متى تأسَّست الدولة العثمانية؟
تأسَّست الدولة العثمانيّة على يد عثمان الأول، عندما احتلَّ السلطان محمد الثاني القسطنطينيّة (واسمها اليوم إسطنبول) في عام (1453)، نمت الدولة لتُصبح إمبراطوريّة قويّة، وتوسعت بعمق في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وصلت الإمبراطوريّة ذروتها في عهد سليمان العظيم في القرن السادس عشر عندما امتدَّت من الخليج الفارسي في الشرق إلى الجزائر في الغرب، ومن اليمن في الجنوب إلى هنغاريا وأجزاء من أوكرانيا في الشمال.
من عام (1699) وما بعد، بدأت الإمبراطوريّة العثمانيّة تفقد أراضيها على مدار القرنين التاليين بسبب الركود الداخلي والحروب الدفاعيّة المُكلفة والاستعمار الأوروبي والثورات القوميّة بين رعاياها الإثنين.
انتهت الإمبراطوريّة في أعقاب هزيمتها من الحلفاء الموجودين في الحرب العالميّة الأولى، تمّ إلغاء الإمبراطوريّة رسميًا من قِبل حكومة الجمعيّة الوطنيّة التركيّة الكبرى في أنقرة في نوفمبر (1922) عقب حرب الاستقلال التركيّة (1919-1923) .
صعود الإمبراطوريّة العثمانيّة (1299-1490)
مع زوال سلطنة الروم السلجوقيّة (حوالي عام 1300) ، تمّ تقسيم الأناضول إلى خليط من الدول المُستقلة، ما يُسمَّى بالأناضول بيليك، بحلول عام 1300، فقدت الإمبراطوريّة البيزنطية الضعيفة مُعظم مقاطعاتها الأناضوليّة بسبب هذه الإمارات التركيّة.
كان أحد البيليكيين بقيادة عثمان الأول (توفي عام 1323/4)، والذي اُشتقَّ منه الاسم العثماني، ابن أرطغل، حول إسكيشهر في غرب الأناضول، في الأسطورة التي تمّ التعبير عنها في القصَّة المعروفة باسم “حلم عثمان”، كان الشاب عثمان مُستوحى من الغزو من خلال رؤية قديمة للإمبراطوريّة (وفقًا لحلمه، فإنَّ الإمبراطوريّة عبارة عن شجرة كبيرة تمتد جذورها عبر ثلاث قارات وتغطِّي فروعها السماء).
وفقًا لحلمه، أصدرت الشجرة ، التي كانت إمبراطوريّة عثمان، أربعة أنهار من جذورها، دجلة والفرات والنيل والدانوب، بالإضافة إلى ذلك، كانت الشجرة مُظللة بأربع سلاسل جبليّة، القوقاز، الثور، أطلس وسلاسل البلقان.
خلال فترة حكمه كسلطان، مدّد عثمان الأول حدود المستوطنة التركيّة باتجاه حافّة الإمبراطوريّة البيزنطيّة، خلال هذه الفترة، تمّ إنشاء حكومة عثمانيّة رسميّة ستُؤثر مؤسّساتها بشكل كبير على حياة الإمبراطوريّة.
في القرن الذي تلا وفاة عثمان الأول، بدأ الحكم العثماني يمتد إلى شرق البحر المتوسط ومنطقة البلقان، استولى ابن عثمان، أورهان، على مدينة بورصة في عام (1326) وجعلها العاصمة الجديدة للدولة العثمانيّة.
سقوط بورسا هو فقد الاحتلال البيزنطيّ على مناطق شمال غرب الأناضول، تمّ الاستيلاء على مدينة سالونيك الهامة من مدينة البندقيّة في عام (1387)، كان النصر العثماني في كوسوفو في عام (1389) بمثابة علامة فعليّة على نهاية السلطة الصربيّة في المنطقة، ممّا مهد الطريق للتوسع العثماني في أوروبا.
فشلت معركة نيكوبوليس عام 1396، والتي كانت تُعتبر الحملة الصليبيّة الأخيرة على نطاق واسع في العصور الوسطى، في وقف تقدم الأتراك العثمانيين المُنتصرين، مع امتداد الهيمنة التركيّة إلى البلقان، أصبح الغزو الاستراتيجي للقسطنطينيّة هدفًا بالغ الأهميّة.
سيطرت الإمبراطوريّة على جميع الأراضي البيزنطيّة السابقة المُحيطة بالمدينة، لكن البيزنطيين كانوا مُرتاحين مؤقتًا عندما غزا تيمور الأناضول في معركة أنقرة في عام (1402)، وأُخذ السلطان بايزيد الأول كسجين.
القبض على بايزيد رمى الأتراك في الفوضى، سقطت الدولة في حرب أهليّة استمرت من (1402) إلى (1413)، حيث قاتل أبناء بايزيد على الخلافة، وانتهى الأمر عندما ظهر محمد الأول كسلطان واستعاد القوة العثمانيّة، ووضع حداً للإنتريجنوم( وهو تحالف دولي ضد العثمانين يضم عدّة دول كفرنسا، صربيا وروسيا).