علاج ورم الدماغ

اقرأ في هذا المقال


علاج ورم الدماغ:

عادة ما يتم علاج أورام الدماغ (سواء الأولية أو المُنتقلة أو الحميدة أو الخبيثة) بالجراحة أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي بمفردها أو في مجموعات مُختلفة. في حين أنه من الصحيح أن الإشعاع والعلاج الكيميائي يستخدمان في كثير من الأحيان للأورام الخبيثة أو المُتبقية أو المُتكررة، فإنَّ القرارات المُتعلقة بالعلاج الذي يتم استخدامه على أساس كل حالة على حدة وتعتمد على عدد من العوامل. كما أن هناك مخاطر وآثار جانبية مُرتبطة بكل نوع من أنواع العلاج.

1- الجراحة:

من المقبول بشكل عام أن الاستئصال الجراحي الكامل أو شبه الكامل لورم الدماغ مفيد للمريض. يتمثل التحدي الذي يواجهه جراح الأعصاب في إزالة أكبر قدر مُمكن من الورم، دون إصابة أنسجة الدماغ المُهمة للوظيفة العصبية للمريض (مثل القدرة على الكلام والمشي).
يفتح جراحو الأعصاب الجمجمة من خلال شق في الرأس؛ لضمان وصولهم إلى الورم وإزالته قدر الإمكان. قد تترك نزيف (EVD) في تجاويف سوائل الدماغ في وقت الجراحة لتصريف سوائل الدماغ الطبيعية عندما يتعافى الدماغ من الجراحة.

تسمح هذه العملية الأصغر للأطباء بالحصول على الأنسجة من أجل إجراء تشخيص دقيق. يتم حفر حفرة صغيرة في الجمجمة للسماح بالوصول إلى المنطقة غير الطبيعية. بناءً على موقع الآفة، قد تقوم بعض المستشفيات بهذا الإجراء نفسه دون استخدام إطار. يتم الحصول على عينة صغيرة للفحص تحت المجهر.

في أوائل التسعينات، تم إدخال أجهزة محوسبة تُسمّى أنظمة الملاحة الجراحية. ساعدت هذه الأنظمة جراح الأعصاب في التوجيه والتوطين والتوجيه للأورام. قللت هذه المعلومات من المخاطر وحسنت مدى استئصال الورم.

في كثير من الحالات، سمحت أنظمة الملاحة الجراحية باستئصال الأورام غير القابلة للاستجابة مسبقًا بمخاطر مقبولة. يُمكن استخدام بعض هذه الأنظمة أيضًا لإجراء الخزعات دون الحاجة إلى إرفاق إطار بالجمجمة. أحد قيود هذه الأنظمة هو أنها تستخدم الفحص (CT أو MRI) الذي تم الحصول عليه قبل الجراحة لتوجيه جراح الأعصاب. وبالتالي، لا يُمكنهم تفسير تحركات الدماغ التي قد تحدث أثناء العملية. يقوم المحققون بتطوير تقنيات باستخدام الموجات فوق الصوتية وإجراء العمليات الجراحية في ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي للمُساعدة في تحديث بيانات نظام الملاحة أثناء الجراحة.

2- علاج إشعاعي:

يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة سينية عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية وخلايا المخ غير الطبيعية ولتقليص الأورام. قد يكون العلاج الإشعاعي خيارًا إذا لم يتم علاج الورم بفاعلية من خلال الجراحة. كما يستخدم العلاج الإشعاعي القياسي بالشعاع الخارجي مجموعة متنوعة من أشعة الإشعاع لإنشاء تغطية مطابقة للورم مع قصر الجرعة على الهياكل الطبيعية المحيطة.

يستخدم علاج شعاع البروتون نوعًا محددًا من الإشعاع يتم فيه توجيه البروتونات، وهي شكل من أشكال النشاط الإشعاعي، على وجه التحديد إلى الورم. الميزة هي أن الأنسجة الأقل المُحيطة بالورم تتسبب في تلف. كما أن الجراحة الإشعاعية التجسيمية (مثل سكين غاما ونوفاليس وسيبرنايف) هي تقنية تركز الإشعاع مع العديد من الحزم المُختلفة على الأنسجة المستهدفة. يميل هذا العلاج إلى إلحاق ضرر أقل بالأنسجة المجاورة للورم. في الوقت الحالي، لا توجد بيانات تُشير إلى أن أحد أنظمة التوصيل يفوق نظامًا آخر من حيث النتائج السريرية، ولكل منها مزاياه وعيوبه.

3- العلاج الكيميائي:

يُعتبر العلاج الكيميائي بشكل عام فعّالًا في علاج أورام الأطفال والأورام الليمفاوية وبعض الأورام الدبقية قليلة التغصُّن. في حين تم إثبات أن العلاج الكيميائي يُحسّن البقاء على قيد الحياة بشكل عام في المرضى الذين يُعانون من أكثر أورام الدماغ الأولية خبيثة، فإنَّه يفعل ذلك في حوالي 20 بالمائة فقط من جميع المرضى، ولا يستطيع الأطباء التنبؤ بسهولة بالمرضى الذين سيستفيدون قبل العلاج. على هذا النحو، يختار بعض الأطباء عدم استخدام العلاج الكيميائي بسبب الآثار الجانبية المُحتملة (تندب الرئة وقمع جهاز المناعة والغثيان).

يعمل العلاج الكيميائي عن طريق إلحاق الضرر بالخلايا التي يتم إصلاحها بشكل أفضل بواسطة الأنسجة الطبيعية من أنسجة الورم. قد تتضمن مُقاومة العلاج الكيميائي بقاء أنسجة الورم التي لا يُمكنها الاستجابة للدواء، أو عدم قدرة الدواء على الانتقال من مجرى الدم إلى الدماغ. يوجد حاجز خاص بين مجرى الدم وأنسجة المخ يُسمّى حاجز الدم في الدماغ.

4- الاستئصال الحراري بالليزر:

الاستئصال الحراري بالليزر هو تقنية أحدث تستخدمها بعض المراكز لعلاج الأورام الأصغر خاصة في المناطق التي قد يكون من الصعب الوصول إليها باستخدام إجراءات الجراحة المفتوحة السابقة. يتضمن ذلك وضع قسطرة صغيرة داخل المكان الذي يحتوي على الورم، وربما إكمال خزعة، ثم استخدام الليزر لتخفيف الورم حراريًا. يتم استخدام هذه التقنية في الآونة الأخيرة فقط في علاجات ورم الدماغ، وبالتالي لم يتم إثبات الفعالية على المدى الطويل.


شارك المقالة: