تأثير دواء ديكساميثازون على فيروس كورونا

اقرأ في هذا المقال


وجد باحثون في ​​جامعة أكسفورد أنّ الدواء قليل التكلفة والمتوفر بشكل واسع يُسمّى ديكساميثازون، يُمكن أن يكون فعّال من أجل علاج فيروس كورونا، وُجد دواء ديكساميثازون منذ بداية الستينيات، غالباً ما يتم إعطاء الستيرويد بجرعات منخفضة كمضاد للالتهابات، كما أنّه يتم استخدامه على نطاق واسع للربو الشديد والحساسية وعندما تكون المفاصل مؤلمة ومتورّمة، كما أنه يُستخدم في حالات المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية الجهازية أو أكثر شيوعاً في التهاب المفاصل الروماتويدي، هذا التأثير على الالتهاب وأجزهتنا المناعية هو الذي يجعله مفيداً في محاربة أسوأ آثار COVID-19.

ما دواء ديكساميثازون وكيف يعمل؟

ديكساميثازون: هو دواء من فئة الستيرويد، يُقلّل الالتهاب عن طريق محاكاة الهرمونات المضادة للالتهابات التي ينتجها الجسم، ويتسبب فيروس كورونا في حدوث الالتهاب بينما يحاول الجسم محاربته، لكن في بعض الأحيان يتسبب الجهاز المناعي في الإفراط في التفاعل، وقد يكون رد الفعل هذا مميتاً فالتفاعل نفسه المصمم لمهاجمة العدوى ينتهي بمهاجمة خلايا الجسم نفسها.

تأثير دواء ديكساميثازون على فيروس كورونا:

لا يظهر على مُعظم الأشخاص الذين يُعانون من فيروس كورونا أيّ علامات على المرض، وهم عديمي الأعراض أو لديهم أعراض خفيفة مثل السعال الجاف أو الحمى الطفيفة أو فقدان الطعم والرائحة، ولكن الأعراض تكون في أقلية صغيرة أسوأ بكثير ويحتاج المرضى إلى علاج بالأكسجين أو تهوية لمساعدة الرئتين في إدخال الأكسجين إلى الجسم، هؤلاء هم الأشخاص الذين ثبت أن ديكساميثازون فعّال بالنسبة لهم.
في الحالات الشديدة، يقوم الجهاز المناعي في الجسم بالتفاعل مع الفيروس ويقوم بمهاجمة الخلايا التي تحتوي عليه، يُسمّى هذا عاصفة السيتوكين، حيث تطلق خلايا الجهاز المناعي مواد كيميائية تُسمّى السيتوكينات، ممّا يُسبب التهاباً مفرطاً، ويعمل ديكساميثازون على جهاز المناعة لتثبيط الاستجابة وتقليل عاصفة السيتوكين، في الواقع يمنع الالتهاب الهائل الذي يظهر في الرئتين والقلب وهو المسؤول عن مشاكل الجهاز التنفسي الحادة في المرضى.
تم اختبار ديكساميثازون في أكبر تجربة دواء مع فيروس كورونا حتى الآن، التقييم العشوائي للعلاج من فيروس كورونا كان لفترة قصيرة، قام الباحثون بدراسة تأثير دواء ديكساميثازون في ألفين مريض وقارنوا ذلك بنتائج أربعة آلاف مريض لم يتلقوه، وتظهر نتائج التجربة أن أكبر فائدة كانت في هؤلاء المرضى الذين على أجهزة التنفس الصناعي، حيث قلل ديكساميثازون من خطر الوفاة بنسبة 30٪. بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى الأكسجين، كان هناك انخفاض بنسبة 20٪، وهذا يعادل إنقاذ كل ثمانية أشخاص على أجهزة التنفس وكل 20-25 معالج بالأكسجين.
إلى جانب فوائد دواء ديكساميثازون، هناك آثار جانبية لهذا الدواء وتشمل هذه الآثار زيادة الوزن، احتباس السوائل، اضطراب النوم والقلق، بالنسبة للمرضى في العناية المركزة، يُمكن إدارة هذه الآثار الطفيفة نسبياً بسهولة، لذا فإنَّ فوائد ديكساميثازون في فيروس كورونا تفوق بكثير الآثار السلبية، الدواء غير فعّال في أولئك الذين يُعانون من أعراض خفيفة الذين لا يحتاجون إلى دعم في الجهاز التنفسي ويجب عدم استخدامه من قبل أولئك الأشخاص الذين في المنزل.


شارك المقالة: