصادرها قد حيرته منذ القدم. ولم يتفهم أن الأنهار كانت تمتد مياهها من المياه الجارية والباطنية. واللتان يتم تغذيتها بمياه الأمطار والثلوج، إلا بحلول القرن السادس عشر. وتبدأ المياه الجارية حركتها في صفائح رقيقة وعريضة فيما تُسمَّى بالتدفق الصّفحي. وتعتمد كمية الماء المتحركة بهذه الكيفية بدلاً من تسرّبها إلى باطن الأرض على سعة التسرب للتُربة.
كما تعتمد سِعة تسرّب المياه على عوامل عدة تشمل: شدة ومدة الأمطار، رطوبة التربة السابقة، بُنية التربة، ميل السطح والغطاء النباتي، فعند تشبّع التربة ينساب الماء في صفيحة لا يتعدى سمكها البضعة مليمترات، حيث تبقى هذه الفيحة المتحركة دون احتوائها في مسارات مدة قصيرة تبدأ بعدها في تكوين خيوط من التيارات، ثم قنوات صغيرة تُسمَّى الجداول لينتقل الماء بعدها إلى المجرى المائي. وتستعمل أيضاً كلمة المجرى المائي هنا منأجل الدلالة على القنوات المائية صغيرها وكبيرها. وتستعمل كلمة النهر أيضاً للدلالة على مجرى مائي تصب فيه عدة روافد.