اقرأ في هذا المقال
تأثير الدافعية على تعلم وأداء المهارات الرياضية:
إن الأداء الرياضي للمهارات الرياضية الحركية يتأثر بمجموعة من العوامل، حيث تعتبر الدافعية الرياضية من أهم تلك العوامل، وأكثرها تأثيراً على مستوى تعلم وأداء الرياضي للمهارات الرياضية؛ فعندما لا تتوفر الدافعية الرياضية للتعلم فإن اللاعب سوف لن يتدرب بالشكل المطلوب، وقد يتوقف عن التدريب الرياضي تماماً ممّا ينتج عن ذلك نقص بالتعلم أو توقف اللاعب نهائياً؛ حيث يؤثر مستوى الدافعية للاعب قبل وأثناء أدائه للمهارات الرياضية على أسلوب تنفيذه لها، وعلى النتائج التي يحققها والتي تظهر من المعادلة التالية:
الأداء = القدرات * الدافعية الرياضية.
أي (سلوك في ظرف معين = وراثية تعلم خبرات * اتجاهاتك وتوقعاتك وأحاسيسك). ونلاحظ من خلال المعادلة أن الأداء الرياضي الحقيقي للاعب يعتمد على جزئين مهمين وهما:
- توفر بعض الخصائص الوراثية التي تساعد الرياضيين على التفوق في مجال رياضي معين، والتدريب الجيد ووجود الخبرات الرياضية السابقة التي من الممكن أن تكون مهمة للتفوق الرياضي في ذلك المجال.
- إن الأداء الرياضي يعتمد على السلوكات الانفعالية للرياضي، وهذا يتمثل في المواقف الرياضية والأحاسيس ومستوى الاستثارة والتوقعات الرياضية. وبذلك فإن تطوير وتحسين هذه المتغيرات النفسية بجانب التدريب الرياضي على تطوير الكفاءة الوظيفية والإعداد البدني والمعرفي، سينتج عنه تحقيق مستويات الأداء الرياضي المميزة التي يتم اكتشافها في المجالات الرياضية. وقد أشار العالم سنجر (هو عالم نفس أمريكي) إلى أن الدافعية الرياضية من غير التعلم تؤدي إلى أنشطة غير موجهة، بينما تؤدي محاولة التعلم في غياب الدافعية الرياضية إلى توقف الأنشطة الرياضية.
كيفية تأثير الدافعية على السلوك الرياضي:
- تعمل الدافعية الرياضية على توجيه السلوك الرياضي نحو كيفية تحقيق أهداف رياضية معينة، فاللاعبون يضعون لأنفسهم أهدافاً ويعملون على توجيه سلوكهم لتحقيق هذه الأهداف، والدافعية الرياضية تؤثر على اختيارهم، مثال: (هل يتابع مباراة كرة القدم؟ أم يكتب بحثاً مُكلَّفاً به؟)
- تعمل الدافعية الرياضية على زيادة الجهد الذى يبذله الرياضيون لتحقيق الأهداف الرياضية، وهي التي تقوم بتحديد مدى متابعة اللاعب لمهاراته أو أعماله بإصرار وشغف أو بكسل وتراخي.
- تعمل الدافعية الرياضية على زيادة المبادرة للقيام بالأنشطة الرياضية المختلفة، والإصرار على أدائها؛ فاللاعب عندما يزداد احتمالية بدايته في مهمات فهو يريد بالفعل القيام بها، ويزداد بذلك احتمالية التواصل في أداء هذه المهام حتى يتم القيام بها وإنجازها، حتى وإن واجه العوائق في طريقه.
- تعمل الدافعية الرياضية على التحسين في تجهيز المعلومات والمفاهيم، فهي تؤثر في نوع المعلومات التي تؤخذ وفي طريقة تداولها، وأصحاب الدافعية الرياضية العالية من الطلاب غالباً ما ينتبهوا إلي المواضيع التي تهمهم؛ فالانتباه جزء أساسي ومهم في تخزين المعلومات في الذاكرة خاصة الذاكرة طويلة الأمد، وبذلك فهم يحاولون أن يفهموا المادة الرياضية وأن يتعلمون بطريقة ذات معنى أفضل من التعلم السطحي لها، واللاعبين أصحاب الدافعية الرياضية أكثر احتمالية للسعي في الحصول علي مساعدات في الرياضة لإنجاز مهمات رياضية حين يشعرون بالحاجة إليها، وقد يقومون بطلب توضيح أو تفسير أو مزيد من الفرص لممارسة الرياضة.
- تعمل الدافعية الرياضية على تحديد النتائج الرياضية والعواقب التي تعمل على تعزيز اللاعبين وتدعمهم؛ فكلما زادت الدافعية الرياضية لدى اللاعبين بهدف تحقيق النجاح الرياضي، ازداد اعتزازهم بأنهم سوف يصلون إلى تقديرات ممتازة، وبذلك ازداد القلق لديهم من خشية الحصول علي مستوى منخفض، وكلما ازدادت الرغبة لدى اللاعبين في أن يتم احترامهم من قبل زملائهم وأن يتلقوا قبولاً لديهم، ازداد معنى الاتحاد في الجماعة وارتفع مستوى السخرية من قبل اللاعبين الزملاء.
- تؤدى الدافعية الرياضية إلى تحسين السلوك الرياضي؛ بسبب التأثيرات الرياضية الموجودة، والسلوك الرياضي يهدف لتحقيق الأهداف الرياضية، زيادة الطاقة والجهد المبذول ، المبادرة والمحاولة والاستعداد المعرفي والتعزيزالرياضي، وكثيراً ما تؤدي الدافعية في المجال الرياضي إلي تحسين وتطوير وتقوية الأداء الرياضي.
- تعمل الدافعية الرياضية على تعزيز الرياضي بشكل مستمر وفي كل مباراة؛ حيث يتم تعزيز ودعم الرياضي علـى أي استجابة رياضية صحيحة، أو على أي إنجاز رياضي يحققه حتى لو كان هذا الإنجاز بسيطاً، ويجب على المدرب الرياضي أن لا يستخف بأي استجابة رياضية يقدمها اللاعبين، فيحدث التعزيز المادي من خلال الدرجات والنشاطات الترويحية، والتعزيز المعنوي من خلال المدح للاعبين والثناء عليهم كاستخدام بعض الكلمات مثل: (رائع، ممتاز، بطل، استمر).
