تأثير العامل البيئي على اضطراب المسترشد في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


المرشد اليقظ عادة ما يكون واعياً للعامل البيئي الذي لا بدّ وأن ينحدر منه كلّ فرد في هذا المجتمع، ولعلّ العامل البيئي ذو تأثيرات كبيرة على شخصية المسترشد، فالأشخاص الذين يقطنون في المدن يختلفون بطبيعة الحال عن الأشخاص الذين يقطنون الأحياء الشعبية الفقيرة، كما وتختلف الظروف البيئية التي يعيشها الأفراد في المناطق الاستوائية عنها في المناطق معتدلة الحرارة في أوروبا وأمريكا الشمالية، وعليه فإنّ التأثيرات البيئية بالغة التأثير على شخصية المسترشد.

كيف يعتبر العامل البيئي مؤثر رئيسي على شخصية المسترشد

1. الهيئة والشكل والشخصية

تؤثّر البيئة التي نعيش فيها بصورة كبيرة على بنيتنا ولوننا وطريقة كلامنا وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما أثبته رؤية العالم لثقافات بعضها البعض، فنحن نرى الغرابة في ثقافة الشعوب الإفريقية مثلاً أو الشرق أسيوية، وهم يرون هذه الغرابة في تصرفاتنا وأشكالنا وطرق معيشتنا، وكذلك الأمر في أوروبا والأمريكيتين فالثقافات متنوّعة وتختلف باختلاف البيئة والثقافة التي ينحدر منها الفرد.

إنّ هذا الاختلاف الذي ازداد بتنوّع البيئة العالمية أمر لا بدّ للمرشد النفسي أن ينتبه له بصورة دقيقة، بحيث لا يمكن أن يتمّ التعامل مع جميع المسترشدين بصورة نمطية واحدة أو بناء على فكر سائد في ثقافة ما، فالمرشد الماهر يستطيع أن يقرأ مدى الثقافة وأن يتنبه للشكل وللسلالة التي انحدر منها المسترشد ليستطيع ان يجد مدخلاً جيّداً يمكّنه من حلّ المشكلة الإرشادية بعد أن يتمّ تحديدها بصورة صحيحة.

2. طريقة التفكير ومقدار الثقة بالذات

لا يمكن أن يكون الشخص الذي ينحدر من ثقافة متأصلة ذات جذور علمية تشبه تلك التي تندرج ضمن عادات وتقاليد غريبة، لا تقوم على أسس صحيحة ولا ثقافات معرفة أو مدرجة بصورة عالمية، وهذا الأمر يضع المرشد النفسي أمام مجموعة من العقبات والأمور التي عليه مراعاتها بداية من طريقة التفكير التي أثّرت البيئة التي وجد فيها المسترشد، ومقدار الثقة التي حصل عليها من خلال البيئة التي انحدر منها، لنجد أن الفروق في طريقة التفكير كثيرة ولا يمكن إحصاءها، وهذا أمر لا بدّ وأن يقوم المرشد النفسي بمراعاته أثناء سير العملية الإرشادية، لتكون المخرجات صحيحة ودقيقة.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: