نباتات الصحاري الحارة والمعتدلة

اقرأ في هذا المقال


ما هي نباتات الصحاري الحارة والمعتدلة؟

إن من أهم ما يميز مناخ الصحاري هو أن أمطاره تكون قليلة جداً، بحيث لا تزيد عن 25 سنتيمتراً خلال العام، وأن المدى اليومي والفصلي لدرجة الحرارة فيه يكون مرتفع جداً، ومن النادر أن تغطى سماء الصحاري بالغيوم، ولهذا فإن أشعة الشمس تكون مسلطة على سطح الأرض طوال فترة النهار تقريباً، كما لا يستثنى من ذلك إلا بعض الصحاري الساحلية، حيث يكثر ظهور الضباب في ساعات الصباح الباكر.
وكما ترتب على هذا النوع من المناخ ظهور حياة نباتية فقيرة، حيث تتكون في مجملها من أنواع تكون عندها القدرة على تحمل الجفاف الشديد أو تتحايل عليه فمن هذه النباتات ما هو قصير العمر جداً، بحيث يستطيع أن يُتم حياته في بعض الأحيان خلال فترات لا تزيد على شهر واحد بعد هطول الأمطار مباشرة، ومن ثم يموت ويترك بذوره في الأرض حتى تبدأ الأمطار بالهطول مرة أخرى فينمو من جديد، ومنها ما يخزن الماء داخل جذوره، أو في أوراقه وسيقانه كما هو الحال في نبات الصبار (Cactus)، ومنها ما يستطيع أن يتعمق بجذوره في الأرض حتى يستفيد من رطوبتها أو يصل إلى مستوى المياه الجوفية في بعض الأحيان.
وحيث يكون هذا النوع الأخير في الغالب عبارة عن شجيرات ذات ارتفاع قليل وأوراق شوكية مثل السنط، وتمتاز الصحاري الساحلية بظهور بعض أنواع النباتات التي يكون لها القدرة على امتصاص بخار الماء من الجو ومن الضباب أو من نقط الندى التي تتكون عليها، ومن الممكن أن تختلف النباتات من بقعة إلى أخرى كذلك تبعاً لطبيعة سطح الأرض الذي يكون في بعض الجهات صخريًّا، بينما يكون في بعضها الآخر مغطى بطبقة من الرمال والكثبان الرملية، أو بطبقة من الحصى والزلط، والجهات الصخرية والحصوية هي في الغالب تكون أفقر الجهات الصحراوية في العالم.
ومن أصلح المواضع لنمو النباتات في الصحراء هي المواضع التي ينخفض مستوى سطحها نسبياً عما حولها، حيث تنحدر إليها مياه الأمطار القليلة، وتكون تربتها في الغالب مكونة من المواد الطينية والرملية الناعمة التي تجلبها المياه المنحدرة من الجوانب، كما تكثر النباتات كذلك حول التلال التي تنحدر على جوانبها مياه الأمطار، وفي الوديان التي تنحدر فيها مياه السيول، والدالات التي تتكون في بعض الأحيان عند نهايات هذه الوديان.
بصرف النظر عن رعي عدد قليل من الحيوانات التي لا تكون بحاجة إلى مراعٍ غنية مثل الماعز والجمال، حيث تنحصر الأهمية الاقتصادية للصحاري حالياً من ناحيتين هما:

  • الزراعة التي تقوم داخل وديان الأنهار، أو في الواحات وذلك يكون بحسب المياه الباطنية، أو على مياه الأمطار التي تهطل على جوانب التلال والواحات إمَّا أن تتكون في المنخفضات التي يقترب فيها مستوى الماء الباطني من سطح الأرض، كما هو الحال داخل الواحات التي توجد في صحراء مصر الغربية مثل سيوة والبحرية وأغلب الواحات الأخرى التي توجد في الصحاري المدارية، أو تنشأ عند قاعدة الجبال التي توجد أحياناً في قلب الصحراء أو على حافاتها، حيث تكون أمطارها في العادة أكثر نسبياً من السهول التي حولها.
    ومن الأمثلة على ذلك الواحات التي تكون موجودة حول مرتفعات تيبستي والحجار في الصحراء الكبرى وأغلب الواحات التي توجد في صحاري وسط آسيا، والأحواض الصحراوية التي تنحصر بين سلاسل جبال روكي والإنديز، وكما يعتبر نخيل البلح من أهم المحاصيل التي يتم زراعتها داخل واحات الصحاري المدارية التي تكثر فيها كذلك زراعة الشعير والذرة والزيتون، أمَّا في الصحاري المعتدلة فتكثر زراعة كل من القمح والشعير وبعض الفواكه مثل الكروم والتفاح والكمثرى.
  • استغلال الثروة المعدنية التي توجد داخل بعض الصحاري وبالأخص زيت البترول.
    وبسبب فقر الحياة النباتية داخل الصحاري، فإن الحيوانات التي من الممكن أن تعيش فيها تكون جداً قليلة، وهي تعيش في العادة داخل الواحات وعلى الحافات التي تمثل مرحلة الانتقال بينها وبين أقاليم الحشائش المجاورة، ومن أهم هذه الحيوانات هي الجمل ذو السنام الواحد والغزال والوعل، وتوجد كذلك كثير من الزواحف مثل السحالي والأفاعي والقليل من الحيوانات القارضة الصغيرة، حيث أغلبها يختفي خلال النهار ولا يظهر إلا أثناء الليل، كما أن معظمها يتميز بلونه الذي لا يختلف كثيراً عن رمال الصحراء، وهذه ميزة تجعل من السهل عليها الاختفاء من أعدائها.

شارك المقالة: