مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) هو اضطراب هضمي شائع يحدث عندما يتدفق حمض المعدة مرة أخرى إلى المريء ، مما يسبب تهيجًا والتهابًا. في حين أن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة لها فوائد عديدة للرضع والأطفال الصغار ، إلا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.
وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة أمراض الجهاز الهضمي والتغذية لدى الأطفال أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي عند الرضع. واقترح الباحثون أن هذا قد يكون بسبب احتواء حليب الثدي على نسبة عالية من الدهون والبروتين ، مما قد يؤخر إفراغ المعدة ويزيد من إنتاج حمض المعدة ، وكلاهما من عوامل خطر الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي.
وجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة طب الأطفال أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من أربعة أشهر ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 7 سنوات. يمكن أن يتسبب في انتفاخ المعدة وزيادة الضغط على العضلة العاصرة للمريء السفلية ، مما يؤدي إلى ارتجاع المريء.
ومع ذلك ، من المهم ملاحظة أن هذه الدراسات ليست قاطعة وأن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تسهم في تطور مرض ارتجاع المريء ، بما في ذلك العوامل الوراثية ونمط الحياة والنظام الغذائي. بالإضافة إلى ذلك ، وجدت دراسات أخرى أن الرضاعة الطبيعية قد يكون لها في الواقع تأثير وقائي ضد ارتجاع المريء ، خاصة عند الرضع المعرضين لخطر أكبر بسبب تاريخ العائلة أو عوامل أخرى.
بشكل عام ، العلاقة بين الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة والارتجاع المعدي المريئي معقدة وتتطلب مزيدًا من البحث. يجب على الآباء التشاور مع مقدمي الرعاية الصحية لتحديد أفضل ممارسات التغذية لأطفالهم ومعالجة أي مخاوف بشأن ارتجاع المريء أو اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى.