ضغط الدم هو إحدى المعايير الحيوية التي تقيس قوة دفع الدم على جدران الشرايين أثناء انقباض القلب واسترخائه. ومن المعروف أن الحفاظ على ضغط الدم ضمن نطاق طبيعي يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. يُعتبر ضغط الدم المرتفع من المشاكل الصحية الشائعة في العصر الحديث، ويثير الكثير من التساؤلات بشأن مدى خطورته وما إذا كانت القيم العادية المقبولة تعتمد على معايير ثابتة أم تختلف من شخص لآخر.

عندما ننظر إلى قراءة ضغط الدم 130/90 ملم زئبقي (مم زئبق)، نجد أن الرقم 130 يمثل ضغط الدم أثناء الانقباض (أو الانقباضي)، في حين أن الرقم 90 يمثل ضغط الدم أثناء الاسترخاء (أو الانبساطي). وبناءً على التعاريف التقليدية، فإن قراءة ضغط الدم التي تتراوح بين 120/80 و 139/89 ملم زئبقي تُعتبر في الغالب ضمن النطاق الطبيعي، في حين يُعتبر ضغط الدم المرتفع بدءًا من 140/90 ملم زئبقي.

لكن هناك تفاوت في الآراء بشأن ما إذا كان يجب النظر إلى قيمة 130/90 كمؤشر على ارتفاع ضغط الدم أم لا. يشير بعض الأطباء والباحثين إلى أن هذه القيمة قد تكون مرتفعة نسبيًا وتستوجب مراقبة دقيقة، خاصة إذا كانت هناك عوامل مخاطر أخرى موجودة مثل التدخين، السمنة، التوتر، وارتفاع الكولسترول.

إذا كانت هناك قراءة مستمرة تفوق 130/90 ملم زئبقي، فإنه يُوصى باتباع نمط حياة صحي يشمل الأنشطة الرياضية المنتظمة، واتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الفواكه والخضروات وتقليل استهلاك الصوديوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوصى بتقليل التوتر النفسي والعوامل النفسية الأخرى التي قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم.

مع ذلك، يجب التأكيد على أنه ينبغي للأفراد الذين يلاحظون زيادة في ضغط الدم التواصل مع الطبيب المختص، حيث قد يقترح الطبيب تغييرات في نمط الحياة أو استخدام الأدوية للتحكم في ضغط الدم، وذلك استنادًا إلى التقييم الشامل للوضع الصحي والعوامل الخطرة الفردية.

في الختام، على الرغم من أن قراءة ضغط الدم 130/90 ملم زئبقي قد تكون غير مرتفعة بما يكفي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم وفقًا لتعاريف بعض المؤسسات الطبية، إلا أنه ينبغي على الأفراد الذين يلاحظون هذه القراءة التحقق منها بانتظام واتباع التوجيهات الطبية المناسبة للحفاظ على صحتهم العامة.