الحمى القرمزية عند الأطفال scarlet fever

اقرأ في هذا المقال


يصاب العديد من الأطفال في أحد مراحل حياتهم بطفح جلدي مع ارتفاع في درجة الحرارة وهذا الطفح الجلدي قد يكون له العديد من الأسباب مثل الحصبة، الحصبة الألمانية، الداء الخامس،الجدري، الجدري المائي، مرض اليد والقدم والفم، والحمى القرمزية وغيرها من الأمراض المعدية التي لا بد لكل أم ولكل طبيب أطفال معرفتها والتفريق بينها.

تعريف الحمى القرمزية

الحمى القرمزية: هي عدوى بكتيرية بسبب بكتيريا تسمى البكتيريا المكورات العقدية من النوع أ group A streptococcus، حيث تصنع هذه البكتيريا سم يسبب طفح جلدي لونه أحمر فاتح يشبه اللون القرمزي والذي ينتشر في معظم أنحاء الجسم، وهذا الطفح الجلدي يشبه حرق الشمس الشديد مع وجود نتوءات تجعل منظره خشنًا، وقد يرافق هذا الطفح الجلدي الحكة، ويبدأ في التلاشي بعد حوالي 6 أيام، ويمكن علاجه باستخدام المضادات الحيوية، ودائمًا ما تكون مصحوبة بالتهاب الحلق وارتفاع شديد في درجة الحرارة.

سبب الإصابة بالحمى القرمزية

إن سبب الحمى القرمزية هو الإصابة بالبكتيريا المسببة لها، والتي قد تنتقل من شخص إلى آخر، حيث أن هذه البكتيريا تعيش في الأنف والحلق ولأن أغلب المصابين لا تظهر عليهم أعراض، بالتالي ينقلون هذه البكتيريا عن طريق عدة طرق، منها:

  • العطس، السعال، التحدث مع الآخرين الذي يؤدي إلى انتاج قطرات تنفسية صغيرة تحتوي على البكتيريا معلقة في الهواء، عند تنفس شخص آخر هذا الهواء تحدث العدوى.
  • من خلال لمس القروح المصابة على جسم الشخص المصاب أو لمس سائل من هذه القروح.
  • تناول الطعام أو شرب الماء من نفس وعاء أو كأس الشخص المصاب.
  • لمس سطح ملوث بالقطرات التنفسية المصابة بالبكتيريا العقدية، ثم وضع يده على فمه أو أنفه.

أعراض الحمى القرمزية

  • ارتفاع في درجة الحرارة، حيث تصل إلى 38.3.
  • احمرار الوجه مع شحوب حول الفم.
  • التهاب الحلق.
  • طفح جلدي أحمر، ذو ملمس خشن، يتحول للون الأبيض عند الضغط عليه، يظهر بعد الحمى بيوم إلى ثلاثة أيام.
  • صعوبة في البلع.
  • في بداية المرض تظهر طبقة بيضاء على اللسان.
  • جلد أحمر داكن لامع عند ثنيات الجلد تحت الإبط، عند الكوع، في المنطقة الإربية، حيث أن الطفح الجلدي يكون لونه أغمق في هذه الأماكن.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  • الغثيان والقيء وآلام في البطن.
  • تقشر في الجلد بعد أسبوع من المرض وهذا العرض يدل على بدء الشفاء من المرض.

عوامل خطر الإصابة بالحمى القرمزية

أي شخص معرض للإصابة بالحمى القرمزية، ولكن هناك عوامل تزيد من فرصة الإصابة بها مثل:

  • الإصابة بالتهاب الحلق.
  • العمر، الأعمار من 5-15 سنة أكثر عرضة للإصابة بالحمى القرمزية، حيث تعد نادرة الحدوث عند الأعمار الأقل من 3 سنوات.
  • التعامل مع شخص مصاب بالحمى القرمزية.
  • إصابة أحد أفراد العائلة بالحمى القرمزية.
  • الأماكن المزدحمة، مثل المدارس، مرافق الرعاية، تزيد من فرصة انتشار المرض.

مضاعفات الحمى القرمزية

تعد هذه المضاعفات نادرة الحدوث لكنها قد تحدث، يمكن أن تحدث إذا انتشرت البكتيريا إلى أجزاء أخرى من الجسم، من الأمثلة على هذه المضاعفات:

  • خراج حول اللوزتين.
  • تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  • التهاب المفاصل.
  • التهاب كبيبات الكلى للمكورات العقدية.
  • التهابات الأذن، والجيوب الأنفية، والجلد.
  • الحمى الروماتيزمية، وهو مرض يمكن أن يؤثر على القلب والمفاصل والدماغ والجلد.

تشخيص الحمى القرمزية

لأن العديد من الأمراض تؤدي إلى طفح جلدي وارتفاع في درجة الحرارة، لذلك لا بد من طرق لتشخيص المرض، مثل:

الفحص السريري

يقوم فيه الطبيب بفحص الطفل والتأكد من وجود أعراض الحمى القرمزية مثل الطفح الجلدي، لونه وملمسه وغيره، فحص الحلق واللوزتين، ورؤية إذا كان هناك التهاب بهم أو خراج، التأكد من الغدد في الرقبة إذا كانت منتفخة، وغيره من الأعراض.

الاختبار السريع للبكتيريا

يقوم الطبيب بمسح الحلق أو اللوزتين وفحص هذه المسحة، وبشكل سريع يقوم هذا الاختبار بتحديد إذا كانت البكتيريا العقدية من المجموعة أ هي المسبب، إذا كان موجب يقوم الطبيب بوصف المضادات الحيوية، ولكن إذا كان سلبي يلجأ الطبيب إلى مسحة الحلق مع الزراعة، والتي تستغرق وقتًا أطول لظهور النتائج.

زراعة البكتيريا

يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الحلق ومن اللوزتين وزراعتها، يستغرق ذلك وقتًا أطول ولكن تكون نتائجه أدق، حيث يكشف الحالات التي تكون سلبية في اختبار البكتيريا السريع.

بشكل عام الأطفال معرضون للإصابة بالحمى الروماتيزمية بعد الإصابة بالحمى القرمزية أما البالغون لا، لذلك عند البالغين إذا كان اختيار البكتيريا السريع سالب لا داعي لعمل فحوصات أخرى، أما الأطفال يجب أن يقوم الطبيب بزراعة البكتيريا والتأكد من عدم وجود المرض.

علاج الحمى القرمزية

يقوم الطبيب بالعلاج من خلال وصف المضاد الحيوي المناسب، ويوصى بإعطاء البنسلين penicillin  أو الأموكسيسيلين amoxicillin كخيار أول للأطفال الذين لا توجد لديهم حساسية البنسلين، حيث تقوم المضادات الحيوية بتقليل مدة المرض، شعور الشخص بالتحسن، منع انتشار البكتيريا للآخرين، منع حدوث مضاعفات الخطيرة مثل الحمى الروماتيزمية، ويمكن للطفل العودة للمدرسة بدون خطر نشر المرض للآخرين عند أخذت المضادات الحيوية لمدة يوم على الأقل، مع عدم وجود حمى.

الوقاية من الحمى القرمزية

  • لا يوجد مطعوم للوقاية من الإصابة بالحمى القرمزية.
  • عدم مشاركة الطفل للطعام والشراب مع الأطفال الآخرين في المدرسة، خصوصًا في حال كان أحدهم عليه أعراض قد تدل على وجود الحمى القرمزية.
  • محافظة الطفل على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين جيدًا، استخدام منديل نظيف لتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال.

هل تعتبر الحمى القرمزية خطيرة؟

لا يعد هذا المرض خطير إذا تم علاجه في الوقت المناسب قبل حدوث مضاعفات، حيث أنه يتم الشفاء منه خلال أسبوع، لكنه قد يؤدي إلى الحمى الروماتيزمية، والتهاب الكلى ومضاعفات أخرى.

علامات الشفاء من الحمى القرمزية

  • وجود تقشر في الجلد بعد مرور 7 أيام من بداية المرض، حيث يبدأ التقشير من الوجه وينتهي باليدين والقدمين.
  • شعور الشخص في التحسن بعد أسبوع من المرض، وتكون هذه المدة أقل لو أخذ العلاج بانتظام.
  • يؤدي استخدام المضادات الحيوية إلى التحسن والانخفاض في درجة الحرارة خلال يوم.

في النهاية، تعد الحمى القرمزية من الأمراض الشائعة التي قد تصيب الأطفال وهو مرض يتم علاجه ببساطة من خلال أخذ المضادات الحيوية، ولكن عدم علاج المرض وجهل الأهل به قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الحمى الروماتيزمية، بالإضافة إلى انتشار المرض للأطفال الآخرين في المدرسة والأهل.

المصدر: Hutchison’s paediatrics ,by Krishna M Goel and Devendra K Gupta,second editionIllustrated textbook of pediatrics,by Tom lissauer and Will Carroll ,5th editionNelson essential of pediatrics ,by Karen Marcdante and Robert Kliegman,8th editionNetters pediatrics, by Todd A.Florin and Stephen ludwig,5th edition


شارك المقالة: