أسباب التهاب الكبد المزمن

اقرأ في هذا المقال


أسباب التهاب الكبد المزمن

التهاب الكبد المزمن هو حالة تتميز بالتهاب الكبد على المدى الطويل. على عكس التهاب الكبد الحاد، الذي عادة ما يُشفى من تلقاء نفسه، يستمر التهاب الكبد المزمن لأكثر من ستة أشهر ويمكن أن يؤدي إلى تلف الكبد الشديد وتليف الكبد وحتى سرطان الكبد. يعد فهم أسباب التهاب الكبد المزمن أمرًا بالغ الأهمية للوقاية والكشف المبكر والإدارة الفعالة لهذه الحالة التي قد تهدد الحياة.

  1. اصابات فيروسية: الفيروسات هي السبب الرئيسي وراء التهاب الكبد المزمن، حيث تشكل عدة أنواع منها خطرًا كبيرًا. يعد فيروس التهاب الكبد B (HBV) وفيروس التهاب الكبد C (HCV) من أكثر الأسباب الفيروسية شيوعًا. يمكن أن تنتقل هذه الفيروسات عن طريق الدم الملوث، والاتصال الجنسي غير المحمي، ومن الأم المصابة إلى مولودها الجديد أثناء الولادة.
  1. التهاب الكبد المناعي الذاتي: في بعض الحالات، يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة خلايا الكبد عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى التهاب الكبد المناعي الذاتي. السبب الدقيق لهذا الخلل في الجهاز المناعي ليس مفهومًا تمامًا، لكن العوامل الوراثية والمحفزات البيئية قد تلعب دورًا. يعد التهاب الكبد المناعي الذاتي أكثر شيوعًا عند النساء وغالبًا ما يحدث عند الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض المناعة الذاتية.
  1. استهلاك الكحول: يعد استهلاك الكحول المفرط ولفترات طويلة أحد الأسباب المعروفة لأمراض الكبد المزمنة، بما في ذلك التهاب الكبد المزمن. يقوم الكبد باستقلاب الكحول، وقد يؤدي تعاطي الكحول المزمن إلى التهاب وتندب وتليف الكبد. من المهم ملاحظة أنه ليس كل من يشرب بكثرة سيصاب بالتهاب الكبد المزمن، ولكن الخطر يزداد بشكل كبير.
  1. مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD): يتميز مرض الكبد الدهني غير الكحولي بتراكم الدهون في خلايا الكبد، ولا علاقة له باستهلاك الكحول. في بعض الحالات، يمكن أن يتطور مرض NAFLD إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، مما يسبب الالتهاب ويؤدي إلى التهاب الكبد المزمن. تشمل عوامل خطر الإصابة بـ NAFLD السمنة، ومرض السكري من النوع 2، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
  1. الأدوية والسموم: يمكن أن تساهم بعض الأدوية والتعرض للسموم في الإصابة بالتهاب الكبد المزمن. بعض الأدوية، عند تناولها على مدى فترة طويلة أو بجرعات عالية، قد تسبب التهاب الكبد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض للمواد الكيميائية الصناعية والسموم البيئية يمكن أن يكون له تأثير ضار على صحة الكبد.

التهاب الكبد المزمن هو حالة معقدة لها عوامل مساهمة متعددة. إن فهم هذه الأسباب أمر بالغ الأهمية للوقاية والإدارة الفعالة. يجب أن يكون الأفراد على دراية بعوامل الخطر المرتبطة بالعدوى الفيروسية، وعمليات المناعة الذاتية، واستهلاك الكحول، وأمراض الكبد الدهنية، والتعرض للمواد الضارة.

المصدر: "Harrison's Principles of Internal Medicine" by Dennis L. Kasper et al."Zakim and Boyer's Hepatology: A Textbook of Liver Disease" by Thomas D. Boyer et al."Textbook of Hepatology: From Basic Science to Clinical Practice" by Juan Rodés et al.


شارك المقالة: