يقضي الإنسان حوالي ثلث حياتهِ في النّوم، والأغلبيّة لا يعرفون ما هو النّوم، فهناك اعتقاد سائد بأنَّ النّوم هو خمول في الوظائف الحيويّة والجسديّة لِتجديد نشاطهِ. إلّا أنّهُ على عكس ذلكَ فهو يعدُّ حالة نشاط للوظائف الدّماغيّة. فما هو النّوم؟ وما هي فوائده؟ هيّا بنا لنتعرّف عزيزي القارئ عن كلِّ ما يخُّصُّ النّوم الصِّحّي.
مفهوم النوم الصحي
النوم الصحي يشير إلى تجربة نوم تكون طبيعية ومريحة، حيث يتمتع الشخص بفترات من النوم العميق والمرحلة الREM (Rapid Eye Movement) بشكل منتظم. يتأثر جودة النوم بعدة عوامل، منها مدة النوم، وتوقيته، والبيئة المحيطة، وعادات النوم.
خصائص النوم الصحي
المدة الكافية:
- يُنصح بأن يحصل البالغون على ما بين 7-9 ساعات من النوم في الليل، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون إلى مزيد من الساعات.
توقيت النوم:
- يفضل أن يكون وقت النوم متسقًا وفي نفس الجدول الزمني يوميًا، مما يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية.
جودة النوم:
- يشمل النوم الصحي فترات من النوم العميق والريم، مع تجنب الاستيقاظ المتكرر أو الانقطاعات الطويلة.
البيئة المناسبة:
- يؤثر البيئة المحيطة بالفرد، مثل درجة الحرارة والإضاءة، على جودة النوم.
المدة التي يحتاجها البشر للنوم
يختلف احتياج البشر للنوم باختلاف عوامل عديدة مثل : العُمُر، الحالة الصحيّة، طبيعة الحياة. وهنا سنذكر عدد ساعات النّوم الّتي يحتاجها البشر حسب العُمُر :
- حديثي الولادة: 16-18 ساعة يوميّاً.
- الأطفال في سن ماقبل المدرسة: 11-12 ساعة يوميّاً.
- الأطفال بعمر المدرسة: 10 ساعات يوميّاً.
- المراهقين: 9- 10 ساعات يوميّاً.
- البالغين : 7-8 ساعات يوميّاً.
أبرز فوائد النوم الصحي
النوم الصحي يعتبر أمرًا حيويًا للصحة العامة والعمل اليومي، ويحمل العديد من الفوائد التي تؤثر إيجابيًا على جسم الإنسان وعقله. إليك بعض أبرز فوائد النوم الصحي:
- تجديد الطاقة والتركيز:
- يسهم النوم العميق في استعادة الطاقة وتجديد قدرة الدماغ على التركيز والأداء العقلي.
- تعزيز الصحة العقلية:
- يرتبط النوم بشكل كبير بتحسين الصحة العقلية، وقد يلعب دورًا في الوقاية من الاكتئاب والقلق.
- تقوية الجهاز المناعي:
- يعزز النوم الصحي نشاط الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر قوة في مقاومة الأمراض والالتهابات.
- تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية:
- يساهم النوم في الحفاظ على صحة القلب وتنظيم ضغط الدم، مما يقلل من مخاطر الأمراض القلبية.
- تنظيم الوزن:
- يرتبط قلة النوم بزيادة في إفراز هرمون الجوع ونقص هرمون الشبع، مما يؤدي إلى زيادة الشهية وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
- تعزيز صحة الجلد:
- يساهم النوم في تجديد الخلايا الجلدية وتحسين مظهر البشرة، كما يساعد في التخلص من الهالات السوداء والتجاعيد.
- تعزيز الذاكرة والتعلم:
- يلعب النوم دورًا هامًا في تقوية الذاكرة وتحسين القدرة على التعلم واستيعاب المعلومات.
- تنظيم الهرمونات:
- يساهم النوم الجيد في تنظيم إفراز هرمونات مثل الأنسولين والكورتيزول، مما يؤثر إيجابيًا على التوازن الهرموني في الجسم.
تحقيق نوم صحي ومنتظم يعد استثمارًا في الصحة العامة ويسهم في تحسين نوعية الحياة والعملية اليومية.
أمور تساعدك على النوم
- تجهيز غرفة النّوم: يجب الحرص على أن تكون الغرفة هادئة، والإنارة خفيفة غير مُزعجة، وأن يكون الفراش والوسائد مُريحة ونظيفة أيضاً، واتّبع تقنيات الهدوء والاسترخاء والحمّام الدافئ ممّا يبعث الشعور بالرّاحة والنّوم الصّحّي.
- تنظيم وقت النّوم: من الأمور المُهمّة، حيث أنّ تنظيم موعد نومك يُساعدك في الحصول على نوم صحّي بدون مشاكل، وهذا الأمر سيساعدك على ضبط السّاعة البيولوجيّة لديك.
- الامتناع عن مشروبات الكافيين: تَجنَّب شُربَ المشروبات الغنيّة بالكافيين كالشّاي والقهوة والكولا قبل نومِكَ؛ لأنّها ستُسبِّبُ لكَ الأرق.
- تجنّب الطّعام قبل النّوم: إنّ تناول الطّعام قبل النّوم يُسبِّب لكَ مشاكل صحيّة مثل الارتداد المريئي، وضيق في التنفّس، واضطّرابات الهرمونات في جسمك، وزيادة في الوزن أيضاً فيجب عليكَ تجنُّب هذه العادة السيّئة.
- تجنّب السّهر : من المعروف أنّ عمليّة السّهر تُرهق الجسد وتؤثّرعلى عمليّة النّوم، لذلك ابتعد عن المنبّهات ودَع الهاتف جانباً، وتَجنّب مشاهدة التّلفاز.
- قلّل من الغفوات خلال اليوم: الغفوات خلال اليوم تتداخل مع النّوم في اللّيل، لذلك حدّد لنفسكَ غفوة لا تتجاوز النّصف ساعة خلال النّهار وتجنّب أن تكون متأخرة في اللّيل.
في الختام، يعد النوم الصحي أساسيًا للحفاظ على الصحة والعافية الشاملة. يساهم في تجديد الطاقة، وتعزيز الصحة العقلية والجسدية، وتعزيز القدرة على التحمل والتركيز. يجسد فهمنا لمفهوم النوم الصحي الجهود المستمرة لتحسين نوعية الحياة وتعزيز العافية الشاملة.
