مدينة درعا في سوريا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة درعا:

مدينة درعاهي مركز البلدة وتبعد / 100 / كلم عن دمشق، أصل الكلمة هو الكنعاني وقد ذكره تحتمس (1490-1436) قبل الميلاد وهي مكتوبة بألواح الهيروغليفية باسم (أثراء)، كما ورد في العهد القديم باسم (إدرائي) بينما أطلق عليها الجغرافيون العرب (أثرات).

يمكن العثور على العديد من الآثار في المدينة مثل الكهف والمساكن القديمة، المدرج الروماني بقايا بعض الحمامات الرومانية طرق سكة حديد قديمة “سكة حديد الحجاز”، الجامع العمري القديم الذي له أهمية خاصة في عمارة المساجد في العصر الأموي والأيوبي، درعا تحتل مرتبة “استراتيجية، سياحية، تاريخية”، تبلغ مساحتها حوالي (3730) كيلو متر مربع.

بصرى مركز مدينة درعا:

تقع في سهل حوران الشاسع على بعد 145 كيلومترًا جنوب دمشق، هي مدينة قديمة للغاية ورد ذكرها في قائمتي تحتمس الثالث وإخناتون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، المدينة النبطية الأولى في القرن الثاني قبل الميلاد، لكنها عرفت خلال الفترة الهلنستية باسم البسترة، في وقت لاحق أخذ الرومان اهتمامًا نشطًا بالمدينة وفي عهد الإمبراطور تراجان أصبحت عاصمة مقاطعة الجزيرة العربية (في عام 106 قبل الميلاد) وكان يُطلق عليها اسم نياتراجانا بوسترا.

شهدت المدينة أعظم فترات ازدهارها وتوسعها بعد ذلك، وأصبحت مفترق طرق على طرق القوافل والمقر الرسمي ومكان إقامة المندوب الإمبراطوري، بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية لعبت بصرى دورًا مهمًا في تاريخ المسيحية المبكرة، كما ارتبط بظهور الإسلام، تم العثور على أقدم المآذن المربعة الإسلامية (التي لا تزال قائمة) في بصرى، والتي استمر دورها المزدهر كموقف مهم للحجاج في طريقهم إلى مكة حتى القرن السابع عشر.

الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في المدينة اليوم هو المسرح الروماني الشهير الذي بني في القرن الثاني الميلادي والذي يتسع لـ 15 ألف متفرج ويعتبر من أجمل المدرجات الرومانية في العالم وحافظت عليها جيدًا، يبلغ طول المرحلة 45، مترًا وعمقها 8 أمتار، في كل صيف تستضيف فنانين عرب وعالميين يرفهون عن الجماهير خلال مهرجان بصرى للفنون على خلفية مهيبة من الأعمدة والأقواس الرومانية.

تحتوي المدينة نفسها على عدد كبير من الآثار الرومانية وجزء من كنيسة البحيرة البيزنطية، بالإضافة إلى مسجد المبارك الذي يقال إنه أقيم في الموقع الذي توقف فيه جمل النبي للراحة، يوجد أيضًا مسجد عمر (ويسمى أيضًا مسجد العروس)، وهو الوحيد من نوعه المتبقي من الأيام الأولى للإسلام ولا يزال يحتفظ بشكله البدائي في القرن السابع، لا تزال هناك قلعة إسلامية مهمة تعود إلى العصر الأيوبي والمملوكي، وأحد أبراجها يضم الآن متحفًا للآثار والفنون التقليدية.

قلعة بصرى في مدينة درعا:

عند احتضان الماضي والحاضر، تقف القلعة شاهداً على حكايات العديد من الحضارات التي احتضنتها بصرى خلال فتراتها التاريخية، حيث وضعت الثقافة معظم فنها وخلقها في الحجارة لخلق فن رائع يروي قصة هذه الثقافة، إلا أن بصرى تعد واحدة من أهمها القلعة الموجودة في العالم.

وتتكون من ثلاثة أبراج هي الأبراج الجنوبية والشرقية والغربية التي تحد الأسوار الخارجية للمسرح، كما أن هذه الأبراج مرتبطة بجميع مداخل ومخارج المسرح، حيث تحتوي القلاع على أحد أهم المسرحيات التي الموجودة في العالم، القلعة محاطة بخندق مليء بالمياه المستخدمة للأغراض العسكرية، أخيرًا يتم الدخول إلى القلعة عن طريق جسر خشبي متحرك يرتكز على خمسة أقواس لتحريكه عند الحاجة.

مسرح بصرى في مدينة درعا:

يجمع هذا المبنى روعة البناء ودقة الفن الجميل، وهو المسرح المثالي الوحيد الذي لا يزال يحتوي على معظم أجزائه وعناصره منذ العصر الروماني، المدرج منحوت من الحجر البازلتى ويظهر بجميع أجزائه، كما أن المسرح التمثيلي وجميع فروعه ليست حامية ومزخرفة بمحراب وأبواب كبيرة ورواق مسقوف على النمط الشائع للمسرحية الرومانية، تتويج الأرضية المبنى كما يُعتقد أن المسرح يرتفع على قلعة من العصر النبطي.

تم بناء المدرج بنفس طراز المسارح الخيطية، حيث تنتشر جوانبها أكثر من نصفها على شكل دائرة وترتفع أسوارها أكثر من عشرين متراً، المدرج محاط بأبواب مبكرة ونوافذ علوية بعضها مفتوح والبعض الآخر مغلق، الأحدث يتسع لأكثر من 15000 متفرج ثلاثة أجزاء مفصولة بممرات، حيث الأبواب التي يدخلها ويخرجها المتفرجون مفتوحة طولها 45 م عرضها (8.5) م.

أكثر المواقع أهمية في مدينة درعا:

البوابة الغربية باب الهوى:

أول ما نراه في المدينة من الغرب هو (باب الهوى) وقد أنشئ في القرن الثاني الميلادي ويربط بقايا أثرية السور من جانبين ويتكون من قوس مرتفع مغطى بطبقة بازلتية، توجد محاريب على الواجهتين، عرض المدخل 5 م والواجهة حوالي 11 م.

السوق البري:

بني في القرن الثاني الميلادي، ويقع هذا السوق في الجهة الشمالية من الشارع المستقيم المتصل بين بوابة المدينة الغربية وبوابة النبطاني عند تقاطعها مع الشارع القادم من نبع الجاهر، وقد تم تزيين هذا السوق الأرضي بأربعة دعامات للأعمدة، وكان يعتقد هذا المبنى مكون من طابقين العلوي به ممر يطل على الساحة العامة من الشمال وعلى الرواق من الجنوب، ولكن ما زال حتى الآن، الآن هو الدرج السفلي تم استخدام أحدثها كمخزن للبضائع في الليل، طولها (106) م وعرضها (5) م وارتفاعها (4) م، أضاءته (34) نافذة من الجهة الجنوبية، بالإضافة إلى ذلك هناك ستة أبواب تتحكم في الساحة العامة من الشمال.

القوس المركزي (باب الكندل):

تم بناؤه في القرن الثالث الميلادي ليخلد انتصار القائد لـ “بارتيا جروب” أي جوليانوس في عهد الإمبراطور العربي “فيليب” وقدم جوليانوس تضحيات للآلهة عند عودته من المعركة، كما كان شائعًا خلال العصر الروماني، يتكون القوس المركزي من جبهتين والوجه الجنوبي يتداعى بقوة الزلازل وتتكون الواجهة الشمالية من ثلاثة أقواس، أعلاها هي الوسط ويصل ارتفاعها إلى 13 مترًا.


معبد حوريات الماء:

الأجزاء المتبقية من المعبد هي (أربعة أعمدة من التيجان الكورنثية)، يصل ارتفاعه إلى 14 م وقطره 1.20 م، يستخدم كمكان للري عند تقاطع الشارع الرئيسي مع الشارع الممتد من الحمامات إلى المسجد العمري، وقد تهدمت أجزاء المعبد بقوة الزلازل.

السوق الرئيسي قوافل دبس السكر وخان الدبس:

خصص لعرض الصناعات والمحاصيل الزراعية المعروفة بالمنطقة، وكان للبناء سقف وساحة كبيرة، بلغ طوله 70 م وعرضه 20 م ويتكون السقف من أحجار بركانية محترقة وجير ورمل، كما تم تزيين الفناء بمنافذ كبيرة وصغيرة وأحجار بارزة مخصصة لنصب التماثيل، كانت تحرس التجار ضد المطر في الشتاء والحرارة والغبار في الصيف.

الحاج- بركة:

تم بناؤه في العصر الأيوبي كمكان لسقي الحجاج الذين مروا ببصرى أثناء مغادرتهم إلى مكة وعودتهم وأيضاً لتزويد خندق القلعة وآبار مياهها بطول (155) م وعرض (122) م العمق (8) م من الشرق (12) م من الجانب الغربي، في الوسط مربع دعم لإراحة السباحين، حيث قال المؤرخون إنها تنتمي إلى العصر الروماني.

مدرسة أبو الفداء:

أطلق عليه أهلها اسم مسجد الدباغة في الواقع هي مدرسة أقيمت في عهد (سلطان أبو الفداء إسماعيل) في حياته ثم مقبرة بعد وفاته كالكتابة على الوجه الجنوبي التي تطل على (بركة الحاج)، تشير الألواح إلى أنها بُنيت عام 1225 م، وتتكون المدرسة من قاعة وست غرف تضم المقبرة، ويتكون سقف القاعة من درجات باب حجرية مستطيلة تتكئ على ستة أقواس مرتفعة، ولكن سقف غرفة المقبرة عبارة عن قبة من الطوب.

غرفة حمام منجق:

شيد في عهد الأتابكي في نهاية القرن الثاني عشر (الثاني عشر) في الجهة الشرقية المواجهة للمسجد العمري من قبل وكيل سوريا ودمشق، هو نوع رائع من الهندسة المعمارية في منتصف العمر، حيث يرتفع على قطعة أرض عصره 14 × 45 أحدثها يتكون من ثلاثة أجنحة الاستقبال والحمام وغرف الخدمة، بالإضافة إلى صالة واسعة وثلاث خزانات مستطيلة.

قصر رأس القديسين:

يقع بالقرب من الجهة الشرقية من كنيسة الكاتدرائية، تعد أهم وأجمل الآثار المعمارية في سوريا، وهي تقع بين بناء المعبد النبطي وبركة الحاج، القصر مقر للحاكم العربي.

المصدر: موسوعة دول العالم حقائق وأرقام، محمد الجابريتاريخ حوطة بني تميم، إبراهيم بن راشد التميميفجر الإسلام، أحمد أمينلحظة تاريخ، محمد المنسي قنديل


شارك المقالة: