علاج سرطان الكبد الثانوي:
الهدف من علاج سرطان الكبد الثانوي هو السيطرة على السرطان أو تقليصه وتحسين نوعية الحياة. ستعتمد أنواع العلاج المناسبة لك على موقع السرطان الأصلي وحجم الأورام وعددها والعمر والصحة العامة. العلاجات الرئيسية للسرطان الثانوي في الكبد هي العلاج الكيميائي أو مزيج من الجراحة والعلاج الكيميائي. قد يكون لديك أيضًا علاج للسرطان الأساسي أو يتم تقديم علاج يُخفف أعراض السرطان ومن أهم هذه الأعراض هي الشعور بالألم الحاد.
1- العلاج الكيميائي:
العلاج الكيميائي هو استخدام الأدوية لقتل أو تقليص أو إبطاء نمو الأورام. سوف يعتمد نوع الأدوية المستخدمة على مكان بدء السرطان في الجسم. على سبيل المثال، إذا كنت مُصابًا بسرطان الثدي الذي انتشر إلى الكبد، فسوف يكون لديك علاج كيميائي مصمم لعلاج سرطان الثدي. من المُحتمل أن يكون لديك مزيج من اثنين أو ثلاثة من أدوية العلاج الكيميائي.
يمكن استخدام العلاج الكيميائي في أوقات مختلفة:
- قبل الجراحة: لتقليص السرطان الثانوي في الكبد وتسهيل إزالته. وهذا ما يُسمّى العلاج الكيميائي الجديد.
- بعد الجراحة: للتخلّص من أيّ خلايا سرطانية متبقية، يُعرف هذا بالعلاج الكيميائي المُساعد؛ لإبطاء نمو السرطان وتقليل الأعراض مثل الألم، قد يُسمّى هذا العلاج التلطفي.
عادة ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي على مراحل خلال فترة قد تستمر بضعة أشهر. يُمكن حقن الأدوية في الوريد (تعطى عن طريق الوريد) أو تؤخذ عن طريق الفم كأقراص.
الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي:
تنتشر عقاقير العلاج الكيميائي في الجسم كله ويُمكن أن تُؤثّر على الخلايا السليمة والصحية وكذلك الخلايا السرطانية. يُمكن أن تُسبب مجموعة من الآثار الجانبية. اعتمادًا على نوع دواء العلاج الكيميائي المستخدم، قد تشمل الآثار الجانبية: الغثيان، فقدان الشهية، التعب، تساقط الشعر، تغييرات الجلد، وخز أو خدر في الأصابع (الاعتلال العصبي المحيطي) وقروح الفم.
يتفاعل الناس مع العلاج الكيميائي بشكل مُختلف، بعض الناس لديهم آثار جانبية قليلة، بينما يُعاني البعض الآخر أكثر. مُعظم الآثار الجانبية مؤقتة وهناك طرق لمنعها أو إدارتها. أثناء العلاج الكيميائي، سيكون لديك خطر أعلى للنزيف أو الإصابة بعدوى.
2- جراحة الكبد:
الهدف من الجراحة هو إزالة جزء الكبد الذي يحتوي على السرطان. يُعرف هذا استئصال الكبد الكلي أو استئصال الكبد الجزئي. إنَّه العلاج الأكثر فعالية، ولكن من المُمكن فقط إذا كان هناك ما يكفي من الكبد السليم ولم ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم حيث لا يُمكن إزالته (مثل العظام). يحتاج بعض الأشخاص إلى جراحة لكل من السرطان الثانوي في الكبد والسرطان الأساسي. يُمكن إجراء هذه العمليات بشكل منفصل أو في نفس الوقت.
استئصال الكبد هو عملية كبرى. سوف يقوم الطبيب بتخدير المريض وسيقوم الجراح بإزالة الورم وكذلك بعض الأنسجة المُصابة الموجودة حول الكبد. يُمكن إجراء العملية كجراحة مفتوحة أو كجراحة ثقب أو جراحة بالمنظار.
بعد الجراحة:
يُمكن للكبد أن يُصلح نفسه بسهولة إذا لم يتضرر بالفعل. سيبدأ نمو الجزء المتبقي من الكبد بعد الاستئصال، حتى إذا تمت إزالة ما يصل إلى ثلاثة أرباعه. عادة ما ينمو الكبد إلى حجمه الطبيعي في غضون بضعة أشهر، على الرغم من أن شكله قد يتغير قليلاً. عندما تحتاج إلى إزالة كمية كبيرة جدًا من الكبد، قد تحتاج إلى إجراء يُسمّى انصمام الوريد البابي (PVE) قبل 4-8 أسابيع من الجراحة.
نظرًا لأن الكثير من الدم يمر عبر الكبد، فإنَّ النزيف بعد الجراحة يمثل خطرًا كبيرًا. وقد يُعاني بعض الأشخاص من اليرقان (اصفرار الجلد وبياض العين) بعد استئصال الكبد. عادة ما يكون هذا مؤقتًا ويتحسن مع نمو الكبد مرة أخرى. ستقضي 5-10 أيام في المستشفى بعد استئصال الكبد.
الجراحة على مرحلتين:
يحتاج الأشخاص المُصابون بأورام في فصي الكبد أحيانًا إلى جراحة تُجرى على مرحلتين مع فترة انتظار بينهما.
- المرحلة 1: تتم إزالة الأورام من أحد فص الكبد (استئصال الكبد الجزئي). في بعض الأحيان يتم الجمع بين هذه الجراحة مع استئصال الورم أو إزالة السرطان الأصلي.
- فترة الانتظار: بعد الجراحة الأولى، ستحتاج إلى الانتظار لمدة شهرين للسماح للجسم بالشفاء وإعادة نمو الكبد. قبل إجراء العملية الثانية، سيتم فحص حجم الكبد.
- المرحلة 2: سيتم إزالة الأورام الموجودة في الفص الثاني من الكبد باستئصال جزئي جزئي للكبد.
3- علاج إشعاعي:
يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج السرطان. عادة ما يكون الإشعاع على شكل أشعة سينية. لا يستخدم العلاج الإشعاعي التقليدي لسرطان الكبد الثانوي.
قبل العلاج:
- سيكون لديك عدد من الاختبارات، بما في ذلك اختبارات الدم واختبار يُسمّى تصوير الأوعية الدموية، بالإضافة إلى إجراء تجربة (محاكاة) للعلاج.
- بالنسبة لتصوير الأوعية الدموية، سوف يضع لك الطبيب مخدر موضعي أو عام. سيقوم أخصائي الأشعة التداخلية بعمل قطع صغير في منطقة الفخذ وإدخال أنبوب بلاستيكي رقيق (قسطرة) في الأوعية الدموية. سيتم دفع الأنبوب إلى أعلى في الشريان الذي يغذي الكبد (الشريان الكبدي). سيتم تمرير كمية صغيرة من الصبغة من خلال القسطرة إلى مجرى الدم. كما تُساعد الصبغة على إظهار الأوعية الدموية في الكبد وتُساعد على تحديد مكان وجود الخرزات المشعة.
- بالنسبة للمحاكاة، سيتم إدخال بعض المجالات الصغيرة المشابهة في حجم SIR-Spheres من خلال القسطرة للتحقق من كيفية عمل SIR-Spheres.
يستغرق إجراء تصوير الأوعية الدموية والمحاكاة حوالي 45 دقيقة، وستتم مراقبتك لمدة 3-4 ساعات بعد ذلك. قد يكون لديك أيضًا فحص بالأشعة المقطعية والرئة، والتي تستغرق حوالي ساعة. إذا كانت نتائج هذه الاختبارات جيدة، فسيتم علاجك بعد أسبوع إلى أسبوعين.
أثناء العلاج:
- في يوم العلاج، سيكون لديك تصوير وعائي آخر.
- سيقوم أخصائي الأشعة التداخلية بعمل قطع في منطقة الفخذ ويمر القسطرة عبر الشريان الكبدي.
- سيتم إدخال SIR-Spheres من خلال القسطرة في الشريان الكبدي. يُمكن أن تنقل هذه الخرزات الإشعاع مباشرة إلى الورم.
يستغرق الإجراء حوالي ساعة. ستتم مراقبتك عن كثب لمدة 3-4 ساعات قبل أن يتم نقلك إلى الجناح العام، حيث ستتعافى بين عشية وضحاها.
بعد العلاج:
- بعد العلاج، قد تُعاني من أعراض تُشبه أعراض الأنفلونزا والغثيان والألم والحمى.
- يُمكن علاج هذه الآثار الجانبية بالأدوية، ويمكنك عادةً العودة إلى المنزل في غضون 24 ساعة.
- ستقوم SIR-Spheres بإطلاق إشعاعها ببطء في الورم خلال الأسبوع القادم أو نحو ذلك. هذا يعني أنك قد تحتاج إلى اتخاذ احتياطات مُعينة، مثل تجنّب الاتصال الجسدي الوثيق مع الأطفال أو النساء الحوامل خلال هذا الوقت. سيشرح لك أخصائي الأشعة التدخلية أيّ احتياطات لك.
4- أدوية العلاج الموجه:
تُهاجم الأدوية الجديدة المعروفة باسم العلاج الموجه جزيئات مُعينة في الخلايا السرطانية لوقف نموها أو تقليل حجم الورم. تُستخدم هذه الأدوية في بعض الأحيان لعلاج سرطانات ثانوية في الكبد من سرطان الأمعاء أو الثدي. يُمكن استخدامها بعد أو مع علاجات أخرى.
تختلف الآثار الجانبية للعلاج الموجه اعتمادًا على الأدوية المستخدمة، ولكنها غالبًا ما تشمل ارتفاع ضغط الدم والإسهال.
5- المعالجة الملطفة:
نظرًا لأن السرطان الثانوي في الكبد هو سرطان متقدم، فمن المُرجّح أن يناقش الطبيب العلاج الملطف للأعراض التي يُسببها السرطان. يهدف العلاج الملطف إلى التحكّم في الأعراض دون محاولة علاج المرض. يُمكن استخدامه في أيّ مرحلة من مراحل السرطان المتقدم لتحسين نوعية الحياة.
بالإضافة إلى إبطاء انتشار السرطان، يُمكن للعلاج الملطف أن يُخفف الألم ويُساعد على التحكّم في الأعراض الأخرى. قد يشمل العلاج العلاج الكيميائي أو العلاج الموجه أو الأدوية الأخرى أو العلاج الإشعاعي.