مقدّمة عامّة عن السّياحة:
للسّياحة أهمية خاصّة لمُعظم شُعوب العالم منذ العُصور القديمة، وتضاعفت أهميتها مع تزايد دورها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والتكنولوجي والسياسي.
حيثُ شَهِد قطاع السّياحة في العالم نمّواً متزايداً وأصبحت السياحة صناعة هامة في عصرنا الحاضر، تؤثّر بصورة فعّالة في الاقتصاد الوطني وتَغيُّر من المستوى الاجتماعي فيه بل أصبحت علماً من العلوم الحديثة ترتبط بعلم الاقتصاد، وصناعة تصديرية تضع على أساسها بعض الدول استراتيجياتها التنموية.
و تمثل السياحة الدولية في ظل العولمة إحدى الرهانات الأساسية بين البلدان ذات الطابع السياحي وبين مُختلف المُتعاملين الاقتصاديين، هذا ما يفرض على هذه البلدان الانفتاح الاقتصادي على الاستثمار الخاصّ المحلي والأجنبي، ودفع عملية الشراكة الدولية.
فتطوّر السّياحة لا يعتمد على توفير الموارد السياحية ومناطق الجذب السياحي، وإنّما في كيفية استغلال واستخدام تلك الموارد في عملية تنمية السياحة، وكذلك تعاون كافة العناصر والإمكانيات وجهود القطاعات التي لها علاقة مُباشرة أو غير مُباشرة بالقطاع السياحي، ولن يتم ذلك إلّا من خلال:
تنمية التسويق السياحي، وتطبيق مفاهيم وأساليب التسويق الحديث في مجال السياحة، وقد واكبت هذه التوجهات تغييرات موازية في كثير من مجالات الخدمة السياحية، وما تتّصف به من خصائص مُمّيزة، إذ أصبح التسويق السياحي ضرورة تقتضيها الطبيعة التنافسية للأسواق التي تعمل فيها المؤسسات السياحية، حيثُ أنّ المُنافسة الحادّة دعت المؤسسات السياحية إلى أن تفكر جدياً في الكيفية التي يمكن بها مواجهة التحديات التي تفرضها تلك المنافسة، كما أنّ ديناميكية الحاجات والرغبات بالنسبة للخدمة السياحية، ساعدت على بلورة اتجاهات حديثة لدى المؤسسات السياحية ممّا ساهم في تعزيز المفهوم التسويقي في تأدية وتقديم الخدمة السياحية، فظهر المفهوم الحديث للتسويق، الذي يرتكز على المُستهلك، ويتّخذ من إشباع حاجاته ورغباته، محوراً أساسياً تدور حولهُ جميع الجهود والأنشطة التسويقية.
ولم يقتصر النشاط التسويقي على السلع والخدمات النمطية، بل امتدّ إلى صناعة السياحة باعتبارها تُمثّل مصدراً مُهماً من مصادر الدخل في المجتمعات الحديثة، حيثُ اهتمت بعض الدول العربية بهذه الصناعة اهتماماً كبيراً لتنويع مصادر الدخل لديها، واستغلال ثرواتها الطبيعية والتاريخية استغلال أمثل وذلك ليُحقّق أكبر عائد اقتصادي.