ظاهرات الطقس التي تصاحب المنخفضات الجوية

اقرأ في هذا المقال


ما هي ظاهرات الطقس التي تصاحب المنخفضات الجوية؟

إن المنخفضات الجوية عندما كانت تتحرك من الغرب إلى الشرق فإن الظاهرات الجوية التي تلازمها تنتقل معها في نفس الاتجاه، لهذا فإن القائمين بعمل التنبؤات الجوية في محطة معينة يعتمدون في تنبؤاتهم بشكل خاص على البيانات التي تنشرها المحطات التي تقع إلى الغرب من من محطتهم عن الأحوال الجوية وتطوراتها، حيث تسجل هذه البيانات في ساعات معينة يومياً على (خرائط الطقس).
وعن طريق هذه الخرائط يمكن تحديد مكان المنخفض الجوي، كما يمكن أيضاً معرفة عمقه وشدة تدرج الضغط الجوي باتجاه المركز وسرعة تحركه على وجه التقريب، كما يمكن أن نبني على ذلك التنبؤ بالتغيرات المنتظره في حالة الجو، إلّا أن التنبؤات قد تخطىء أحياناً؛ وذلك لأسباب خارجية عن إرادة المتنبىء الجوي نتيجه لحدوث تغيرات غير متوقعه على المنخفض الجوي أو على خط حركته، فمن الممكن أن يمتلئ المنخفض أو يغير اتجاهه أو يتوقف عن التحرك قبل أن يصل إلى مكان المتنبئ الجوي، ففي مثل هذه الأحوال لا تكون التنبؤات الجوية متفقة مع ما يحدث فعلاً.
أمّا إذا لم تحدث على المنخفض الجوي تطورات غير متوقعه فإن الأحوال الجوية في الأماكن التي تقع على امتداد خط سيره تتابع في الغالب بترتيب معروف، لكنه قد يختلف في بعض التفاصيل باختلاف موقع المكان إلى الشمال أو إلى الجنوب من خط سير المنخفض، كما يمكن تقسيم التغيرات التي تحدث على الجو منذ اقتراب المنخفض ثم مروره وابتعاده إلى خمسة مراحل وهي كما يلي:

  • مرحلة اقتراب المنخفض: قبل أن يحدث على الجو أي تغير واضح، فإن درجة حرارة الجو ترتفع بينما يأخذ الضغط الجوي في الانخفاض، حيث تتحرك الرياح من الشرق ثم تبدأ بالتحول بشكل تدريجي إلى جنوبية شرقية وتكون معتدلة السرعة وجافة أو رطبة وذلك على حسب طبيعة المنطقة التي تهب منها، كما تظهر في السماء سحب على ارتفاع كبير تكون رقيقة ومتفرقة، كما تكون غالباً شفافة وناصعة البياض، حيث أنها لا تحجب أشعة الشمس وتأخذ في العادة شكل أهداب الريش أو القطن المنفوش.
    وكلما اقترب المنخفض زادت هذه السحب حتى تتكون منها طبقة رقيقة متصلة تخرج من خلالها أشعة الشمس وتظهر حول قرصها هالة دائرية بسبب تكسر أشعة الشمس على بلورات الثلج التي تتكون غالباً منها هذه السحب، فمع مرور هذا الوقت وتزايد اقتراب المنخفض يتزايد سُمك السحب حتى تغطي الشمس بشكل تام ويتزايد قربها من الأرض، كما تتزايد سرعة الرياح في نفس الوقت ويكون أغلبها جنوبياً شرقياً أو جنوبياً، حيث تستمر درجة الحرارة بالارتفاع ويستمر الضغط الجوي في الانخفاض ومن الممكن أن يسقط مطر خفيف.
  • مرحلة مرور الجبهة الدافئة: عندما تصل الجبهة الدافئة تتغير الرياح من جنوبية شرقية أو جنوبية إلى جنوبية غربية سريعة، كما تستمر درجة الحرارة في الارتفاع، حيث يزداد كثافة السحب كما يزداد قربها من الأرض وتحتجب بها السماء تماماً ومن الممكن أن يصاحبها سقوط بعض الأمطار، حيث تحدث أثناء هذه المرحلة موجات حرارية قوية أحياناً إذا ما حدث هذا في فصل الربيع وبداية فصل الصيف، أمَّا الضغط الجوي فينخفض بشكل مستمر في انخفاضه باتجاه مركز المنخفض الجوي، كما تتوقف رطوبة الجو أو جفافه على طبيعة المنطقة التي تأتي منها الرياح.
  • مرحلة مرور قلب المنخفض: هو الذي يقع داخل مركز الموجة الدافئة والتي تنحبس بين الجبهة الدافئة والجبهة الباردة، ففي مركز الموجة الدافئة يكون الضغط الجوي قد وصل إلى أقله، كما تبقى السماء مغطاه بطبقة تخينه ومتصلة من السحب، كما قد تسقط بعض الأمطار وتكون الرياح خفيف في بداية هذه المرحلة ولكنها تسكن تقريباً في أواسطها وبالقرب من نهايتها.
  • مرحلة مرور الجبهة الباردة: هي أقوى مراحل المنخفض الجوي اضطراباً، حيث يحدث هذا الاضطراب بشكل مفاجئ، ما إن تصل الجبهة الباردة حتى تتحول الرياح فجأة من جنوبية غربية إلى شمالية غربية أو شمالية وتصل إلى أعلى سرعتها، حيث تتوقف هذه السرعة على عمق المخفض وقوة انحدار الضغط الجوي باتجاه مركزه.
  • مرحلة ابتعاد المنخفض الجوي: حيث أن هذه المرحلة النهائية تأتي بعد أن تمر الجبهة الباردة، حيث تقل قوة التغيرات في تلك الأثناء وبالتالي تتناقص سرعة الرياح وتقل السحب وتقل الأمطار، حيث تسقط بشكل زخات متفرقة يزداد تباعدها مع مرور الوقت ويصبح الجو صافياً بشكل تدريجي، لكن درجة الحرارة تبقى مائلة للبرودة لبعض من الوقت.

شارك المقالة: