طرق التعامل مع الزوجة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الزواج عقد مقدس عند الله سبحانه وتعالى، وهذا ليس بالأمر السهل دائمًا، يتطلب بعض العمل الشاق من كلا الجانبين، في كثير من الأحيان، أصبح الأزواج في مجتمعاتنا مصدرًا للألم والإحباط، ولكن ماذا لو أصبح الأزواج مكانًا للراحة والطمأنينة، ماذا لو أضاءت منطقة الحرب داخل أسوار الأربعة المخفية لتصبح ملجأ من الفضاء المقدس للراحة والسكينة؛ مكان للبحث عن السلام بعيدًا عن فوضى العالم الخارجي، من المهم أن يفهم الأزواج أن هذه الحياة هي مجرد وسيلة لتحقيق غاية أعظم وأن كل يقومون به به في هذا العالم هو  الهدف للوصول إلى مرضاة الله تعالى.

طرق التعامل مع الزوجة في الإسلام

في الإسلام تلعب الزوجة دورًا رئيسيًا في حياة الرجال؛ لأنها تكمل نصف دينهم، إن معاملة الزوجة بلطف له أجر عظيم عند الله تعالى، إذا كنت يتساءل العديد من الأزواج عن كيفية التعامل مع زوجته في الإسلام، وهناك البعض من النصائح التي من شأنها أن تعمل من أجل حياة زوجية سليمة.

هناك الكثير من التساؤل عن ما هو بالضبط السر وراء الزواج الناجح، كيف يعامل الناس زوجاتهم حسب ما أمر الدين الإسلامي ليبقوا سعداء، فيما يلي بعض أهم النصائح المفيدة في التعامل مع الزوجة في الإسلام.

نصائح مفيدة في كيفية التعامل مع الزوجات في الإسلام

النصيحة الأولى هي أن يكون الزوج صديقًا لزوجته، يفهم وضعها ويساعدها ويعتني بها كصديق له، في المقام الأول، ستشعر الزوجة بالراحة عند مشاركة الزوج أوقاتها السعيدة وأوقاتها الحزينة معها، كلما تعرف كل منهما على الآخر كصديق، كلما كانا أكثر سعادة، يجب على الزوج تقديم النصيحة لها ويصحح أخطاؤها على انفراد، لا يسخر منها أو يؤنبها أمام الجميع، يجب أن يشرح لها بطريقة لطيفة لوحدها، يجب على الزوج أن يمنحها وقتًا ممتعًا ولا يشغل نفسه كثيرًا في الوظيفة، على الزوج تناول الطعام معها دائمًا، يجب إطعام الزوجة بيده، خاصة في الأوقات الصعبة للزوجة.

على الزوج الانتباه لما يتكلم، سواء كان ذلك في حالة الغضب أو الإحباط، لا ينطق أبدًا بكلمة قد تؤذي الزوجة، لا يمكن التراجع عن بعض الكلمات ولا يمكن نسيانها أبدًا، لذا يجب أن يكون حذرا، إذا فعل ذلك، فيجب أن يتأسف يكررها، يشارك كل لحظة سعيدة معها، كلما زادت السعادة التي يشاركها الزوج مع زوجته، كلما أصبحت الزوجة أكثر سعادة، عليه أن يستمع إليها عندما تكون منزعجة، يجب أن يكون أفضل صديق لها ويحاول حل مشاكلها.

على الزوج أن يفاجئ الزوجة بالهدايا، يجب أن يجعل الزوج الزوجة سعيدة بالهدايا التي هي تحبها، عند الدخول في جدال معها، يجب أن يبقى هادئا، ويشرح لها متى يصبح الوضع طبيعيًا، لا حرج في أن يكون آسفًا أو يقبل أخطائه؛ حتى لو كان خطأها، يجب المحافظة على الهدوء معها، الحجج والكلمات المسيئة وسوء الفهم سببها الشيطان، لا يجب أن يدع  الزوج الشيطان يسيطر على عقله، هذه من أفضل الطرق للتعامل مع الزوجة في الإسلام وسر لحياة أسعد.

يجب المساعدة في الطبخ والتنظيف بالمنزل معها، إنها سنة لا يجب أن يعاملها كخادمة، بل يجب أن يكون لطيفًا ومتواضعًا ويساعدها عندما تحتاج إليه حقًا، من واجب الزوج مدح الزوجة على المجهود الذي تبذلها لإبقاء أسرتها سعيدة، إذا فشلت في شيء ما، فعليه أن يعلمها ولا يوبخها أبدًا، فهذا أسوأ شيء يفعله الزوج معها، عليه أيضًا احترم عائلتها، والأهم أن لا يقارن زوجة بالآخرين، لكل فرد خصائصه ومظهره وطبيعته، على الزوج أن يبحث عن الخير في زوجته ويتذكرها دائمًا في دعائه.

أهمية الزوجة في الإسلام

الزوجة تلعب دورًا رئيسيًا في حياة الزوج مباشرة من مساعدته في تربية الأبناء وتعليمهم وإدارة المنزل، والوقوف بجانب الزوج في كل خطوة في حياته، ستحاول الزوجة الصالحة دائمًا إبقاء زوجها على الطريق الصحيح وتدعو له، وتهدف إلى أن تكون معه في الجنة، فالزوجة نصف الدين، بالنسبة لعدد قليل من الناس قد يظهر سؤال مثل لماذا يجب أن تعطى هذه الأهمية الكبيرة؟

تترك الفتاة والديها وتأتي إلى المنزل الجديد بشكل دائم، مع بعض التوقعات بأنها ستكون سعيدة في منزلها الجديد، من خلال الحفاظ على كل الثقة في زوجها، تتوقع منه أن يعتني بها، ويفهمها في الأوقات الصعبة، ويحميها ويسعدها، أن تأخذ كل الحقوق التي تستحقها من شريك حياتها، عندما لا تحصل على ما تستحقه، ألن يكون ذلك مؤلمًا جدًا، علاوة على ذلك فإن الكلمة الطيبة شكل من أشكال الصدقة، لذلك يجب أن يحدث جيدًا معها ويكون لطيفًا.

إذا كانت هناك نزاعات وخلافات مستمرة بين الزوج والزوجة، فلا بد من التزام الصمت بأي ثمن، إذا كان أحدهما غاضب، فالآخر يجب أن يكون هادئ هذه هي الطريقة التي تنتهي بها الخلاف، سواء كانت الزوجة تعاني من مشاكل في الغضب، أو عنيدة، أو لديها تقلبات مزاجية، فقط يجب على الزوج المحافظة على هدوئه ويحاول أن يشرح لها عندما يصبح الوضع طبيعي، بعد كل شيء، هناك دائمًا حل لكل مشكلة على حدة.

النبي صلى الله عليه وسلم فهم الحب والزواج أكثر من أي إنسان آخر، الكمال في الشخصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي أظهره على وجه التحديد في الزواج مفيد للغاية للدراسة لتعزيز الزواج لدى الأزواج، يحتاج ديننا إلى أن يُترجم إلى جمال داخلي وهذا الجمال الداخلي يحتاج إلى أن يُترجم إلى حسن الخلق والأفعال الحميدة خاصة لأولئك الأقرب وهم الزوج والزوجة، عاش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حياة أسرية سعيدة مبنية على التفاهم واللطف المتبادلين، على الرغم من تنوع أدواره كرسول وحاكم وقائد عسكري وسيد للبشرية؛ إلا أنه لا بقي يبذل الكثير من الجهد لتقوية علاقته بزوجاته وأولاده .

من خلال إظهار امتنان الزوج لزوجته والاعتراف بعملها الجاد، سيجعلها تشعر بالإنجاز وسيساعد ذلك على تحفيزها للقيام بالعمل الشاق الذي تقوم به، وهذا يعني أيضًا أن الزوج إذا كان ممتنًا لزوجته، فإنه ممتن لله تعالى على أن رزقه برفقتها؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقها من ضلعه ليتزوجا.

ووصفت عائشة رضي الله عنها الرسول بأنه دائمًا يبتسم ويريح من حوله في حضوره، وأحباؤه لم يخافوه، لقد أحبوا رفقته، ومن أهم علامات صفاته النبوية أن المقربين منه مثل أقرب أصدقائه أبو بكر رضي الله عنه، وزوجته خديجة رضي الله عنها، وابن عمه علي رضي الله عنه، كانوا من أوائل الذين اعتنقوا الإسلام.

المصدر: التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالمجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي،2020الإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011


شارك المقالة: