تشخيص وعلاج تعظم الدروز الباكر craniosynostosis

اقرأ في هذا المقال


بعد أن تعرفنا على أسباب وأنواع وأعراض تعظم الدروز الباكر، سنتعرف في هذا المقال على طرق تشخيص وعلاج تعظم الدروز الباكر، والمضاعفات التي يخلفها هذا المرض، وتأثيره على نمو الطفل وقدراته العقلية.

تشخيص تعظم الدروز الباكر

في العادة يتم تشخيص تعظم الدروز الباكر في وقت قصير بعد الولادة، ولكن أحيانًا يتم تشخيصه لاحقًا من الحياة، وطرق التشخيص المتاحة:

  • يتم التشخيص في البداية من خلال الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بالنظر إلى رأس الطفل، حيث يكون شكله مشوهًا حسب مكان تعظم الدروز الباكر الذي حدث، بالإضافة إلى قيامه بلمس الرأس وتحسس هذه الدروز فقد تكون بارزة، ولا يستطيع لمس النافوخ حيث حدث له انغلاق مبكر، ثم يقوم الطبيب بالبحث عن تشوهات أخرى في الوجه، القلب، الأذن والأطراف، لأن تعظم الدروز الباكر قد يرتبط مع تشوهات خلقية أخرى كجزء من أحد المتلازمات.
  •  يتم تأكيد التشخيص عن طريق الأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية للجمجمة، التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يظهر وجود دروز مندمجة، حيث يمكن رؤية ذلك من خلال غيابها حيث أن غياب وجود الغرز يدل على اندماجها.
  • يمكن استخدام المسح بالليزر، والصور لتحديد قياسات دقيقة لشكل الجمجمة.
  • فحص الجينات، ويلجأ له الطبيب لو شك الطبيب بوجود متلازمة جينية.

مضاعفات تعظم الدروز الباكر

تحدث هذه المضاعفات في حال لم يتم علاج تعظم الدروز الباكر، ومنها:

  • الإصابة بالعمى، واضطرابات في حركة العين.
  • تشوه دائم في شكل الوجه والرأس والذي يؤثر على الطفل ونفسيته وقد يتسبب له في الخجل من نفسه والعزلة.
  • نوبات صرع، والاستفراغ والصداع بسبب زيادة الضغط على الجمجمة.
  • مشاكل في الإدراك والمعرفة.

علاج تعظم الدروز الباكر

الجراحة

الجراحة التقليدية المفتوحة

عادةً ما ينطوي علاج تعظم الدروز الباكر على الجراحة لفتح العظام وإعادة تشكيلها، حيث يتم شق العظام وإزالة العظام المصابة وإعادة وصل بقية العظام وتثبيتها بألواح ومسامير قابلة للامتصاص، وتستغرق العملية حوالي أربع ساعات ويتم إجراؤها مع جراح تجميل قحفي وجهي، يتم تنفيذها للأطفال بعد سن الستة أشهر، ويحتاج الطفل فيها إلى نقل دم ومراقبة في وحدة العناية المركزة وعند جراحة الأعصاب حيث يبقى في المشفى لأربعة أيام، يحدث تورم حول العينين بعد العملية لكنه سرعان ما يزول، لا يتم بعدها إجراء أي عمليات جراحية حيث يتم إعادة تشكيل رأس الطفل خلال العملية.

الجراحة بالمنظار

يعتبر هذا النوع من الجراحة أقل حدة من الجراحة المفتوحة، يتم إجراؤه للأطفال حتى عمر ست أشهر، لا يحتاج الطفل للبقاء في المشفى إلا لليلة واحدة في طابق الجراحة العصبية العادي، ولا يحتاج إلى نقل دم، ولا يوجد انتفاخ حول العينين بعد العملية، يقوم فيه الطبيب بعمل شق أصغر من الجراحة المفتوحة في جمجمة الطفل، ثم يدخل من خلاله بالكاميرا المنظار، ويقوم بإزالة الدرز المغلقة؛ لتمكين الدماغ من النمو بالشكل الصحيح.

العلاج باستخدام خوذة

تتم إعادة تشكيل الرأس بعد الجراحة بمساعدة إما خوذة تشكيل الجمجمة أو نوابض مخصصة مزروعة، حيث يلبس الطفل خوذة تعمل على تصحيح شكل الجمجمة، لها غلاف خارجي صلب مع رغوة قابلة للتشكيل من الداخل، يتم ارتداء الخوذة لمدة 23 ساعة يوميًا حتى عيد ميلاد الطفل الأول، لا تضغط على الجمجمة في الشكل، بل توجه نمو الجمجمة إلى شكل أكثر طبيعية

ونظرًا لأن الخوذة تعتمد على المعدل المرتفع لنمو الجمجمة في السنة الأولى من العمر، تُجرى الجراحة بمساعدة الخوذة عادةً ما بين 10 إلى 14 أسبوعًا من العمر، لا تتطلب الخوذة جراحة إضافية، ولكن يلزم إجراء زيارات متكررة لأخصائي تقويم العظام، وهو أخصائي رعاية صحية يعمل تحت إشراف طبيب الأطفال لفحص الخوذة بانتظام وإجراء عملية إعادة تشكيل الرأس.

عملية تطويل العظم

في حالات نادرة جدًا، عندما يكون تعظم الدروز الباكر يشمل جميع عظام الجمجمة أو معظمها، يمكن استخدام تطويل العظم؛ لخلق مساحة أكبر داخل الجمجمة، بعد فتح العظام يتم زرع مطولات العظم بين قطع العظم، تطول العظم بمعدل 1مم في اليوم، ويتم فصل الجانبين عن طريق تدوير لولب صغير، بعد 30 يوم يتم تطويل 3 سم، وبعد ثلاثة أشهر تتم إزالة أدوات تطويل العظم بعملية جراحية أخرى.

في النهاية نستنتج أن هذا المرض من الأمراض التي تؤثر على الطفل وقد تؤدي إلى موته؛ لذلك لا بد من معرفة طرق التشخيص والعلاج المناسب، وكيفية التعامل مع هذا المرض بالإضافة إلى أنه له عواقب على كل من الأهل والطفل المصاب من الناحية النفسية والجسدية.


شارك المقالة: