داء الكلب، المعروف أيضًا بالهيدروفوبيا، هو مرض فيروسي قاتل يصيب الثدييات، بما في ذلك الإنسان. يتسبب الفيروس المسبب لداء الكلب في تأثير مباشر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة وغالبًا ما يكون مميتًا إذا لم يتم التدخل الطبي في وقت مبكر.
ما هو مرض داء الكلب
داء الكلب وبالإنجليزيّة (rabies): هو عبارة عن مرض فيروسي ينتقل من لُعاب الحيوانات المُصابة بالفيروس ومنها الكلاب المسعورة عن طريق العضّ، تنتقل هذه العدوى الفيروسيّة للأشخاص عن طريق الجُروح والخُدوش الّتي يُسبّبها الهجوم وكلّما كان الجُرح أعمق كلّما زادت نسبة الإصابة بالعدوى الفيروسيّة. ينتشر الفيروس في الجهاز العصبي المركزي في الجسم وتستمرّ فترة حضانة الفيروس من( 4 – 6) أسابيع ولكنّ في بعض الأحيان تستمرّ لمُدّة إلى أكثر من 6 أشهُر وأحياناً تمتدّ لسنة كاملة.إذا بدأت علامات وأعراض داء الكلب في الظُّهور على أي شخص، يُصبح المرض مُهدّداً لحياته. لذلك أي شخص قد تعرّض للعضّ وقد يُعاني من خطر الإصابة بمرض داء الكَلب يجب أن يُباشر في إجراء الإسعافات الأولية لعضّة الكلب، ويتلقّى التّطعيمات اللّازمة للوقاية من المرض.
سجلّت مُنظّمة الصحّة العالميّة أنّ الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بالمرض هم الأطفال ما بين عمر 4 – 15 سنة. ويكثُر انتقال داء الكَلب في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة من حيوانات الوطواط، الذّئاب، الثّعالب والرّاكون، ويكثُر انتقال داء الكلب من الكلاب للإنسان في الدّول النّامية بأفريقيا وجنوب آسيا.
أعراض مرض داء الكلب
قد تتشابه الأعراض الأولى لداء الكلب مع مرض الإنفلونزا وقد تستمر لمدّة أيّام. سنذكُر لك عزيزي القارئ عن أبرز هذه العلامات والأعراض :
- ارتفاع درجة الحرارة والحمّى.
- الصّداع.
- الشُّعور بألم أو وخز مكان العضّة.
- الغثيان والتقيُّؤ.
- القلق والتّشويش.
- فرط النّشاط.
- صُعوبة البلع.
- صُعوبة في النّوم.
- فرط اللُّعاب.
- رُهاب الماء بسبب صُعوبة البلع.
- رُهاب الهواء.
- العدائيّة الحادّة.
- الهلوسة والخرف.
- الشّلل الجُزئي.
- الوفاة.
تشخيص مرض داء الكلب
يتم نقل فيروس داء الكلب عادةً عن طريق لدغة حيوان مصاب، والكلاب هي المسبب الرئيسي للإصابة في الإنسان. الفيروس ينتقل إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث يُظهر المصاب أعراضًا مثل الحمى، والتشنجات، وتغييرات في السلوك، وفي مراحل متقدمة قد يحدث فقدان الوعي والوفاة.
لا يستطيع الطّبيب التّعرّف على داء الكلب إن لم يكُن هناك إصابة برُهاب الماء أو رُهاب الهواء الخاصّة بالدّاء، ويقوم الطّبيب بإجراء اختبارات للأجسام المُضادّة الموجودة في الجسم للكشف عنها عن طريق البول واللُّعاب.
علاج مرض داء الكلب
العلاج الوقائي بعد التعرّض لداء الكلب هو العلاج الفوري المتاح للشّخص بعد تعرّضه لداء الكلب بسبب عضّه، حيث يساعد هذا العلاج على منع دخول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي الّذي يُسبّب الموت. ويتمثّل العلاج بهذه الخطوات الآتية وهي:
- غسل المنطقة جيّداً بالماء والصّابون في أسرع وقتٍ ممكن لمُدّة 15 دقيقة على الأقل بعد التعرّض للعضّة.
- وضع المُطهّرات على الأنسجة المُتهتّكة في الجلد.
- نقل المريض لأقرب مركز طبّي للعلاج.
- إعطاء الغلوبولين المناعي المُضادّ لداء الكلب.
داء الكلب ليس مجرد مشكلة صحية بسيطة، بل يمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يتم التعامل معه بجدية. يبرز أهمية التطعيم الدوري للكلاب وتوعية الناس حول خطورة الإصابة بداء الكلب. الوقاية هي المفتاح للحد من انتشار هذا المرض الخطير وحماية الصحة العامة.
كيف تعرف انك مصاب بداء الكلب
داء الكلب هو مرض خطير وقاتل، وإذا كنت تشك بأنك قد تعرضت للعدوى، يجب أن تسعى للرعاية الطبية فوراً. إليك بعض الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بداء الكلب:
- ألم وحكة في مكان اللدغة:
- قد يشعر المصاب بألم أوحكة في المنطقة التي تم فيها لدغه.
- تغييرات في السلوك:
- قد يظهر تغيرات في السلوك الطبيعي، مثل التهيج، والعدوانية، والقلق.
- حمى وشعور بالتعب:
- قد تظهر حمى وشعور بالتعب الشديد نتيجة لتأثير الفيروس على النظام المناعي.
- تغيرات في الدماغ والجهاز العصبي:
- قد يؤدي الفيروس إلى تغيرات في السلوك، وتشنجات، وفقدان الوعي، والآثار الجانبية الأخرى المرتبطة بالدماغ والجهاز العصبي.
- صعوبات في التنفس والبلع:
- تظهر مشاكل في التنفس والبلع نتيجة لتأثير الفيروس على الجهاز التنفسي.
- القرفصاء (الهلع من الماء):
- بعد تطور المرض، قد يحدث القرفصاء، وهو رد فعل تجاه الشراب أو المحاولة لابتلاع اللعاب يحدث بصعوبة.
ملاحظة هامة: في حالة الاشتباه بالإصابة بداء الكلب، يجب البحث عن الرعاية الطبية الفورية. العلاج المبكر قد يكون حيويًا لتجنب تطور المرض إلى مرحلة لا رجعة فيها.
