النظام اللحافي: حماية الجسم، تركيبه، وظائفه وأمراضه

اقرأ في هذا المقال


النظام اللحافي

يتكوّن النّظام الّلحافي من الجلد والشعر والأظافر والغدد والأعصاب. وظيفته الرئيسية هي العمل كحاجز لحماية الجسم من العالم الخارجي. كما أنّه يعمل على الاحتفاظ بسوائل الجسم والحماية من الأمراض والتخلُّص من النفايات وتنظيم درجة حرارة الجسم. من أجل القيام بهذه الأمور يعمل النظام اللغوي مع جميع أنظمة الجسم الأخرى، كل منها له دور يلعبه في الحفاظ على الظروف الداخلية التي يحتاجها جسم الإنسان للعمل بشكل صحيح.
يتكون الجلد من طبقتين هما الأدمة والبشرة، تشكّل هاتان الطبقتان معًا أكبر عضو في الجسم بمساحة تبلغ حوالي 2 متر مربع.

  • البشرة (Epidermis): هي الطبقة الخارجية وتوجد فوق الأدمة. حيث أنه لا يوجد تدفق مباشر للدم على البشرة وبالتالي فإن الخلايا هذا النسيج الحرشفي الطبقي يحصل على المغذيات والأكسجين من خلال خاصية الانتشار.
    تقوم هذه الطبقة أيضًا بتخفيف الأنسجة الكامنة وتحميها من الجفاف من البيئات الحارة والجافة، يتم فقدان الماء أولاً من هذه الطبقة وبالمثل فإنّ التعرض الطويل للماء أثناء الاستحمام أو أثناء السباحة يجعّد الجلد حيث يتم امتصاص الماء والاحتفاظ به في البشرة.
    تتكون البشرة من أربع طبقات هما الطبقة القاعدية والطبقة الشوكية والطبقة الحبيبية والطبقة القرنية. في كل من هذه الطبقات تخضع الخلايا الكيراتينية لخطوات متتالية في التمايز بدءًا من الطبقة التكاثرية في الطبقة القاعدية الأساسية التي تحتوي على الخلايا الجذعية للخلايا الكيراتينية.
    بعد الانقسام تهاجر الخلايا إلى الخارج لتشكل طبقة من الخلايا الشوكية تسمى الطبقة الشوكية وتتشارك نوى هذه الخلايا في المقام الأول في نسخ كميات كبيرة من الكيراتين وغيرها من الألياف الدقيقة التي تشكل تقاطعات خلايا غير منفذة.
    الطبقة التالية من البشرة تسمى الطبقة الحبيبية وتحتوي على الخلايا الكيراتينية مع السيتوبلازم الحبيبي. تتميز هذه المرحلة من نضوج الخلايا الكيراتينية بتكوين الحاجز الدهني للجسم.
    إنّ وجود حبيبات keratohyalin أمر مهم لتشابك خيوط الكيراتين وخلايا الجفاف لتشكيل طبقات ضيقة ومترابطة من الخلايا التي تؤدي وظيفة الحاجز للجلد. الطبقة الخارجية تسمى الطبقة القرنية وتتعرض مباشرة للبيئة الخارجية وتتكون من طبقات متعددة من الخلايا الكيراتينية المتمايزة بشكل نهائي والتي تسمى أيضًا بالقرنية.
    لا تحتوي هذه الخلايا على نواة وتحتوي على كميات وفيرة من خيوط الكيراتين. توفر هذه الطبقة من البشرة قوة ميكانيكية وصلابة لبنية الجلد. هذه الخلايا المُعلنة مقاومة للهجوم الفيروسي ويتم استبدالها كل 15 يومًا، مما يمنعها من أن تصبح مستودعًا للعدوى.
    تحتوي أجزاء الجلد التي لا تحتوي على بصيلات شعر على طبقة إضافية من الظهارة تسمى الطبقة الواضحة المحصورة بين الطبقة الحبيبية والطبقة القرنية. هذه الطبقة الإضافية تجعل ظهارة هذه المناطق أكثر سمكًا من تلك الموجودة في أجزاء أخرى من الجسم. عادة، هذه الطبقة هو الجلد الموجود على راحة اليدين وباطن القدمين، بالإضافة إلى الطبقة الواضحة التي يتم تزويده أيضًا بنهايات عصبية.
  • الأدمة (Dermis): هي الطبقة الثانية من الجلد ويطلق عليه أحيانًا الجلد الحقيقي لأنّه مزوّد بالأوعية الدموية والنهايات العصبية. توجد الغدد الدهنية والغدد العرقية أيضًا في الأدمة. أقرب ما تصل إليه الأدمة إلى البيئة الخارجية هي في هياكل تسمى الحليمات الجلدية. هذه هي إسقاطات تشبه الأصابع في البشرة وتشكل بصمات الأصابع على راحة اليد.
    تنتج الغدد الدهنية الزهم وهوإفراز زيتي شمعي يحتوي على العديد من الدهون. الخلايا التي تشكل الغدة الدهنية لديها عمر قصير للغاية أكثر من أسبوع. حيث أن أخمص القدمين خالية من الغدد الدهنية على الرغم من أن أجزاء الجلد بين أصابع القدم يتم تزويدها بشكل غني بهذه الهياكل.
    يشكل الزهم أيضًا جزءًا من شمع الأذن. يمكن أن توفر هذه الدهون بيئة غنية لنمو البكتيريا وبالتالي تساهم في رائحة الجسم في حال عندما تكون الغدد مسدودة أو عندما لا تتم إزالة الزهم بشكل دوري.
    تستضيف الأدمة أيضًا الغدد العرقية على عكس الزهم الذي هو إفراز مائي يحتوي على الشوارد الأملاح الصوديوم واليوريا وحتى كميات ضئيلة من حمض اليوريك. في حين تتم إزالة معظم منتجات النفايات القابلة للذوبان في الماء في البول، يساهم العرق أيضًا في إزالة بعض المنتجات الأيضية الثانوية للجسم. إن وجود العديد من الأحماض، مثل حمض اللاكتيك وحمض الخليك يجعل العرق حامضًا بشكل معتدل.
    القسم الفرعي من الغدد العرقية يسمى الغدد المفرزة التي تعمل على إطلاق البروتينات أو الكربوهيدرات أو الدهون أو الستيرويدات. يمكن أن يشجع العرق من هذه الغدد الى نمو البكتيريا ويشكل موقعًا للعدوى أو الرائحة أو الطفح الجلدي.
  • تحت الجلد( Hypodermis): في أعماق الأدمة طبقة من الأنسجة الضامة الرخوة المعروفة باسم تحت الجلد أو الأنسجة تحت الجلد. يعمل تحت الجلد بمثابة اتصال مرن بين الجلد والعضلات والعظام الكامنة بالإضافة إلى منطقة تخزين الدهون.
    يحتوي النسيج الضام الهالي في الجلد تحت الإيلاستين وألياف الكولاجين مرتبة بشكل فضفاض للسماح للجلد بالتمدد والتحرك بشكل مستقل عن الهياكل الكامنة. الأنسجة الدهنية في تحت الجلد تخزّن الطاقة في شكل الدهون الثلاثية. يساعد الدهون أيضًا على عزل الجسم عن طريق حبس حرارة الجسم الناتجة عن العضلات الكامنة.
  • الشعر(Hair): هو عضو ثانوي في الجلد مصنوع من أعمدة من الخلايا الكيراتينية الميتة المعبأة بإحكام الموجودة في معظم مناطق الجسم. تشمل الأجزاء القليلة الخالية من الشعر في الجسم السطح الراحي لليدين والسطح الأخمصي للقدمين والشفتين وغيرها، يساعد الشعر على حماية الجسم من الأشعة فوق البنفسجية عن طريق منع أشعة الشمس من ضرب الجلد. كما يعزل الشعر الجسم عن طريق حبس الهواء الدافئ حول الجلد.
    يمكن تقسيم بنية الشعر إلى ثلاث أجزاء رئيسية: الجريب والجذر والعمود. بصيلات الشعر عبارة عن انخفاض في خلايا البشرة في عمق الأدمة، تتكاثر الخلايا الجذعية في الجريب لتشكيل الخلايا الكيراتينية التي تشكل الشعر في حين تنتج الخلايا الصباغية صبغة تعطي الشعر اللون.
    داخل الجريب هو جذر الشعر جزء من الشعر تحت سطح الجلد. عندما ينتج الجريب شعرًا جديدًا تدفع الخلايا الموجودة في الجذر إلى السطح حتى تخرج من الجلد. يتكون جذع الشعر من جزء الشعر الموجود خارج الجلد.
  • الأظافر: هي أعضاء ملحقة بالجلد مصنوعة من صفائح من الخلايا الكيراتينية المتصلبة وتوجد على الأطراف البعيدة للأصابع. تعزز أظافر اليدين والقدمين أطراف الأرقام وتحميها وتستخدم في كشط ومعالجة الأشياء الصغيرة.
    هناك ثلاث أجزاء رئيسية من الظفر: الجذر والجسم والحافة الحرة. جذر الظفر هو جزء الظفر الموجود تحت سطح الجلد. جسم الظفر هو الجزء الخارجي الظاهر من الظفر. الحافة الحرة هي الجزء النهائي من الظفر الذي نما بعد نهاية الإصبع أو إصبع القدم.
  • الغُدد الزهرية: هي الغدد الإفرازية الموجودة في أدمة الجلد والمعروفة باسم الغدد العرقية. الغدد العرقية المفرزة يتم العثورعليها في كل منطقة تقريبًا من الجلد وتفرز إفرازًا من الماء وكلوريد الصوديوم، يتم توصيل عرق الإكرين عبر قناة على سطح الجلد ويستخدم لخفض درجة حرارة الجسم من خلال التبريد التبخيري. تم العثور على الغدد العرقية المفرزة بشكل رئيسي في المناطق الإبطية والعانة في الجسم.
    تمتد قنوات الغدد العرقية المفرزة إلى بصيلات الشعر بحيث يخرج العرق الناتج عن هذه الغدد من الجسم على طول سطح جذع الشعرة. تكون الغدد العرقية المفرزة غير نشطة حتى البلوغ وعندها تنتج سائلًا زيتيًا سميكًا تستهلكه البكتيريا التي تعيش على الجلد. ينتج عن هضم العرق المفرز بواسطة البكتيريا رائحة الجسم.
  • الغدد الدهنية: هي غدد إفرازية موجودة في أدمة الجلد وتفرز إفرازًا زيتيًا يعرف باسم الزهم. توجد الغدد الدهنية في كل جزء من الجلد باستثناء الجلد السميك لراحتَي اليدين وباطن القدمين. يتم إنتاج الزهم في الغدد الدهنية ويتم نقله عبر القنوات إلى سطح الجلد أو بصيلات الشعر. يعمل الزهم على مقاومة الماء ويزيد من مرونة الجلد. يعمل الزهم أيضًا على تليين البشرة وحمايتها أثناء مرورها عبر البصيلات إلى الجزء الخارجي من الجسم.
  • الغدد السيرومية: هي غدد إفرازية خاصة توجد فقط في أدمة قنوات الأذن. تنتج الغدد السيرومية إفرازًا شمعيًا يعرف باسم cerumen لحماية قنوات الأذن وتليين طبلة الأذن. يحمي الأذنين عن طريق حبس المواد الغريبة مثل الغبار ومسببات الأمراض المحمولة عن طريق الجو التي تدخل قناة الأذن. يتم تصنيع مادة Cerumen بشكل مستمر ويدفع ببطء المادة إلى الخارج باتجاه الجزء الخارجي من قناة الأذن حيث تسقط من الأذن أو تُزال يدويًا.

أمراض الجهاز اللحافي- الجلد

1- العدوى البكتيرية: الأكثر شيوعًا في الجلد هي على الأرجح حب الشباب. يُعرف تقنيًا باسم حب الشباب الشائع وعادة ما يكون من الآثار الجانبية للغدد الدهنية المفرطة النشاط. هذا صحيح بشكل خاص خلال فترة البلوغ عندما يمكن انسداد المسام والغدد الجلدية، مما يؤدي إلى نمو البكتيريا والعدوى. بعض هذه يمكن أن تكون جزءًا من النباتات الطبيعية للبشرة الصحية، في حين أن البعض الآخر مثل المكورات العنقودية يمكن أن يتسبب في عدوى موجودة.
2- العدوى الفطرية: هي شائعة خاصة في تلك المناطق حيث يتجمع العرق والزهم لفترات طويلة من الزمن مما يوفر بيئة غنية لنمو الفطريات. يمكن أن تكون هذه على طول حزام الخصر من السراويل والمناطق المرنة في الفساتين الضيقة أو الملابس الداخلية والمناطق بين أصابع القدم عندما تكون مغطاة بجوارب غير مغسولة أو أحذية رطبة.
تشمل الالتهابات الفطرية إصابة الرياضيين بالعدوى والعدوى الفطرية وعدوى السعفة. عادة ما تُرى بالطفح الجلدي على شكل حلقة أو متقشرة واحمرار وحكة وبثور. تعتبر القشرة عدوى بكتيرية وفطرية لفروة الرأس.
3- العدوى الفيروسية: أحد أكثر أنواع العدوى الفيروسية شيوعًا هو الهربس. يمكن أن ينتشر الهربس من خلال التلامس المباشر مع سوائل الجسم. عادة ما تكون هناك فترات مغفرة على الرغم من أنّ المرضى الذين لا يعانون من الأعراض يمكنهم نقل الفيروس. تنشأ القروح الباردة من الهربس الفموي وتشكل بثورًا حول الفم.
4- يمكن أن يتعرض الجلد أيضًا لاضطرابات وراثية مثل الصدفية أو البهاق. الصدفية هي اضطراب في المناعة الذاتية وينشأ البهاق عن النقص الكامل في الصبغات على الجلد.
5- يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية إلى حروق الشمس أو حتى سرطان الجلد، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبة الميلانين في جلد.


شارك المقالة: