تأثير الصيام على مرضى السرطان

اقرأ في هذا المقال


تأثير الصيام على مرضى السرطان

اكتسب الصيام، وهو الامتناع عن الطعام والشراب لفترة من الوقت، الاهتمام في السنوات الأخيرة لفوائده الصحية المحتملة. على وجه الخصوص، بحثت الدراسات في آثار الصيام على مرضى السرطان، حيث اقترح البعض أنه قد يكون له آثار إيجابية على علاج السرطان ونتائجه.

لقد تم ممارسة الصيام لعدة قرون لأسباب دينية وروحية وصحية. وهو ينطوي على الامتناع طوعا عن الطعام والشراب لفترة محددة من الزمن. هناك أنواع مختلفة من الصيام، بما في ذلك صيام الماء (استهلاك الماء فقط)، وصيام العصائر (تناول عصائر الفاكهة والخضروات فقط)، والصيام المتقطع (فترات متناوبة من الأكل والصيام).

الصيام والسرطان

لا تزال الأبحاث حول تأثير الصيام على السرطان في مراحلها الأولى، لكن بعض الدراسات أظهرت نتائج واعدة. وجدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة Cancer Cell أن دورات الصيام يمكن أن تبطئ نمو الأورام وتجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للعلاج الكيميائي في الفئران. وذكرت دراسة أخرى نشرت في مجلة Science Translational Medicine أن الصيام قبل وبعد العلاج الكيميائي يمكن أن يحمي الخلايا السليمة من التأثيرات السامة للعلاج بينما يجعل الخلايا السرطانية أكثر حساسية لها.

آلية العمل

الآلية الدقيقة وراء الفوائد المحتملة للصيام على السرطان ليست مفهومة تماما، لكن الباحثين اقترحوا عدة نظريات. إحدى النظريات هي أن الصيام يقلل من مستويات الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين -1 (IGF-1) في الجسم، وهي هرمونات يمكن أن تعزز نمو السرطان. قد يحفز الصيام أيضًا الالتهام الذاتي، وهي عملية تقوم من خلالها الخلايا بتفكيك المكونات التالفة وإعادة تدويرها، مما قد يساعد في القضاء على الخلايا السرطانية.

الدراسات السريرية والتجارب البشرية

في حين تم إجراء العديد من الدراسات حول آثار الصيام على السرطان لدى الحيوانات، إلا أن الأبحاث التي أجريت على البشر محدودة. وجدت دراسة تجريبية صغيرة نشرت في مجلة الشيخوخة أن الصيام لمدة 72 ساعة قبل العلاج الكيميائي أدى إلى انخفاض الآثار الجانبية والحفاظ بشكل أفضل على عدد خلايا الدم البيضاء لدى مرضى السرطان. ومع ذلك، هناك حاجة لتجارب سريرية أكبر لتأكيد هذه النتائج وتحديد نظام الصيام الأمثل لمرضى السرطان.

الاعتبارات والاحتياطات

من المهم لمرضى السرطان استشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل البدء في أي نظام صيام. قد لا يكون الصيام مناسبًا لجميع المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من نقص الوزن أو الذين يعانون من حالات طبية معينة. ومن المهم أيضًا التأكد من الحفاظ على التغذية الكافية خلال فترات الصيام لمنع سوء التغذية والمضاعفات الأخرى.

في الختام، يظهر الصيام نتائج واعدة كعلاج مساعد محتمل لعلاج السرطان. وبينما لا تزال الأبحاث مستمرة، تشير الدراسات المبكرة إلى أن الصيام قد يبطئ نمو الورم، ويعزز فعالية العلاج الكيميائي، ويقلل من الآثار الجانبية لدى مرضى السرطان. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم آثار الصيام على السرطان بشكل كامل وتطوير بروتوكولات صيام آمنة وفعالة لمرضى السرطان.


شارك المقالة: