حضور شخص جديد إلى العائلة تغيير كبير ومثير لجميع أفراد الأسرة وخصوصاً الطفل الأول، حيث لا تتوقع أن ابنك الأكبر سناً سوف يتحمس كثيراً للمولود الجديد مثلك تماماً؛ على العكس سوف يحزن ويشعر بالغيرة، وأي تجاهل لهذا الحزن لن يحل المشكلة بل سوف يزيدها، لذلك عليك أن تحل المشكلة منذ البداية.
غيرة الابن الأكبر من المولود الجديد
سوف يقوم ابنك الأكبر بمحاولات للفت انتباهك بأي طريقة، فهو لا يفهم لماذا تحتاجون طفل آخر في المنزل غيره، هل لا زلتم تحبونه؟ هل فعل شيء أغضبكم حتى أحضرتم طفلاً آخر بديلاً له؟ وسوف يقوم الطفل بالقيام بردة فعل مثل:
- التراجع والنكوص، قد يقوم الطفل بالرجوع إلى أفعال قد سبق وتخطاها ولم يقم بها منذ وقت؛ مثل الشرب من زجاجة الحليب، أو الجلوس على كرسي السيارة.
- قد يقوم بتبليل فراشة ليلاً بالرغم أنَّه لم يفعل ذلك منذ زمن.
- العنف تجاه المولود الجديد كضربه مثلاً أو شتمه، وخاصّةً إذا شعر أنَّكم تستبدلون المولود به أو أعطيتم المولود بعض أغراض الطفل الأكبر مثلاً.
- أو إذا قمتي بإلباس المولود الجديد ملابس أخيه الأكبر، قد يقوم بردة فعل مختلفة من الغضب والغيرة.
- عادةً تكون هذه التصرفات غير إرادية، و يقوم بها الطفل من غير قصد؛ حيث تكون ردات فعل لاهتمام الأهل بالمولود الجديد.
تفادي ردة فعل الطفل من المولود الجديد
يمكنك تفادي ردة فعل الطفل وتخطيها عن طريق مراعاة التغييرات التي حدثت مع الطفل بقدوم أخيه الجديد مثلاً:
- إذا كان الابن الأكبر ينام في غرفتك، ثم تم نقله إلى غرفته الخاصة عند ظهور المولود لجديد؛ سوف يشعر بالإحباط والحزن، وسوف يُفسر أنكم تُحبون المولود الجديد أكثر منه، لذلك يُفضل نقله قبل قدوم المولود أصلاً.
- قد يلجأ الابن الأكبر لإحضار أغراضه القديمة واللعب بها مثل البطانية أو لعبته المفضلة؛ وذلك للشعور بالأمان والدفء، لذلك اسمحي له باللعب بها أو بالحصول على البطانية القديمة، ويُفضل أن لا تُستخدم أغراضه للمولود الجديد.
- إذا اضطررت لاستخدام أغراضه حاولي أن لا تستخدمي أيَّاً منها إلَّا بطلب الإذن منه، والشرح له أنَّه سوف يحصل على أغراض أجمل وأكبر تناسبه لأنَّه أصبح كبيراً، وأنَّ أغراضه القديمة أصبحت صغيرة عليه ومناسبة للطفل الصغير.
نصائح للسيطرة على شعور الغيرة
يُفضل التمهيد لقدوم المولود الجديد و هو في بطن أمه و الشرح للطفل وتشويقه لرؤية أخاه الجديد وتحببه به يختلف تعامل الطفل مع الوضع الجديد باختلاف شخصيته، فالأطفال الأكثر مرونة تحكماً، يتأقلمون أكثر من الأطفال ذات الشخصية الحساسة:
- أعطي طفلك متسعاً من الوقت ولا تيأس أبداً فإنَّه مع الوقت سوف يتأقلم ويتعود على الوضع الجديد.
- قد يكون ابنك الأكبر متحمساً لقدوم أخيه وفرحاً لوجود مولود جديد في أول الأمر، ولكن كما تعلم الأطفال قد يُغيرون رأيهم في أي وقت.
- أعط طفلك دوراً خاصاً في رعاية المولود الحديث، حيث أنَّه من الممكن أن تجعليه يساعدك في بعض الأمور البسيطة المتعلقة بالمولود الجديد، سوف تتفاجئ برؤيته وهو مستعد لتحمل المسؤولية.
- يمكنه المساعدة في إحضار الحَفّاظ والكريمات عند التغيير للطفل، أو يمكنه صبّ الماء على أرجل الطفل عند عملية الاستحمام.
- يمكنك أن تترك الطفل يقوم بحمل أخيه وهو جالس ووضعه على حجره لفترة قصيرة بوجودك طبعاً (لا تتركيه معه وحدهم على الإطلاق لأنَّ هذا خطير).
- من الممكن أن تأخذ رأي طفلك بملابس المولود الجديد وتدعه يختارها، والمشاركة في تجهيزه.
- يمكنكم مشاهدة المولود معاً والتحدث عنه معاً وهو نائم مثلاً؛ انظر كيف يُحرك يده، كيف ينام، ماذا يحلم كيف يفكر وهكذا.
- اطلبي منه أن يحكي حكاية للمولود، فالأطفال الصغار لديهم القدرة على التسلية بكل أنواعها ولا يملون، قد يلاعبه ويُضحكه، وهذه بداية جيًدة لبدء العلاقة الوطيدة بين الطفلين، خاصَّةً إذا أبدا المولود إعجابه وتبسم مع أخيه الأكبر ويبدو أنَّه منبهراً في أي شيء يفعله أخيه.
- إقرأي له القصص عن دوره الجديد، حيث تكون قصص عن تجارب أطفال آخرين حصلوا على أخ جديد حيث أنَّ تلك القصص قد تشعره أنَّه ليس الوحيد الذي حدث معه ذلك وأنَّه أمر طبيعي.
- اقرأي له قصص عن علاقة الحب المتبادل بين الأخوة ومسؤولية الأخ الأكبر تجاه أخيه، وسوف توضح له أنَّه قدوة لأخيه وسوف تشعره بالمسؤولية.
- تعاطفي مع مشاعره؛ حيث أنَّه قد يحتاج التعبير عن مشاعره وعواطفه في هذه الفترة، تحدثي معه وأخبريه إنَّك تفهمين مشاعره، وأظهري له حبك والحضن المستمر حتى لا يشعر بالنقص والغيرة.
- اقضِ معه بعض الوقت الخاص أثناء اليوم بدون الصغير؛ مثل مشاهدة فيلماً يُحبه أو لعب لعبة يُحبها وهذا يشعره باهتمامك به.
