فوائد السيتوكينات في حليب الثدي
يعتبر حليب الأم أفضل مصدر لتغذية الرضع لاحتوائه على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية والمكونات النشطة بيولوجيا التي تعزز نمو وتطور حديثي الولادة. أحد هذه المكونات هو السيتوكينات ، وهي مجموعة من جزيئات الإشارة التي تلعب دورًا حيويًا في تنظيم المناعة والالتهابات.
يتم إنتاج السيتوكينات بواسطة الخلايا المناعية والخلايا الظهارية المبطنة للغدة الثديية وهي موجودة في حليب الثدي بتركيزات مختلفة. لقد ثبت أنها تلعب دورًا مهمًا في تطوير جهاز المناعة لدى الرضيع ، مما يساعد على الحماية من العدوى والأمراض.
أظهرت الأبحاث أن السيتوكينات في حليب الثدي يمكن أن تعدل بشكل مباشر الاستجابة المناعية للرضيع ، من خلال التأثير على وظيفة وتمييز الخلايا المناعية المختلفة مثل الخلايا التائية والخلايا البائية والخلايا القاتلة الطبيعية. على سبيل المثال ، تبين أن السيتوكين إنترلوكين 10 (IL-10) الموجود في حليب الثدي يعزز نمو الخلايا التائية المنظمة ، والتي تساعد على منع اضطرابات المناعة الذاتية والحساسية.
تحتوي السيتوكينات في حليب الأم أيضًا على خصائص مضادة للالتهابات ، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب في أمعاء الرضيع والوقاية من الأمراض مثل التهاب الأمعاء والقولون الناخر (NEC) ، وهي حالة معوية تهدد الحياة وتؤثر على الأطفال الخدج. ثبت أن السيتوكينات مثل إنترلوكين 6 (IL-6) وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α) الموجودة في حليب الثدي تلعب دورًا وقائيًا ضد NEC من خلال تقليل الالتهاب وتعزيز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.
علاوة على ذلك ، فقد ثبت أن السيتوكينات في حليب الثدي تعزز نضج حاجز الأمعاء لدى الرضيع ، مما يساعد على منع مرور مسببات الأمراض والسموم الضارة إلى مجرى الدم. ثبت أن السيتوكينات مثل تحويل عامل النمو بيتا (TGF-) الموجود في حليب الثدي يعزز سلامة حاجز الأمعاء من خلال تعزيز نمو الخلايا الظهارية وزيادة إنتاج المخاط.
في الختام ، تلعب السيتوكينات في لبن الأم دورًا مهمًا في تعزيز نمو ونضج جهاز المناعة لدى الرضيع والوقاية من العدوى والأمراض. يجب تشجيع الأمهات المرضعات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية ، لأن حليب الثدي ليس فقط مصدرًا للعناصر الغذائية الأساسية ولكنه يحتوي أيضًا على مكونات نشطة بيولوجيًا مثل السيتوكينات التي توفر فوائد صحية إضافية للمواليد الجدد.