عدوى نوروفيروس Norovirus

اقرأ في هذا المقال


تصيب التهابات المعدة والأمعاء ما يقارب الثلاث إلى خمسة مليارات طفل خلال السنة حسب آخر الإحصاءات وتعد الالتهابات الفيروسية السبب الأشيع ومن ضمنها فيروس وتا،فايروس نورو، والفيروسات الغدانية.

تعريف عدوى فيروس نورو 

هو أحد الأسباب شيوعاً لالتهابات الحادة في المعدة والأمعاء عالميًّا، وهو من عائلة الفيروسات الكأسية ويطلق عليه أيضًا (مرض القيء الشتوي) لكثرة حدوث الإصابات به في فصل الشتاء، ومع ذلك قد تظهر الإصابات به في كافة فصول السنة بلا استثناء، حيث كان فيروس روتا هو السبب الأشيع لالتهابات المعدة والأمعاء ولكن بعد ظهور مطعوم روتا قلّت حالات الإصابة به بشكل ملحوظ على الصعيد الآخر بات فيروس نورو هو الأشيع الذي لا يوجد له مطعوم حاليًّا.

الإصابة بفيروس نورو 

يتسبب فيروس نورو سنويًّا ب21 مليون حالة من التهاب المعدة والأمعاء في الولايات المتحدة ويشكل ما هو نسبته أكثر من 60‎%‎ فيها فقط وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، يعد هذا الفيروس سريع الانتشار وينتقل غالبًا من خلال الأطعمة والمياه الملوثة ومن أشهر الأمثلة على الأطعمة التي قد تحتوي على الفايروس هي المأكولات البحرية النيئة، كما أنه ينتقل من خلال الأشخاص المصابين بالفيروس بسرعة شديدة حتى قبل ظهور الأعراض عليهم، حيث تكثر الحالات غالبًا في المدارس، المستشفيات، السفن السياحية، والمنتجعات.

أعراض عدوى فيروس نورو

تظهر الأعراض عند الأطفال بعد يوم إلى يومين من الإصابة بالعدوى الفيروسية وتتمثل بما يلي:

  • الغثيان والقيء.
  • آلام في المعدة تظهر على شكل مغص.
  • إسهال مائي عدة مرات في اليوم.
  • آلام في العضلات.
  • حمى منخفضة وقشعريرة.

وتبقى الأعراض بشكل عام من يوم إلى ثلاثة أيام بينما يستمر الطفل في نقل الفيروس في البراز لمدة تصل إلى أسابيع وقد وصلت في بعض الحالات إلى 60 يومًا.

تشخيص عدوى فيروس نورو

  • لا يتم تشخيص العديد من حالات الإصابة بعدوى فيروس نورو، حيث لا تسعى العائلات في الغالب إلى الحصول على الرعاية الطبية وذلك لكون المرض محدودًا ذاتيًّا.
  • يتم تشخيص فيروس نورو في أغلب الحالات عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري حيث أن أعراضه لا تختلف عن باقي التهابات المعدة والأمعاء الفيروسية الأخرى، وبالتالي لا يحتاج إلى فحوصات مخبرية دقيقة لتحديد الفيروس مثل فحص PCR حيث أنه لا يؤثر على الشفاء معرفة نوع الفيروس.

مضاعفات عدوى فيروس نورو

على الرغم من انقضاء المرض بلا أي مضاعفات تذكر عند أغلب الأطفال المصابين به، إلا أن بعض المضاعفات الخطيرة قد تحدث وأهمها ما يلي:

الجفاف الحاد

يحدث الجفاف الحاد في حال استمر المرض لمدة أكثر من الأسبوع بحيث يصبح المقادر المفقود من السوائل أكثر من المقدار الداخل إلى الطفل ويؤدي الجفاف إلى حدوث اختلال في مستويات الأملاح والمعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم مما قد يودي بحياة الطفل، وتتضمن أعراض وعلامات الجفاف الخمول، الإرهاق، تعب الطفل، انخفاض كمية البول المنتجة.

التهاب معوي قولوني ناخر

يعد أحد المضاعفات النادرة جدًا والتي تصيب الطفال من هم ما دون الشهر من العمر ويظهر على شكل إسهال دموي وانخفاض في درجة حرارة الطفل مع انتفاخ في البطن.

قد تنتهي هذه المضاعفات بالموت في حال عدم مراجعة الطبيب فور حدوث ما يشير إلى وجود مثل هذه المضاعفات؛ مثل الإسهال الدموي واستمرار الإسهال لمدة أطول من الثلاث أيام مع ظهور علامات لتدهور الطفل.

علاج فيروس نورو

  •  لا يحتاج إلى علاج حيث أن أغلب الفيروسات يتم الشفاء منها تلقائياً بدون علاج.
  • نكتفي بتقوية مناعة الطفل بإطعامه طعام صحي.
  • العمل على إخفاض درجة حرارة الطفل في حال كانت مرتفعة.
  • منع حدوث جفاف عنده من خلال شرب كميات كافية من الماء.
  • لا نحتاج لاستخدام مضاد حيوي إلا إذا كان هناك أيضًا التهاب بكتيري.

متى يجب الاتصال بالطبيب؟

في بعض الحالات قد يحتاج الطفل إلى علاج والذهاب للطبيب مثل:

  • إذا كان لدى الطفل إسهال أو استفراغ شديد واستمر ذلك لعدة أيام.
  • في حال وجود دم مع البول.
  • في حال وجود وجع شديد مع المعدة.
  • في حال أصيب الطفل بجفاف.

الوقاية من عدوى فيروس نورو 

لا يوجد طريقة لمنع حدوث العدوى بفيروس نورو نهائيًّا وذلك لعدم توافر مطعوم خاص به إلى الآن، إلا أنه يوجد العديد من التعليمات التي يجب اتباعها من قبل الأهل وتعليمها لأطفالهم لتخفيف نسب العدوى بين أفراد العائلةومنعها وتتضمن ما يلي:

  • غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية بعد تغيير حفاظات الطفل أو ملامسته قيئه.
  • ارتداء الكمامات وقفازات اليد عند ملامسة قيء الطفل أو تغيير حفاظات الطفل المصاب.
  • غسل ملابس الطفل المصاب لمدة طويلة وعلى حرارة مرتفعة.
  • يجب عدم ملامسة الأشقاء لشقيقهم المصاب وذلك لتقليل انتشار المرض.

وفي النهاية يمكن القول بأن العدوى بفيروس نورو هي كغيرها من الأمراض المعوية التي تسببها الفيروسات، فهي لا يجب أن تثير القلق كثيرًا عند الأهل، إلا أن الاحتياط واجب فيجب من الأهل معرفة المضاعفات المحتملة ومعرفة أعراضها لمعرفة متى يجب اللجوء للطبيب مثل عند ارتفاع درجة حرارة الطفل وظهور الدم في البراز، وحدوث الجفاف الذي يعد أحد أخطر أسباب الوفاة عند الأطفال في حال عدم تقديم العلاج في الوقت المناسب.


شارك المقالة: