ما هو التوزيع العام للنباتات الطبيعية؟
رغم أن الإنسان قد تعمد في أغلب بقاع العالم في إزالة النباتات الطبيعية بأنواعها المختلفة سواء لإحلال الزراعة محلها أو لأي غرض آخر، فإن الحياة النباتية الطبيعية التي بقيت موجودة فوق سطح الأرض تعتبر رغم قلتها بالنسبة لما كانت عليه من قبل من أهم موارد الثروة الطبيعية في العالم، وخاصة إذا قمنا بإضافة الحياة الحيوانية إليها والتي تعيش فيها أو عليها، سواء في ذلك تلك الحيوانات التي استأنسها الإنسان على مر العصور واستخدمها لأشيائه الخاصة، أو تلك التي ما زالت تعيش برياً في أماكن كثيرة، وأهمها أماكن الغابات والحشائش في العروض المختلفة.
ويمكننا أن ندرك كُبر الأهمية الاقتصادية للنباتات الطبيعية إذا تصورنا مثلاً مقدار ما يستهلكه العالم كل يوم من الأخشاب من أجل أغراض البناء أو صناعة الأثاث، أو في مد السكك الحديدية وصناعة السفن، أو في غير ذلك من الأغراض.
إن المصدر الأساسي لجميع هذه الأخشاب هو الغابات الطبيعية التي تنمو في أماكن معروفة من العالم، وقد بدأت كثير من الدول المتحضرة خصوصاً في أوروبا وأمريكا، تدرك الخطر الذي يهدد بزوال غاباتها الطبيعية، نتيجة لكثرة الطلب عليها من ناحية ولطغيان الزراعة عليها من ناحية أخرى.
فوضعت لذلك بعض القوانين التي تنظم عن طريقها استغلال ما تبقى من هذه الغابات، كما بذلت مجهودات كبيرة لزراعة غابات جديدة، من أجل أن يتم تعويض النقص الناتج عن كثرة الاستهلاك، ويمكننا كذلك أن نتبين الأهمية الكبرى للحياة النباتية الطبيعية إذا تم معرفة ما يستهلكه العالم من لحوم وجلود وأصواف يأتي أغلبه من المناطق ذات المراعي الطبيعية، التي تتربى عليها أعداد كبيرة من الماشية والأغنام، كما هو الحال في مراعي أوروبا والأمريكتين وأستراليا.
المناخ هو العامل الرئيسي الذي يتحكم في توزيع الحياة النباتية فوق سطح الأرض، خصوصاً وأن التربة نفسها، وهي من العوامل التي تتدخل أيضاً في حياة النباتات، وتستمد أغلب خواصها من الظروف المناخية السائدة، كما أن الأمطار هي أهم عنصر مناخي تكون متوقفة عليه كثافة ومظهر الحياة النباتية، فعلى فرض عدم الاختلاف في درجة الحرارة فإننا نجد بأن النباتات في الأقاليم الماطرة، تكون أكثر كثافة منها في الأقاليم قليلة المطر أو الجافة.