فيلهلم فونت في علم النفس:
يعد فيلهلم ماكسيميليان فونت من العلماء المكتشفين لعلم النفس الحديث، فكان أول من أطلق على نفسه اسم عالم نفس، فهو ميز علم النفس كفلسفة وعلم بيولوجي. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه “أب علم النفس التجريبي”.
في عام 1879، أنشأ أول مختبر رسمي لبحوث علم النفس في جامعة لايبزيغ، وأصبح علم النفس مجالًا بحثيًا مستقلاً، من خلال إنشاء هذا المختبر، كان قادرًا على معالجة علم النفس كعلم منفصل عن المجالات الأخرى، قام بتأسيس أول مجلة أكاديمية سميت دراسات فلسفية في عام 1881 للبحوث النفسية، والتي تم إنشاؤها لنشر أبحاث المعهد.
ومن خلال دراسة استقصائية نشرت في مجلة علماء النفس الأمريكيين في عام 1991 سمعة فونت بأنها الأكثر تميزًا بناءً على التصنيفات التي قدمها 29 من علماء النفس الأمريكيين، واحتل ويليام جيمس وسيغموند فرويد المرتبة الثانية والثالثة على التوالي.
مسيرة فيلهلم فونت العلمية:
درس فونت في جامعة توبنغن وجامعة هايدلبرغ وجامعة برلين من 1851 إلى 1856، بعد حصوله على درجة الدكتوراة في الطب من جامعة هايدلبرغ عام 1856، عمل مشرفًا على الدكتور كارل إيوالد هاس، كتب مساهمات في نظرية الإدراك عام 1858، في عام 1864، أصبح أستاذًا مساعدًا للأنثروبولوجيا وعلم النفس الطبي ونشر كتابًا مدرسيًا عن فسيولوجيا الإنسان.
تم نشر محاضراته في علم النفس باسم “محاضرات في علم نفس الإنسان والحيوان” في عام 1863-1864. حث فونت على تأليف هذا الكتاب الذي كان أهم الأعمال في تاريخ علم النفس، وكانت مبادئ علم النفس الفسيولوجي في عام 1874 أول كتاب مدرسي في مجال علم النفس التجريبي.
في عام 1867، التقى فونت بصوفي ماو عام 1844 بالقرب من هايدلبرغ. صوفي هي الإبنة الكبرى لأستاذ اللاهوت كييل دي هاينريش أوغست ماو وزوجته لويز، وتزوجا فونت وصوفي في كييل في عام 14 أغسطس 1872. حيث أنجبت له ثلاثة أطفال، وكانت الأبنه الكبرى إليانور ثم لويز ثم ماكس ويندت حيث أستاذًا الفلسفة.
بين عامي 1875 و 1919، كان فونت مشرفاً عن عدد كبير من أطروحات الدكتوراة حيث تراوحت 184 طالب دكتوراة،أصبح العديد من طلاب فونت علماء نفس مشهورين. ومن بين هؤلاء: أوزوالد كولب أستاذ بجامعة فورتسبورغ، وإرنست مومان، أستاذ في لايبزيغ وهامبورغ، ورائد في علم النفس التربوي، وهوجو مونستربرغ، أستاذ في جامعة فرايبورغ وجامعة هارفرد، ورائد في علم النفس التطبيقي، وويلي هيلباتش مشهور في ألمانيا بعلم النفس الثقافي.
